كان لفرنسا الاستعمارية (الاستعمار المباشر) وفرنسا الاستعمار غير المباشر علاقة متشابكة ودائمة ضد الوطن وأرض فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني. ورغم
تراجعها أمام إمبريالية بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، آلت فرنسا الى ربط علاقات وطيدة مع الكيان الصهيوني وتنكرت لحقوق الشعب الفلسطيني، رغما عن تشبث الشعب الفرنسي بقيم الصداقة والسلام والمؤازرة للقضايا العادلة (كوبا، فييتنام، فلسطين، الجزائر... الخ). ومنذ البداية، حافظت الدولة الفرنسية على مصالحها، رغم تراجعها ( حلف بغداد)، أمام المد الامبريالي للعم سام، عبر أبواب سياسية واقتصادية وتجارية مكنت فرنسا من انجاز علاقات متشابكة مع الكيان الصهيوني من خلال رأسمال مرتبط به ارتباطا ماليا وتجاريا وسياسيا.. وما بنك روتشيلد ونادي باريس إلا خير مثال على ذلك.
وحسب مصادر دبلوماسية رسمية فرنسية، يشكل اقتصاد الاستيطان الصهيوني فرصة وآفاقا لتنمية الاقتصاد الفرنسي، وذلك من خلال قطاعات شتى. ويمكن الإشارة الى قطاع البنيات التحتية ( الطرق، السكك الحديدية، النقل الحضري وشبه الحضري، المطارات...) ثم الطاقة (استغلال الحقول الجديدة للغاز الطبيعي، التصفية، التوزيع، التخزين...)، وكذلك قطاع تسيير الأبناك وكما يشمل الترابط الاقتصادي مجال البحث والاستكشاف (تم اكتشاف خزانات وحقول غاز ضخمة بأعماق شواطئ الوطن، أرض فلسطين). يعتبر سوق اقتصاد الكيان الصهيوني ثاني سوق تجارية بالنسبة لفرنسا بالمنطقة بعد السوق المصرية: تصدير 1.156 مليار يورو لسنة 2012، أما الاستيراد فتشكل السوق الفرنسية ثامن زبون لاقتصاد الاستيطان، 1.146 مليار يورو سنة 2012.
أما على الصعيد العسكري، يمكن اختزال الترابط الوثيق بين الامبريالية الفرنسية والكيان الصهيوني في المجالات التالية (حسب مصادر مرصد الأسلحة والتوثيق والبحث):
استيراد الأسلحة؛
التعاون الاستراتيجي المتبادل؛
لقاءات منتظمة بين السلطات العسكرية؛
تبادل الخبرات التقنية والمعرفية في مجالات مختلفة وخدمات الشرطة؛
تبادل الاستخبارات؛
إنجاز مشاريع مشتركة في مجال البحث العلمي و العسكري..
ويهدف هذا التعاون وهذا الارتباط الذي يشمل الصناعة الحربية والعسكرية فك العزلة السياسية عن الكيان الصهيوني. ويشير تقرير البرلمان الفرنسي الى أن صادرات فرنسا للكيان الصهيوني في مجال العتاد العسكري بلغت 14.4 مليون يورو لسنة 2012.
أما سياسيا، فيتم تسويق الاعتراف بالكيان الصهيوني تحت شعار ودعاية "ضد السامية" والاعتراف بالواجب تجاه المواطنين الفرنسيين اليهود. إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما. وإن ترحيل وتهجير اليهود من فرنسا الى فلسطين لاستعمارها من طرف الكيان الصهيوني عدو اليهودية تم ويتم لخدمة مصالح طبقية واستعمارية لا تمت بصلة لأي دين. كما أن الصهيونية استفادت بأرض فرنسا، من وسائل ضخمة للدعاية للصهيونية، وذلك تحت رعاية الحكومات الفرنسية بكل ألوانها اليسارية واليمينية.
30 مارس 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓