تحاول
النقابات المغربية بعد كل جولة فاشلة من
جولات ما سمي ب"الحوار
الاجتماعي"
الظهور كقوة مفاوضة
وممانعة، وكواجهة مدافعة عن مصالح عموم
الشغيلة.
ولا تتردد في توزيع
التهم ضد الحكومة والتهديد
بالتصعيد،
وحتى الانسحاب من الحوار؛ في الوقت الذي
لا تعمل فيه وبالواضح، إلا على تسويق
الوهم من خلال حوار الوهم.
فمن المخجل الحديث عن
مطالب اليوم، في الوقت الذي تم فيه السكوت
عن مطالب 2011،
وبالضبط عن اتفاق 26
أبريل 2011..
فكيف سيكون مآل أي
اتفاق، اليوم أو غدا؟
وإذا
كان هذا حال النقابات، كل النقابات، ماذا
عن الأحزاب السياسية؟ فهذه الأخيرة غائبة
تماما (وأكثر
غيابا)
عن الميدان، وكأن الأمر
لا يعنيها..
ولتوضيح
الصورة أكثر، لابد من الوقوف عند العناصر
التالية:
-
العنصر الأول:
إن كل النقابات تعيش
خريف عمرها، فلم يسبق أن عاشت مثل هذا
"الهزال"
والعقم أو التيه.
والنظام أدرى بواقع
حالها (واقع
حال قياداتها المريضة)،
خاصة وأن له اليد الطويلة في صنع وضعيتها
الحالية.
فلم تعد قادرة على
اتخاذ أي موقف أو أي مبادرة دون الرجوع
لأصحاب "الحل
والعقد"
(مهندسو النظام
والإمبريالية وخبراؤهما).
فبدون الضوء الأخضر،
تفقد "صوابها"..
وفي كثير من الأحيان،
لجأت، نيابة عن النظام، الى قمع الأشكال
النضالية وإجهاض المعارك البطولية التي
تزعجها (وتزعج
النظام)،
بل تورطها وتفضح عجزها..
وآخر ما لجأت إليه
تقديم مجموعة من المناضلين الى البوليس
إبان مسيرة 06
ابريل 2014
بالدار البيضاء؛
-
العنصر الثاني:
لقد انكشف تواطؤ
القيادات البيروقراطية عن طيب خاطر (توافق
المصالح الطبقية)
ومساهمتها المفضوحة
الى جانب القوى السياسية الرجعية
والإصلاحية، وانصياعها لتوصيات المؤسسات
المالية الإمبريالية (صندوق
النقد الدولي والبنك العالمي...)،
في دعم ما يسمى ب"الاستقرار"
وفي الحفاظ على التوازنات
القائمة الآن لفائدة البورجوازية الكبيرة
وضد مصالح عموم الجماهير الشعبية المسحوقة،
وفي مقدمتها الطبقة العاملة؛
-
العنصر الثالث:
إنه بيت القصيد، ضعف
القوى السياسية المعارضة من موقع ، فبدل
التصدي للإجرام "النقابي"
باسم الشغيلة والطبقة
العاملة (ادعاء
"مطالبة
الحكومة بفتح مفاوضات حقيقية جادة ومسؤولة
حول مطالب الطبقة العاملة المغربية وكافة
الأجراء العادلة والمشروعة، التي تضمنتها
المذكرة المرفوعة إلى رئيس الحكومة بتاريخ
11
فبراير 2014")..،
يتم الانخراط في مواسم الدجل والضحك على
الذقون..
والبشاعة، أنه باسم
النضال و"الثورية"
يتم تزكية مهرجانات
الذل والعار..
يتم تسويق الوهم بوعي
أو بدونه..
نتفهم
اقتياد المناضل الى المقصلة..
نتفهم اقتياد المناضل
الى الزنزانة..
لكن، كيف نتفهم انصياع
"المناضل"
الى حفلات الذل والعار،
باسم "المؤتمرات"،
حفلات "الشواء
والبسطيلا"..
سينعقد
يومي 20
و21
مارس 2015
المؤتمر الحادي عشر
للاتحاد المغربي للشغل تحت شعار:
60سنة من الكفاح والوفاء..
"ويستمر نضالنا
الوحدوي، المستقل والمتجدد
من
أجل مجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة
الاجتماعية"..
نعم
60 سنة
من الكفاح، كفاح الشغيلة، كفاح الطبقة
العاملة...
لكن، ليس 60
سنة من الوفاء (أبدا،
أبدا...)،
إنها 60
سنة من الخيانة والتواطؤ
والعمالة لنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي،
من طرف قيادات بيروقراطية فاسدة
و"مافيوزية"..
إن التاريخ يشهد،
والواقع الراهن يفضح..
فلا مجال للتستر عن
الحقيقة المؤلمة:
قيادات نقابية بيروقراطية
خائنة ومتواطئة وعميلة، من الاتحاد
المغربي للشغل (النقابة
الأم، منذ 20
مارس 1955)
والاتحاد العام للشغالين
بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب
وعبر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل الى
الفدرالية الديمقراطية للشغل برأسيها
الفارغتين..
ليصرخ
المناضلون الحقيقيون، من داخل النقابات
ومن خارجها..
ليفضحوا الخيانة
والتواطؤ والتآمر..
لا مجال للتعايش مع
الخيانة والتآمر والتواطؤ، بأي مبرر..
إنها ساعة الحقيقة..
فكل صمت خيانة..
ولكل صمت ثمن..
ما هو ثمن صمتكم؟!!
إنكم
مسؤولون أيها الصامتون!!
تصمتون،
تصابون بالخرس، أمام خيانة الشعب..
وتنطقون،
تمارسون الرعونة، ضد أبناء الشعب..
إنه
الصراع..
إنه التاريخ..
نحن
هنا..
نحن قادمون..
19
مارس 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓