قوى الظلام صنيعة قوى التحالف الإستعماري والصهيوني الرجعي لمحاربة المد الثوري منذ القرن الماضي وكل الحركات التحررية والمناضلة لإجهاض مشروع التحرر من الإستعمار بإفشال المعركة الطبقية ضد الرأسمالية والتبعية.
قوى الظلام أداة في يد النظام لإجهاض المعارك الطلبة والعمال والفلاحين والمعطلين.. والملايين من المفقرين والمهمشين في الجامعات والمعامل والشوارع والضيعات والمداشر.. أما الدين فليس إلا أحد عناصر الإديولوجية التي تستثمرها لضمان الإكتساح والهيمنة.
أياديها ملوثة بدماء الأحرار عبر العالم.
تنشط مخططات الإرهاب والقتل طبقا لحسابات المخابرات.
المخابرات تحرك ملشيات الظلام وتجمدها وفق الاهداف المرسومة.
اغتيال المفكرين والسياسيين والنقابيين والفنانين والكتاب والصحفيين.. جزء من استراتيجية لا تتجزء أو تنفك أو تتحرك بمعزل عن اهداف النظام في الردع للفعل الجماهيري وزراعة الإرهاب.
فالنظام هو المخطط والمستفيد أولا وأخيرا منه.
قوى الظلام فرخت وتفرخ القتلة وتجندهم وتحول بعضعم لمتفجرات وصناعة مؤهبة للإرهاب تحت تصرف المخابرات لتنفيذ المؤامرات. يحركونهم متى شاؤوا ولأي غرض يليق ويحولونهم لعصابات وفزاعات وبعبع لتبرير القمع والقتل والديكتاتورية لسحق تحركات الشعوب ولنهب خيراتها، وترسل البعض الآخر كجنود مرتزقة لخدمة مخططات الإجرام والتدمير في كل رقعة من هذا العالم طبقا لأهداف وطلبات الصهاينة والمستعمرين.
إنها لم تخالف ولا تتخلف يوما عن أهداف الرجعية والديكتاتوريات والقوى الإستعمارية والصهيونية المديرة فعلا للعنف والمستثمرون فيه والمخططون له كما هي الصورة اليوم بكل وضوحها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا..
القوى الظلامية لا نرى منها سوى مواصلة الخدمة للأعداء ولمشاريعهم ومخططاتهم القادمة من مراكز التمويل والقرار العالمي مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في كل بقعة يؤتى بها لسدة الحكم..
أما توزيع أقاويل تحول قوى الظلامية لقوى ديموقراطية والتباهي بالعناق مع من تقوح منهم رائحة الدم البشري، مثلما يسوق لذلك من يصنفون أنفسهم على قائمة "اليسار"، مجرد أكاديب ونفاق وخداع للشعوب وعمالة للنظام الذي له المصلحة أولا وأخيرا في توزيع الأوهام لمحورة المعركة الطبقية ولضرب المشروع البديل وتضبيب بوصلته لإبعاد مجريات الصراع عن اتجاه التغيير الجذري القادم لا محالة سواء اليوم أو غدا مهما كانت المكائد والمؤامرات والتعترات.
فمن له المصلحة في استمرار صناعة المليشيات الظلامية والخلايا النائمة المخترقة للحركات المناضلة وتحريكها كلما كانت الضرورة تستدعي توظيف عنف الميلشيات وخلق أجواء الدم والخوف لتبرير القمع والإعتقالات والرعب غير النظام.
إن القوى الظلامية هي جزء من استراتيجية النظام لوأد ولردع النضالات الشعبية لتمرير المخططات الطبقية. فهل يا ترى بقي شيء لم يتضح في بلدنا بعد المجيئ ببنكيران لرأس الحكومة وانسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير أو هل تركت نادية ياسين في جنازة أمها شيئا فارغا يتناطح عليه كبشان؟!.. وهل لازلنا في حاجة لمراجع تجارب بعيدة لتفسير هذه الحقيقة في حين هي تجري أمام أعيننا؟!.. أهل سننخدع يوما ما لنطالب قضاء النظام بتطبيق القانون، تحت دريعة تجريم العنف مهما كان، الذي لن يكون سوى تشريع القمع والإجرام في حق شعبنا، وردع للفعل المناضل والمقاوم والرافض، كلما حرك العدو الملشيات الظلامية الموضوع تحت تصرف المغابرات والرأسمال الكومبرادوري والقوى الإستعمارية لتبرير القمع السافر وطمس الجرائم الإجتماعية والإقتصادية؟!..
فمن له المصلحة في تبرير همجية النظام، والمطالبة بتعويض العنف الظلامي المصنوع بأيادي النظام السوداء بعنف النظام، ولو في صورة تقديمهم كضحايا، غير النظام وقوى النهب والسرقة لعرق الفقراء أعداء كل مقاومة واحتجاج؟!..
فمهما كان المطالبين بعنف النظام تحت أي يافطة كانت فهو التقاء مباشر أو غير مباشر مع المخططين والمستفيدين الفعليين من ردع الحركات المناضلة والواقفة في وجه المخططات الطبقية.. وتزكية لأجرام ومخطط الأعداء ودفع بالمعركة الطبقية الى الهامش..
فكيف يتناسى المطالب بتنفيذ القانون أن المنفد بدوره أياديه ملطخة بالدماء.. وأن لعنة الشعب لازالت تطاردهم مثلما تطارد قوى الإجرام الظلامي؟!..
هل نسي البعض هذه الحقيقة أم يتناساها لتحييد خصم عنيد؟!..
فمهما كانت الأصوات المبحوحة ومهما كانت محاولات التطهير المغشوشة بالركوب على المحطات وتسليط الأضواء بعيدا لإتلاف مخلفات الرسائل الرجعية فلن يمحو عار الموقف المخزي الذي وقفه ويقفه اليسار الملكي في التاريخ السياسي المعاصر لشعبنا.. أما القوى المناضلة فعلا والشرفاء المخلصين لشعبهم ولتضحياته فلن ينسوا يوما أن العدو هو النظام والقوى الظلامية وتفريخاتها وكل من يدور في فلكهما وحلفائهم من الإمبريالية والصهيونية والرجعيات العالمية، وأن لا أمن يمكن تحقيقه خارج الرهان على نضالات شعبنا وعلى حركاته المناضلة والثورية.
شارك هذا الموضوع على: ↓