2015/04/15

حمزة عيطاوي// الصدق هو قول الحق في وقت يكون فيه الكذب متمتع بالحماية (الجزء الثاني)

في الجزء الأول، كان إلزاما الوقوف على ما يستحق الوقوف والنقاش في مقال السيد النوضة خصيصا معالجة المسائل النظرية التي لا تقبل المفاهيم الضيقة والمطروحة على المقاس، ولكن لحجم التزييف والمغالطات التي حشرها السيد
"النوضة" في مقاله، سأتوقف في هذا الجزء على العديد من المغالطات حول سيرورة حركة 20 فبراير وخاصة هنا في الدارالبيضاء. وأيضا فيما يخص مواقف أحرار حركة 20 فبراير، والتي سأتناول العديد منها في خضم هذا العمل.
يبدأ السيد "النوضة" مقالته بفقرة تحمل عنوان "هل النقد العلني مشروع ؟"، على شاكلة الطلاسم، للظهور في زي المثقف الجدي والحازم والمبدئي، كل ذلك ليجعل القارئ قادرا على تقبل الأفكار السامة. وحتى لا نسلك نفس الطريق، سنشير لبعض المتناقضات التي يعج بها المقال، يقول: " فإذا اعتبرنا أن فاعلاً سياسيا محدّدًا يتمادى في الاساءة إلى النضال الجماهيري المشترك، أو إذا توفّرت لدينا انتقادات سياسية دقيقة تُجاه فاعل سياسي محدّد، يصبح من واجبنا أن لا نكتفي بنقده عبر نميمة مستترة، أو عبر وشاية ملتوية. وإنما يلزمنا أن ننتقد هذا الفاعل السياسي بشكل مكتوب، علني، صريح، مسئول، وبنّاء".. هنا يتحدث السيد "النوضة" عن انتقاد موجه لفاعل سياسي، وهي عبارة رددها 3 مرات في هاته الجملة، وهو اعتراف صريح منه كون الأحرار الذين خصهم بهذا النقد هم فاعل سياسي، لكن للأسف سرعان ما ينسى ذلك، ليتحول ذلك الفاعل بقدرة قادر إلى (مجموعة غريبة، عصابة، عنيفين، تائهين سياسيا، "مجرد كادحين"،...) بل يصل الأمر حد التخوين والاتهام بالعمالة. 
كما أنه ليس من الذكاء الإحتيال على المبادئ فمثلا القول: "وإذا لم نخطء في انتقاداتنا، فعلى الفاعل المُنتقَد أن يعتذر عن تصرّفه الخاطئ، وأن يقدّم نقدا ذاتيا صريحا، وأن يشرع فورًا في تصحيح أخطاءه..." هو قول سليم، فالنقد الذاتي هو غذاء يومي للمناضلين، ونحن لا نخجل أبدا من الاعتراف بأخطائنا ونواقصنا، ونشرع عمليا في تصويب ممارستنا، وذلك إيمانا منا أن خدمة القضية والإخلاص للجماهير الشعبية، هو من يملي علينا ذلك، والتي تبقى وحدها المحك الحقيقي لكل المواقف والبرامج والممارسات، لكن السيد النوضة كان له هدف أخر من تقديم المبدأ، فهو يطالبنا بالنقد لشيء آخر: " ...وذلك للتعبير عن حسن نواياه، ولِتِبْيَان عزمه على الرفع من مستوى سلوكه، لكي يحظى من جديد بتقديرنا، أو لكي يصبح جذيرا بتعاوننا، أو تضامننا." وهنا يكشف السيد "النوضة" بكل وضوح عن النقد الذي يريده، إنه النقد الذي سيدفعنا لنيل رضاه وتقديره وتضامنه، إنه طلب الركوع والإنبطاح للكاتب قبل أسياده. ونقول له بكل وضوح ما هكذا يكون النقد يا أيها "المثقف" الحازم، فنحن لا نبحث عن رضى هذا الحزب أو ذاك، فالنقد لن يستقيم إذا لم يكن الجوهري فيه تطوير النظرية والممارسة النضالية، وذلك ارتباطا بهموم الكادحين وبما يخدمها، وأي نقد خارج تطوير السلوك الثوري للمناضل لا يعني المناضل الجاد والمبدئي. لكننا لم نتفاجأ لقولك هذا، فمن قبل بنقد ومراجعة مواقفه الثورية نهاية الثمانينات للحصول على تقدير ورضى دوائر الحكم، لن يخجل أبدا من دعوتنا لسلوك نفس النهج، نهج العداء للثورة ولكل المناضلين الثوريين المخلصين لقضية الشعب، والشعار الراسخ "الشعب يريد إسقاط النظام". الشعار الذي كان ولازال الخط الفاصل للانتماء للأحرار ولخط الجماهير ومنه الإنتماء لليسار الفعلي والحقيقي، أو سلوك طريق المهادنة والتراجعات. وقد علمنا التاريخ أنه لا تقدير يستحق العمل لنيله غير تقدير الجماهير، ولا تعاون غير تعاون الجماهير، ولا تضامن غير تضامن الجماهير. أما من يشترط في التضامن أن يكون موجها، وعلى المقاس، لمن يتوافق معهم سياسيا، فلن يلقى من الجماهير غير الاحتقار، وسوف تبتعد عنه يوما بعد يوم مهما أطلق من صيحاته الثورية البراقة، ومهما بنى من أمجاد على الواجهة، سواء كعملاء مندسون وهو ما لا يمكن أن تنجوا منه حركة مثل حركة 20 فبراير، أو كبرجوازيين صغار يتسابقون على الواجهة ليقتاتوا من القضايا العادلة. وهنا لابد من الإشارة إلى هذا السلوك المخزي عند أمثال "النوضة" في ما يخص قضية الاعتقال السياسي، حيث أصبح التضامن خاضعا للرقابة بشكل رهيب، وأصبح المحدد هو التمييز فيما بين المعتقلين السياسيين، ووصلت الوقاحة لاسقاط صفة الاعتقال السياسي عن العديد. أما نحن الأحرار وكافة المناضلين الملتزمين قولا وفعلا بقضايا الشعب، جسدوا ولازالوا يجسدون الموقف العلمي من قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية، ولازالوا متشبثين بكافة المعتقلين السياسيين بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم معهم، ولازالوا متشبثين بمطلب اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وهو الموقف الذي تتباه حركة 20 فبراير قولا وفعلا، وهو الموقف الذي يتبناه أحرار حركة 20 فبراير يا من تجهل مواقفهم، ونعتبر كل خروج عن هذا الشعار، هو خروج عن الحركة وأن المناضلين الاحرار هم من كانوا يتضامنون معك أيها البطل المزيف لما كنت معتقلا وليس القوى الإصلاحية والإنتهازيين.
وفي عملية الرصد/الزيف الذي أشار له النوضة قال بأن "أحرار حركة 20 فبراير" ظهروا على شاكلة "جماعة موحدة ومتراصة تستعمل العنف والانزالات لفرض مواقفها". وهذا ما نعتبره قمة التزييف وقلب الحقائق.
إن حركة 20 فبراير في الدارالبيضاء عانت فعلا من هاته الإشكالات، وبشكل خطير جدا، إلا أن السبب الرئيسي الذي يخشى المدعوا "النوضة" حتى ذكر إسمه، هي جماعة "العدل والإحسان"، والتي عانقها "اليسار" الذي يدافع عنه بحرارة، بعد أن وجد فيه الحضن الدافئ. لقد عايش كل المناضلين في صفوف حركة 20 فبراير معاناة حقيقة مع هاتة القوى ، التي كانت تُحرم كل نقاش إيديولوجي أو فكري في الجموعات العامة، وكانت مصرة على ترويض الحركة، وجعلها استعراضا لقوته التنظيمية أسبوعيا من الأحد إلى الأحد وثم من الشهر إلى الشهر، بعيدا عن المضمون الحقيقي للفهم العلمي لحركة تحررية، والدور الذي يجب أن تلعبه في عمق الجماهير وفي وسطها، عايشنا العنف والإرهاب الحقيقي معها. ينتظر من الجموع العامة ان تكون فضاءات للتكوين السياسي والفكري، وتأطير هذا الشباب.
إلا أن الاصرار على تسييد البيروقراطية عن طريق "مجلس الدعم" الذي حاول أن يمسك بأداة التحكم في الحركة من الخلف. وهو قمة الانتهازية والنذالة التي لم يكن في وسعنا القبول بها دائما. وكل هذا دون أن ننسى تجارب في حركة 20 فبراير في مختلف المواقع، والتي قطعت منذ بدايتها أي علاقة مع القوى الظلامية أو مجلس الدعم، دفاعا منهم عن المضمون التحرري للحركة، وتحصينها ضد السقف الذي حاول النظام تسقيفها به منذ البداية. فكيف ننتظر ممن زكى هاته الممارسات وبارك لها، أن يحدثنا اليوم عن نقدها. 
أما الحديث عن احتكار حركة 20 فبراير التي عبر هنها بقوله : "وتستعمل مجموعة «أحرار حركة 20 فبراير» التشويش، والبلبلة، والمشاحنة، والفوضى. وكانت دائما تُصرّ على أن تتكلّم هي وحدها باسم ''حركة 20 فبراير''، سواء على صفحات ''الفيسبوك'' على الأنترنيت، أم في الشارع. ولو أن الجمع العام لم يمنح لها هذا الامتياز.وكان بعض زعماء مجموعة «أحرار حركة 20 فبراير» يسافورن إلى بعض المدن الأخرى في المغرب، ويتّصلون بالتّنسيقيات المحلية فيها، ويتحدّثون باسم ''حركة 20 فبراير'' بالدار البيضاء، وينسجون علاقات على الصعيد الوطني، وذلك دون علم الجمع العام، ودون الحصول على موافقته." إن هذا أسخف تزييف للتاريخ، فكل من عاش تجربة حركة 20 فبراير بالدارالبيضاء، فهو يدرك أنه في المرحلة التي تتحدث عنها وبالضبط بعد اعتقالات البرنوصي، انسحبت أحزاب "اليسار" التي تتحدث عنها، وأعلنوا نهاية الحركة، وتحويلها لمجرد ذكرى يتم الاحتفاء بها داخل المقرات، وبقي فقط المناضلون الشرفاء في الميدان، والذين تحملوا المسؤولية في ضمان استمرارية حركة 20 فبراير في أحلك الشروط، وأصروا على تكريس قيم التضامن والعمل المشترك فيما بين باقي الحركات المناضلة، وعلى هذا الأساس حضروا في مختلف المحطات النضالية وطنيا، وللذكرى والتاريخ، كل هذا مدون في تقارير الجموع العامة للحركة، ويمكن الرجوع لكل الخلاصات عبر صفحة الحركة.
بالنسبة "للخطأ" الأول يقول: " كان أفراد مجموعة «أحرار حركة 20 قبراير» يعارضون ويُفشِلون كل محاولة تهدف إلى تنظيم ''حركة 20 قبراير''، أو ترمي إلى خلق، أو تقوية، إطارات تنظيمية لهذه الحركة." ولكي نوضح للقراء حقيقة الصراع الذي يتحدث عنه، فالأحرار وإلى جانبهم العديد من المناضلين الشرفاء كانوا فعلا عثرة أمام العديد من المحاولات التي كانت ترمي للسيطرة على حركة 20 فبراير من الخلف والتي كانت تغلف باسم التنظيم، وفي مقدمتها "مجلس الدعم" الذي كانت "أحزاب اليسار" أحد مكوناته الأساسية، فشكل التنظيم الذي يدافعون عنه هو انشاء هياكل فوقية معزولة عن الجماهير وتحت وصاية "مجلس الدعم" والذي وضع نفسه في موقع الدعم وليس الانخراط الفعلي في نضالات حركة 20 فبراير، ورفضنا لمثل هاته الهياكل هو رفض لكل الهياكل التي من شأنها المساس بحق التقرير الديموقراطي داخل الجموعات العامة للحركة. لكن دون أن يعني هذا مطلقا أن الأحرار وإلى جانبهم المناضلين الشرفاء، كانوا عدميين في مسألة التنظيم، بل على العكس من ذلك تماما، فقد كنا سباقين في الدفاع عن مبادرات تنظيمية قيمة، والشروع عمليا في الانخراط فيها، وهنا نتحدث عن "اللجن الشعبية" أو "لجن الأحياء"، فالتنظيم بالنسبة لنا لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون معزولا عن المعنيين الحقيقيين بالتغيير أي الجماهير الشعبية، لدى كان الانخراط في اللجن الشعبية بهاته الرؤية، والعمل على تنظيم مختلف نضالات الجماهير الشعبية بمختلف فئاتها. هذا إلى جانب العديد من الأشكال التنظيمية الأخرى من قبل اللجن الوظيفية داخل الحركة، وصولا إلى أهم شكل تنظيمي للحركة وهو الجمع العام، وقد تحمل الاحرار والعديد من المناضلين المسؤولية داخل مختلف هاته اللجان بعدما انسحبت أحزاب "اليسار" من الحركة، والتي اكتفت بالدعم وبعض الخرجات المحتشمة والدعوات لنضال المقرات والصالونات، وبنشر بلاغ كل شهر حول موعد المحطة الوطنية.
وفيما سماه "الخطأ" الرابع للأحرار، سيعطينا السيد المحترم دروسا في الأخلاق، حيث ينهانا عن العنف، وبالمناسبة سأذكر السيد "النوضة" بأحد الجموع العامة التي كان حاضرا بها، وهو الجمع الذي تبع محطة 13 يناير، حيث عاين بأم عينيه، كيف أقدم عناصر "اليسار" الوديع الذي يدافع عنه، بشتم وسب أحد مناضلي الحركة الأحرار، وكيف تم إخراجه بالقوة من الجمع العام، وسأذكره برد فعلنا حينها، حيث لم نسلك نفس الاتجاه، بل طالبنا بسحب ذلك الكلام النابي والسوقي في حق ذلك المناضل، وعند تشبتهم بألفاظهم البديئة، أقدمنا على الانسحاب من الجمع العام، فكيف "لعصابة عنيفة" أن تقوم بمثل هاته الردود، على مثل تلك الممارسات. ولنتقدم أكثر في التذكير بمن مارس المنع والحظر على المناضلين، سأذكرك أيضا عندما أقدم أعضاء من "النهج الديمقراطي" بوضع لائحة للممنوعين من ولوج المقر وتضم بعض مناضلي الأحرار، لقول من يمارس الوصاية على الحركة؟ وأين هي جماهرية الحركة التي تتهمنا بالهجوم عليها أيها الناقد الكارتوني؟ وأين كان نقدك حينها ؟ أم أن معانقتك لهاته الأحزاب يجعلك عاجزا عن رؤية هاته الممارسات الشنيعة. أما التلفيق الذي تتهمنا به، سأذكرك ب"الدعوة القضائية" التي رفعتها إحدى أعضاء من أحزاب اليسار، والكل كان شاهدا أنه خلال الوقفة لم أضع عليها يدي نهائيا، إلى أن تفاجئنا بها في اليوم الموالي تضع مثبت الرقبة حول عنقها، وهي تمثل دور الضحية، فأين كانت حماستك واستماتتك في الدفاع عن الحقيقة حينها ؟؟ دون أن ننسى ما تبع ذلك من تقييد لحركيتي في شروط حساسة. إنها الحقائق التاريخية التي تعجز عن استحضارها أو التفوه بها، وكان الأفضل لك أن تخرص بشكل كلي، وتطبق فمك كما أطبقته على مثل هاته الممارسات المشينة التي حدثت أمام عينيك.
لكن لا بأس مادام النقد لا يخلوا من التضبيع والغباء المضحك، أو بالأحرى محاولة الظهور بمظهر الغبي عملا بالقول الشعبي "هبل تربح"، ليخبرنا في ما سماه الخطأ الخامس، ان الاحرار كانوا يتحركون كجماعة متراصة ويقومون بالانزالات، في حين أعضاء الأحزاب "اليسارية" المساكين كانوا يناضلون كأفراد، الشيء الذي جعل رأي الأحرار هو السائد، لأنهم لم يحترموا مبدأ العمل كأفراد. ما هاته البلادة التي تتحدث بها، هل نسيت أن نقدك بني على أن الأحرار ليسوا جماعة موحدة؟ وهل في نظرك أنه يوجد انسان عاقل عايش تجربة حركة 20 فبراير سيصدق أن أعضاء "أحزاب اليسار" كانوا يشتغلون كأفراد، إن قولك هذا ما هو إلى محاولة تافهة لطمس حقائق الواقع، فمنذ بروز الحركة، الكل عاين ممارسات "الجماعة" ومن كان مرتميا في حضنها، وكيف كانوا يقررون سلفا الخلاصات التي يجب تمريرها على الجمع العام، حتى وإن تطلب الامر فرضها، وهذا ما عايشناه جميعا، وعايشنا أيضا استمرار حلفاء القوى الظلامية من "اليسار" على نفس المنوال، إلى أن خرجت الأمور من يدهم، وذلك بعدما كسب الأحرار تعاطف أغلبية المناضلين، وأيضا تشبتهم بالحركة وأهدافها الثورية واستمرارهم في النضال في صفوفها، على عكس أحزابك التي سحبت عناصرها من صفوف الحركة. ويصل الحمق عند السيد "النوضة" بقوله: " وكانوا هم وحدهم يصوّتون كجماعة موحّدة، تُقلّد تصويت زعيمها (ولا يصوّتون بآراء مختلفة كأفراد مستقلّين عن بعضهم بعضا)." ما هذا الذي تدعون له يا هذا، هل يجب أن نختلف مع بعضنا البعض وألا نوافق على فكرة نراها صائبة حتى ننال رضاك. 
ولكي يفهم الجميع أن هدف السيد "النوضة" كان هو النقد وفقط مهما كلف الأمر سأقدم لكم هذه المقاطع قبل التحليل:
"منذ سنة 2013، وخلال الجموعات العامّة ل ''حركة 20 فبراير'' (ح20ف) بمدينة الدار البيضاء، وخلال مسيراتها، لاحظنا تكوّن مجموعة من الأشخاص تتميّز بتحرّكها كجماعة متماسكة، ومتعصّبة، ومتشدّدة. وكانت هذه المجموعة تسمّي نفسها بعبارات «شباب حي اسْبَاتَا»، أو «أولاد حي البرنوصي»، أو «أحرار حركة 20 فبراير». "
ثم يسترسل ليقول ثانية:
"ومجمل المشاكل التي عشناها مع مجموعة «أحرار حركة 20 فبراير» بالدار البيضاء، منذ سنة 2012 إلى حدّ الآن في سنة 2015، سواء داخل الجُموعات العامة، أم داخل اللجان التقنية، أم داخل الوقفات في الشارع، كانت توضّح أن هذه المجموعة تعمل بإصرار من أجل خلق حركة موازية لِ ''حركة 20 فبراير''
هنا سنقف عند بداية التكون الذي حدده صاحبه في سنة 2013 لينتقل للحديث عن المشاكل مع ذات المجموعة في 2012 ( لا أدري هل صاحبنا يعد بالتاريخ الميلادي أم يعد على طريقة ما قبل الميلاد) ومنه نستخلص أن "المشاكل" كانت مع "مجموعة أحرار 20 فبراير" قبل تكونها وقبل الملاحظة والرصد لذا فمهما كانت الكلمات الحانقة التي استعملها صاحبنا في الهجوم على شباب ينحاز للجماهير الشعبية، ومن وسطها، ويؤمن بالتغيير الجذري للمجتمع، لينتصر الكاتب في الأخير للقوى الرجعية والإصلاحية فإنه مع ذلك لا يتوفر على ذرة من المنطق السليم والإنسجام. والسؤال الموجه إليه مباشرة هو هل قرأت ما كتبت، أم أن المستهدفون ليسوا سوى مجموعة من "التائهين سياسيا" و"مجرد كادحين" غير قادرين على الإمساك بالكلمات والتي هي من نصيب البرجوازيين والرجوازيين الصغار لا غير؟ صحيح جدا أن غالبيتنا من "بعض الشبّان الفقراء، أو المُعدمين، القاطنين في أحياء ضواحي مدينة الدار البيضاء" كما أننا فعلا مما نستقطبهم "على الخصوص الشبانَ الذين لا يتوفّرون على تجربة سياسية، ولا على تكوين ثقافي، ولا على وضوح سياسي" وهذه حقيقة لا نتنكر لها اليوم ولن يتنكر لها التاريخ غدا كإرث ورصيد نضالي وكفاحي لأبناء شعبنا، ولن نقبل السير على طريقة من تنكروا لإرث ورصيد الحركة واصطفوا إلى جانب النظام وأزلام النظام للطعن في تضحيات أبناء شعبنا، بل أبناء شعبنا وبجانبهم ثواره ومثقفيه المخلصين عازمين على تخطي هذا الوضع القائم وليس استغلاله لربح ود العدو خلف الستار. ولأعود للقول بطريقة السؤال: أي تحليل هذا الذي تستخلص منه أفكارك يا "ثائر" الأمس؟ ولما هذه الخرجة أيها البطل المزيف، وهل تليق مثل هذه الرسالة لاستدراك ما ضاع لربح فتات أسيادك؟!.. 
هل فقط هذه هي الأسئلة المطروحة أم هناك تغافل لأسئلة أخرى يطرحها المناضلون...إذا أين مبدأ الحقيقة.. لماذا تم التفريط فيه؟ أم لا يخدم الهدف المحدد للمقال؟ لابأس أن تبقى الفراغات لمن صام ما يقارب عقدين من الزمن وأفطر على دماء الشعب المقدمة في أطباق المصالحة والصمت لتصرف في استرخاص للتضحيات والصراعات الشرسة لسنوات سميت ب"الجمر والرصاص" 
وفي خلاصة القول، نستشف شيء واحد من مقالة السيد "عبد الرحمن النوضة" أنه يطالب برأس الأحرار وكل المناضلين الشرفاء، ويقدمهم للمقصلة، عبر تهييئ الرأي العام لتقبل الاجرام الذي مورس وسيمارس في حقهم. لكن نؤكد له أنه مهما دبج من محاضر، ومهما فبرك من تهم، فلن نحيد عن درب الثورة المغربية، وسنستمر في الميدان، المحك الحقيقي لكل المناضلين ولكل أفكارهم وتصوراتهم، والأكيد أن النصر سيكون حليفنا، سيكون حليف المقهورين والمهمشين. 
(يتبع.. النقاش حول مبدأ الوحدة والسلمية)
15 أبريل 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق