23 مارس 1965، يوم تاريخي ومشهود، خرج فيه التلاميذ والجماهير الشعبية المسحوقة بقوة الى شوارع مدينة الدار البيضاء لمواجهة إجرام النظام والرصاص الحي تحت القيادة الفاشية لوزير الداخلية حينها العميل أوفقير وصنيعته الدليمي
المدير العام للأمن الوطني، بصدور عارية واقتناع بعدالة القضية.. كان القرار المشؤوم كتطبيق للتصميم الثلاثي، الصادر في فبراير 1965، المنسوب للمدعو يوسف بلعباس، وزير التعليم حينذاك، والقاضي بالطرد من المؤسسات التعليمية للتلاميذ البالغين من العمر 15 سنة من السنة الأولى والبالغين من العمر 16 سنة من السنة الثانية والبالغين 17 سنة من السنة الثالثة، النقطة التي أفاضت الكأس أيام 22 و23 و24 مارس 1965.. أما أزمة النظام على المستويين الاجتماعي والاقتصادي فكانت خانقة؛ وواقع الصراع الطبقي، كان يغلي على صفيح ساخن.. وكان من الطبيعي أن تتفجر الانتفاضة الشعبية ولو في غياب أي قيادة سياسية أو ميدانية، من شأنها خلق موازين قوة جديدة لفائدة الشعب المغربي..
لقد استغلت تلك الظرفية العديد من الطحالب السياسية، وسكتت عن كافة أشكال القمع والاضطهاد والاستغلال، وعن المقابر الجماعية.. ولم يجد النظام بدا من إحكام قبضته الحديدية على الساحة السياسية، متوجا ذلك بإعلان حالة الاستثناء في 07 أبريل 1965 وباغتيال الشهيد المهدي بنبركة في 29 أكتوبر 1965...
وإذ لم تتوقف تضحيات الشعب المغربي، قبل انتفاضة 23 مارس المجيدة وبعدها، فإن ما نعيشه الآن امتداد نضالي لتلك التضحيات والبطولات. وانتفاضة 20 فبراير واحدة من الإنجازات المتواصلة لشعبنا على مسار تحرره وانعتاقه، وكذلك العديد من الانتفاضات التي لم يتردد النظام في قمعها بالحديد والنار (انتفاضة تازة...). ووجود معتقلين سياسيين بسجون الذل والعار ومناضلين قابضين على الجمر وحاضرين الى جانب قضايا شعبهم، وفي المقدمة قضية العمال والفلاحين الفقراء، تأكيد على أن مسيرة شعبنا لن تتوقف وأن ثورته قادمة إن آجلا أم عاجلا..
23 مارس انتفاضة شعبية، نعم.. لكن، 23 مارس منظمة سياسية أيضا، منظمة ثورية، منظمة ماركسية لينينية.. طبعا، قبل الانحرافات والخيانات والتنكر لتاريخها ورصيدها ومواقفها وشعاراتها..
وعندما نرد الاعتبار ونتذكر انتفاضة من حجم انتفاضة 23 مارس، نرد الاعتبار أيضا ونتذكر "منظمة 23 مارس" الماركسية اللينينية التي تأسست سنة 1970، أحد مكونات الحركة الماركسية اللينينية المغربية، الى جانب المنظمة الماركسية اللينينية كذلك "الى الأمام" المؤسسة بدورها سنة 1970.
وما نود قوله مختصرا بهذه المناسبة، ذكرى انتفاضة 23 مارس، وبصوت مرتفع أمام التاريخ، هو: ليرفع غير الماركسيين اللينينيين أيديهم عن رصيد وتاريخ المنظمتين الماركسيتين اللينينيتين (أ وب). لقد نادت المنظمتان بالثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، معتبرتان النظام القائم لاوطنيا لاديمقراطيا لا شعبيا.. وقدمتا تضحيات هائلة من أجل ذلك..
إنه الخط الأحمر الفاصل بين هذا وذاك، بين التشبث بخط المنظمتين الثوريتين أو الابتعاد، بل الانفصال عنه.. لينحرف من اختار الانحراف، وليرتد من أراد الردة، ولينبطح من يعشق الانبطاح والخنوع..
فلم يعد، كما لم يكن مقبولا بأي شكل من الأشكال، وفي أي وقت من الأوقات، تبني الشيء والقيام أو الدعوة الى نقيضه.. إنها الانتهازية المقيتة والحربائية البغيضة..
وليبق التاريخ لأصحابه بشوكه وجمره وبدمائه.. ليس طبعا من أجل التباهي أو المزايدة أو الترديد في المناسبات، بل من أجل تطوير ذلك الرصيد وفتح آفاق تحققه على أرض الواقع.. ومن أجل تجاوز أسباب تعثره، وعلى رأسها بناء الأداة الثورية، هذه الأخيرة التي بدون شك ستقود النضالات البطولية لشعبنا والإنجازات العظيمة للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء، نحو النصر الأكيد..
وإن كل المناسبات والمحطات التاريخية لشعبنا تدعو المناضلين الماركسيين اللينينيين الحقيقيين الى الوحدة والنضال المشترك لإنجاز مهام هذه المرحلة التاريخية، وفي مقدمتها الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية...
17 مارس 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓