2015/04/16

أحمد بيان // المعتقلة السياسية السابقة فاطمة الزهراء المكلاوي تنتصر


حقا، لن ينجح في الكذب على الشعوب وخداعها وتزييف وعيها سوى "العباقرة". لكن عبقرية هؤلاء لا تصمد أمام التاريخ، ولهذا قيل قد تخدعون الشعوب لبعض
الوقت لكن لن تخدعوها الى الأبد. فليس للضمير الحي وللمبادئ والأخلاق مكان وسط صناع الإجرام والتقتيل ولا وسط إعلامييهم وكتابهم وفنانيهم وصحافتهم..لأن المفروض عليهم هو خداع الشعوب وتزيف الحقائق.. لكن يأتي يوم يسقط فيه القناع وينكشف الزيف وتعرى الحقائق ويذبل ذكاء عباقرة الأعداء. ففي وقت كان الاختطاف ببلادنا يتواصل على المكشوف وكانت الشوارع تغرق بدماء الأبرياء والسجون تعد أسماء تلو الأسماء في أعراس "الديموقراطية" و"حقوق الإنسان"، كان عباقرة الكذب يخطون بالمكشوف على هذا المنوال :"كشفت مصادر موثوقة بها عن معلومات بخصوص الطالبة فاطمة الزهراء المكلاوي، التي تدعي تعرضها للاختطاف من قبل أجهزة الأمن".. "وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المتهمة كانت موضوع بحث أمني من قبل الشرطة بمدينة فاس، لتورطها في قضية احتجاز سائق حافلة في شركة "سيتي فاس" رفقة 15 طالب آخرين".. "من جهة أخرى كشفت مصادر "كواليس اليوم" أن فاطمة الزهراء المكلاوي صاحبة سوابق قضائية،.." بهذه الكلمات التي تخفي الخداع والعنف في الباطن تكلمت صحافة موقع كواليس: مكتب الرباط يوم 1 ديسمبر 2013 على الساعة 13:46 في إعفاء لوزارة العدل أو للناطق الرسمي باسم حكومة النظام القائم، مثلها مثل باقي المواقع الرخيصة والعميلة التي تكذب بإتقان شديد وتوفر الغطاء الشرعي للظلم والإجرام والطغيان والفساد الجاري والمفضوح.. في الوقت الذي كان الإعلام الحر والبديل ومواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن اختطاف المناضلة فاطمة الزهراء المكلاوي من مدينة المنزل من بين رفاقها وشعبها واقتيادها الى وجهة مجهولة لم يكشف عنها سوى بعد ذلك. فأن تنطق كواليس -ومن على شاكلتها- أو ينطق النظام فكلاهما سيان الأهم عند العدو هو أن يترك وينوم الرأي العام على إيقاع الخداع والتضليل والتزييف للحقائق وعلى الثنائيات المتناقضة.. والخداع هو أشد أنواع العنف المعنوي الممارس، من طرف أعداء الشعوب، باستمرار ودون تقطع وبإتقان، لأنه غير مرئي. ولا أحد يتقن ويتفنن في ممارسته مثل محترفي مهنة الكلام والكتابة والسياسة والنقابة والصحافة ونقاد الأدب والفن... المأجورون. إنها ميزة ثقافة الأنظمة الرجعية عبر العالم في عصرنا والتي تسهر على تطوير وسائل التزييف والخداع الثقافي والإعلامي، وتتنافس على هذا المستوى فتهدر الأموال والجهد للكذب على الشعوب وتضليلها. فهل ترى "العدالة" يوما ما، ولو لمرة واحدة، هذه الحقيقة التي عاكستها إن لم تكن العدالة عمياء والقانون مجرد حبر على ورق؟.. فباسم القانون تم اغتيال الشهيد مصطفى مزياني أمام مرآى ومسمع العالم وباقي شهداء شعبنا وباسم القانون تنهب ثروات وخيرات وطننا وتسرق جيوب الفقراء وغيرها من أساليب الأجرام يذهب ضحيته الفقراء والمنكوبون والمجندون للتضحية من أجل القضية العادلة والتاريخية.. وباسم القانون يفلت المجرمون من الحساب والعقاب.. إنه المجتمع الطبقي بنظامه اللاوطني للاديموقراطي اللاشعبي رغم تجدد النخب وتغير الأسماء والألقاب. لكن المناضل/ة دمه/ها غير رخيص وتضحياته/ها لن ينساها الشعب.. وشعبنا لن ينسى الصامدات والصامدين، والصابرات والصابرين تحت التعذيب، ولن ينسى الصدق والإخلاص وخير ما يدون لصمود المناضلة الرفيقة فاطمة الزهراء المكلاوي في وجه العدو هو ما كتبته على جدارها بعد النطق النهائي لحكم الإستئناف ببراءتها من المنسوب لها: "براءتي ليست من مواقفي ومرجعيتي بل من إجرامكم وبعد أن تم الاختطاف والتجريم.. والتعذيب في مخافر الشرطة والسب والشتم والتهديد وقضاء ليالي سوداء داخل "لاكاب" قبو الولاية وبعد التهديد بالتغبار والتصفية من قبل البعض.. ومنع البعض.. والتشهير بإجرامي وكذلك باختطافي لمراقبي الطوبيس ويا للعجب وارتكابي في حقهم أفظع الجرائم.. وبعد تجريدي من هويتي السياسية كذلك من قبل البعض.. وبعد حبك الدسائس والمكائد.. ستنطق محكمة النظام القائم ببلادنا ببراءتي التامة من التهم المنسوبة إلي.. لكن براءتي من التهم المفبركة لا يعني براءتي من مرجعيتي ومواقفي السياسية وممارستي الميدانية، حتما هي سبب اعتقالي.." وهذا حال من وقعن/وقعوا في حب وطن جريح وصنعن/صنعوا صمودهن/هم من آلام شعبهن/هم العظيم ورغبن/رغبوا في انتصار المبادئ الثورية الإنسانية الرفيعة.. فهل تريدون أن تعرفوا من هو المذنب الحقيقي والمجرم والقاتل الفعلي بدون نفاق ولا خداع ولا كذب؟ أنه النظام..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق