2015/03/28

البديل الجذري // بيان "عاصفة الحزم" عنوان القتل للشعب اليمني وعمالة الأنظمة الرجعية المفضوحة للإمبريالية والصهيونية


التدخل الأجنبي ضد أي شعب من أجل تركيعه وإخضاعه وعرقلة تطلعاته التحررية ونهب واستنزاف خيراته يعتبر جريمة نكراء ومؤامرة شنيعة، سواء كان عسكريا أو
غير ذلك من أشكال التدخل السافرة، وإن باسم أوهام الديمقراطية وحقوق الإنسان. ورغم أن كل أشكال التدخل تدعي خدمة مصلحة الشعوب في إطار ما يسمى ب"الشرعية الدولية" (الأمم المتحدة)، إلا أنها تتخذها غطاء لإعاقة وتعطيل آليات مسيرتها (أي مسيرة الشعوب) نحو التحرر والانعتاق وللتحكم في موازين القوى لفائدة هذا الطرف الموالي أو ذاك، سياسيا كان أو عسكريا. ولا يمكن أن يكون هذا التدخل إلا من أجل مصلحة الامبريالية، سواء كان من طرف هذه الأخيرة مباشرة (حالة العراق...) أو نيابة عنها، من طرف الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية والأدوات الطيعة المكشوفة من مثل حلف الناتو والأمم المتحدة (مجلس الأمن)، وذلك من منطلق خدمة نفس الأهداف ونفس المصالح، وعلى رأسها استمرار اضطهاد الشعوب وقهرها والتحكم في حاضرها ومستقبلها. وهو ما يفرض التصدي للمخططات الإجرامية للامبريالية والصهيونية والرجعية في كل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية وفي أي بقعة من بقاع العالم وتحت أي ذريعة دينية أو عرقية أو غيرهما. فلا بديل عن حق الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها بنفسها طال الزمن أو قصر.

ويعتبر الهجوم العسكري الغاشم الذي انطلق يوم 26 مارس 2015 تحت مسمى "عاصفة الحزم" جريمة شنيعة في حق الشعب اليمني الأبي، على غرار مسميات عواصف الحروب الامبريالية التي دمرت المنطقة وخربتها وقتلت الملايين من أبنائها ولا زالت تقتل. علما أن التدخل في اليمن ليس وليد لحظة الهجوم الرجعي الأخير "عاصفة الحزم" بقيادة النظام الرجعي بالسعودية وبمباركة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ومشاركة العديد من الأنظمة الرجعية من بينها النظام القائم بالمغرب الجاثمة فوق صدور شعوب المنطقة العربية والمغاربية وتركيا، والمسنودة بكل الأجهزة الفتاكة من القطب الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبتمويل من جيوب الشعوب المفقرة والمضطهدة. فبعد أن أشعلت الأنظمة الرجعية بالمنطقة والتي تدب في عروقها عفونة الشيخوخة والفساد، لهيب النزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية وغذتها لتصفية انتفاضة الشعب اليمني، والتي كانت عصابات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح طرفا في اللعبة، وخلقت نموذجا ل"الدولة الفاشلة"، هاهي الآن تمتطي صهوة الأزمة وتشن عدوانها على الشعب اليمني تحت يافطة الدفاع عن "الشرعية" المزعومة بهدف "بلقنة" المنطقة وتفتيتها وتحطيم قدرات شعوبها وتطلعاتها الى التحرر والانعتاق وتقرير المصير، خدمة للمخططات والمصالح الإمبريالية الراعية لها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني. فمنذ إجهاض الانتفاضة الشعبية (مشروع الثورة اليمنية) وحتى قبلها، والشعب اليمني يعاني مختلف أشكال التكالب ومن مختلف المحاور القريبة والبعيدة. شأنه في ذلك شأن العديد من الشعوب المضطهدة الأخرى، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والشعب العراقي والشعب السوري والشعب الليبي..
وبالموازاة مع ما يتعرض له الشعب اليمني من قصف وتقتيل، صعد الكيان الصهيوني من عمليات البطش والاعتقالات في صفوف الفلسطينيين، بالإضافة الى مواصلة الاستيطان ومصادرة الأراضي والتشريد وهدم المنازل. ويتأكد مرة أخرى تناغم وانسجام العملاء وتجار الأوطان من المحيط إلى الخليج مع مشاريع الصهاينة والإمبرياليين وتتبخر أوهام الدعم للشعب الفلسطيني وللشعوب عامة.. 
إنها مؤامرات لإجهاض أي حركة تحرر وطني حقيقية، ومسلسل إجرامي يتيح لحفنة من الذئاب المنتشية بدماء الأطفال والنساء والشيوخ "لتشرعن" القتل والتنكيل بالشعوب المضطهدة وتدمر كل ما أنجزته وبنته بكدها وعرقها وعبقريتها، وذلك لخدمة أحلام وهوس السيطرة والنهب لخيرات الشعوب وتكديس الثروة في يد أقلية قليلة من اللصوص على حساب مآسي وآلام ومعاناة غالبية البشرية ومصير كائنات الأرض. 
إن عدوان 26 مارس 2015 المتواصل على الشعب اليمني مؤامرة أخرى تنضاف الى الحروب الإمبريالية الصهيونية التي تخاض بالوكالة، وهي مؤامرة آخذة في التوسع والانتشار بالمنطقتين العربية والمغاربية، وتتغذى بواسطة طموحات الأقطاب المتصارعة حول خيرات الشعوب وبدعم الأنظمة الإقليمية اللاوطنية اللاديموقراطية اللاشعبية. والمستهدف من هذه الحرب الآن هو الشعب اليمني بالدرجة الأولى وخيرات الشعب اليمني ومصير الشعب اليمني وحقه في تقرير مصيره بنفسه ومعه كل شعوب المنطقتين العربية والمغاربية. وستفضي هذه الحرب لا محالة الى المزيد من الدمار والخراب والكوارث على جميع المستويات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وإلى تفتيت المنطقة وإضعاف قدراتها ومقاومة شعوبها وتسهيل تمرير المخططات والمشاريع الإمبريالية والصهيونية والرجعية وإحكام القبضة الحديدية على مصير الشعوب. ويتأكد أن الأنظمة الرجعية هي الشر بعينه وهي سبب المآسي والظلم والأزمات التي لن تزول سوى بزوالها وتحطيم بنيانها، وهي المهمة الجوهرية التي تتوقف على الشعوب بقيادة أدواتها السياسية الثورية.
وإن الانخراط العلني للنظام القائم بالمغرب في هذا العدوان العسكري الغاشم لسفك دماء أبناء الشعب اليمني الأبرياء يعد إجراما في حق الشعب المغربي وإساءة له، وجريمة تحدث أمام أعيننا وعلى مسامعنا ومن أموالنا المنهوبة وكذلك تحديا واضحا لشعبنا ولقواه المناضلة، بتواطؤ مكشوف من قوى الخنوع والانبطاح. وهو أمر لا يقبل الصمت ويستدعي المسؤولية في الوقوف ضد هذه الجريمة وفضحها وفضح كل المتواطئين معها قولا أو صمتا. وإن التنديد بهذا الهجوم العسكري الغادر على الشعب اليمني ليس دعما أو مناصرة لعصابات "الحوثيين" والرئيس السابق علي عبد الله صالح ضدا على ما يسمى "بالشرعية" في شخص العميل عبد ربه منصور هادي. إنه موقف سياسي قائم على تبني مبدأ حق تقرير المصير، إنه موقف داعم للشعب اليمني المكافح الذي يؤدي ضرائب حروب لا تتوخى في نهاية المطاف سوى إحكام قبضة أصحابها/تجارها على رقابه. والتاريخ يشهد للشعب اليمني بالبطولة والقتالية والرفض المطلق للخنوع والانهزام. فلا شرعية غير شرعية الشعب اليمني من خلال ممارسة فعلية لحقه في تقرير مصيره بنفسه.
وعلى إثر هذا العدوان السافر على الشعب اليمني ومشاركة النظام القائم في أطواره، نعلن في تيار البديل الجذري المغربي:
- إدانتنا لمنفذيه وعرابيه من امبريالية وصهيونية ورجعية، ورفضنا بالتالي لأي تدخل أجنبي يصادر حقه في تقرير مصيره بنفسه؛
- تضامننا مع الشعب اليمني ووقوفنا ضد تقتيل أبنائه وتدمير ما بناه وشيده من مجد حضاري لسنوات من الكدح والتعب؛ 
- إدانتنا للنظام القائم بالمغرب المنخرط تحت ما سمي "عاصفة الحزم" بقيادة النظام الرجعي القائم بالسعودية لقتل الأطفال والشيوخ والنساء باليمن، وهو ما نعتبره جريمة في حق الشعبين اليمني والمغربي؛ 
- دعمنا المبدئي لحق كافة الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها بنفسها ومن ضمنها الشعب اليمني والفلسطيني والمغربي، ووقوفنا إلى جانب كل شعوب العالم وقواه الثورية والمناضلة من أجل التحرر والانعتاق..
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق