صمود ومقاومة ونضال مشتعل..
لم تحدث يوما، في تاريخ اليشرية، ثورة بدون تضحيات. بل الثورة تسبقها تضحيات وتضحيات، يقدم فيها الأبطال الثائرون أرواحهم، ينزفون في معارك قبل حلول المعركة الحاسمة، يتحولون لشموع تنير الطريق، لا ينتضرون ثمرة التضحية، يؤمنون
أن تاريخ الإنسانية يشيد بدماء الشجعان. نؤمن أنهم لا يموتون، يعيشون في التاريخ المكتوب بالدماء، تاريخ لا يجد الجبناء طريقا لتزويره أو محوه..
عندما استشهد بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري كانا على يقين أن تضحيتهما لن تكون الأخيرة. لقد كانا مقتنعين أشد الاقتناع بأن استشهادهما سيلهم أبناء شعبهم وسيفجر المعارك تلو المعارك حتى انتصار القضية التي قدما دمهما من أجلها، قضية شعبهم المكافح على الدوام. ولمكر التاريخ، نخلد الآن (شهر الشهداء الدريدي وبلهواري وشباضة ومزياني) ذكرى استشهادهما في نفس الأجواء التي أعدما فيها بالدم البارد من طرف النظام القائم. لقد استشهدا والحملة الانتخابية في أوجها (الانتخابات التشريعية لسنة 1984). والآن، نعيش أوج الحملة الانتخابية (الانتخابات الجماعية والجهوية). ومن بين ما يثلج صدر شهيدينا استمرار رفاقهما في النضال على نفس العهد، عهد الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وانخراط أفواج من المناضلين في نفس الدرب رغم الاغتيالات (آخرها اغتيال الشهيد مصطفى مزياني) والاعتقالات والمضايقات. ومن بين ما يثلج صدر رفيقينا كذلك مقاومة الجماهير الشعبية المضطهدة لمخططات النظام الطبقية ومؤامراته الخسيسة، ومنها لعبة الانتخابات المكشوفة.
إننا نعاهد رفيقينا الشهيدين الماركسيين اللينينيين وكافة شهداء شعبنا على مواصلة المسير في دربهم وعلى خطاهم حتى بزوغ فجر التحرر والانعتاق، فجر الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. ونجدد الدعوة الى جميع المناضلين الصادقين من أجل رفع التحدي في وجه النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وعملائه من أحزاب سياسية متواطئة وقيادات نقابية خائنة لاستكمال مهام هذه المرحلة الصعبة، وعلى رأسها بناء الذات المناضلة وتصليبها. وبدل تشتيت الجهود في "المعارك" الهامشية، فإن قضيتنا الواحدة تستدعي تكثيف هذه الجهود وتطويرها لإنجاح معارك أبناء شعبنا، وخاصة معارك العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين.. وبدون شك، فلا يرضي الشهيدين وكل الشهداء تخلفنا عن القيام بما تستدعيه هذه المرحلة التاريخية من مهام آنية ومستعجلة.. لقد أبانت العديد من التجارب السياسية والميدانية أن قوة أبناء شعبنا في وحدتهم وليس في شتاتهم المفتعل. ونقصد الوحدة النضالية القائمة على الوضوح السياسي والإيديولوجي. فبعد النظام وحلفائه، وحدها الأطراف السياسية الانتهازية والتحريفية التي تستفيد من التشتيت وتعمل على استمراره وتعميقه بكافة الأساليب الماكرة (حبك المؤامرات، التشويش على المناضلين، الطعن من الخلف، الافتراء...).
وللتعريف أكثر بالمسار النضالي وسياق استشهاد رفيقينا الغاليين بوبكر ومصطفى، ندرج فيما يلي مقتطفا من عمل سابق لتيار البديل الجذري المغربي (.C.A.RA.M)، بتاريخ 30 غشت 2014:
"في سنة 1955، صرخ الشهيد مصطفى بلهواري صرخته الأولى في أسرة فقيرة بمدينة مراكش (حي بن صالح). كان الميلاد الأول للشهيد مصطفى بلهواري وكانت الوضعية المزرية للأسرة لا تسمح بأعباء إضافية خارج المعيشة اليومية، ومع ذلك تكبدت عناء ومشقة إرسال أبنائها، ومن بينهم الشهيد إلى المدرسة (وهو أمر ناذر في تلك الفترة). لقد تلقى الشهيد مصطفى بلهواري تعليمه الابتدائي بمدرسة "سيدي بودشيش"، ومن بعدها ثانوية "محمد الخامس" (باب غمات) بذات المدينة، ونال بها شهادة البكالوريا شعبة العلوم التجريبية موسم 1976/1977. وبنفس المدينة، في سنة 1965، صرخ الشهيد بوبكر الدريدي بدوره صرخته الأولى. تلقى بالمدينة الحمراء تعليمه الأساسي، ليحصل على شهادة البكالوريا علوم تجريبية موسم 1982/1983 بثانوية "أبو العباس السبتي" بذات المدينة. وعودة لسنة 1977، انتقل الشهيد بلهواري بعد حصوله على البكالوريا إلى مدينة الرباط، وبالضبط صوب جامعة "محمد الخامس" كلية العلوم، نظرا لعدم تواجدها بمسقط رأسه، ولم يردعه الحظر المكثف على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من الالتحاق بصفوفه، فقد أختار الشهيد منذ بداياته الأولى بالجامعة، بكل إصرار وعزم، درب المجابهة والصمود في وجه الآلة القمعية السوداء. فلم تكن لترهبه الاغتيالات والاختطافات السياسية، لم تكبحه المحاكمات الصورية والقاسية (محاكمة 1977 الشهيرة)، لم تكسر عزيمته فواجع تساقط الشهداء تباعا، بل زادته إصرارا على مواصلة الطريق. لقد عايش الشهيد بمرارة استشهاد الرفيقة سعيدة المنبهي يوم 11 دجنبر 1977 في إضراب عن الطعام.. إنها محطات تاريخية عمقت في نفوس جيل من المناضلين الشباب، الإحساس بالمسؤولية تجاه قضية شعبنا، والمضي بها الى الأبعد.. فما شكلت سوى ملاحم وبطولات نمت في دمهم مواقف الصمود وجذور التحدي وملأت قلوبهم بحب الكادحين.. وحملتهم أعمق المبادئ الإنسانية الشريفة.. ووجهت السير على درب الشهداء فكرا وممارسة، وعلى خطى الحركة الأكثر وضوحا في الساحة السياسية المغربية، الحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم). في السنة الموالية (1978)، تم افتتاح كلية العلوم بمراكش، ليقرر الرفيق وإلى جانبه مجموعة من المناضلين وطنيا، الاتجاه صوب المدينة الحمراء، صوب المولود الجديد (الكلية)، حاملين بيدهم الإرث النضالي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وأعرافه، وبيدهم الأخرى مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، مشروع الحملم. ومنذ أن افتتحت أبواب الكلية في وجه الطلاب موسم 1978/1979، عمل الشهيد بجد وتفان في ترسيخ مبادئ أوطم، وكان من بين المساهمين الأساسيين في تأسيس النواة الأولى للإطار النقابي (أوطم) بالكلية، رغم "الحظر القانوني"، ومنع هياكله بقوة الحديد والنار. كان الشهيد من أبرز المناضلين الذين عملوا على تأسيس أول وآخر تجربة للهيكلة المجالسية القاعدية في نفس السنة، إذ خاض الرفيق إلى جانب باقي المناضلين صراعا مريرا ضد النهج الإصلاحي البيروقراطي الذي عمل على إعادة هيكلة أوطم، بعد "رفع الحظر" أواخر سنة 1978، هيكلة فوقية، بفرض لجن تحتقر الجماهير وقدراتها، وتمارس الوصاية عليها وتحرمها من حقها في التقرير والتسيير، إنه النهج الذي احترف الكولسة وعقد التحالفات من وراء ظهر الجماهير وتقسيم المناصب القيادية.. وفي مقابل تصور الشهيد ورفاقه الذي يقضى بهيكلة أوطم هيكلة قاعدية تؤمن بقوة الجماهير وقدراتها، تؤمن بالوحدة على أرضية برنامج نضالي واضح الأفق والمعالم، الوحدة الميدانية بساحات النضال على أرضية المطالب الطلابية العادلة والمشروعة. وقد عايش الشهيد بلهواري الهزات الكبرى سنة 1979، منذ بداية تفتت المنظمتين الأساسيتين للحملم "إلى الأمام" و"23 مارس"، والمراجعات/التراجعات التي عرفتها الساحة السياسية بالبلاد، وقد عايش كذلك المؤتمر 16/المؤامرة لأوطم. الوضع الذي لم يترك للشهيد ورفاقه من مجال، غير المساهمة في تأسيس النهج الديمقراطي القاعدي الفصيل الماركسي اللينيني، لتنظيم الرفاق في مواجهة النظام وخدام مصالحه في صفوف النهج البيروقراطي الفوقي. وقد تحمل الشهيد المسؤولية في التعاضدية الأولى بالكلية سنة 1979 بعد المؤتمر 16، وفي السنة الموالية أصبح الشهيد بلهواري الكاتب العام لتعاضدية الكلية إلى غاية اعتقاله، وقد كان من أبرز المشاركين في المؤتمر 17 لأوطم، ودافع بشراسة إلى جانب رفاقه على الهيكلة القاعدية لأوطم واعتماد مقررات المؤتمر 15، بدل مقررات المؤتمر 16. وواصل الشهيد مشواره في الصفوف الأمامية والقيادية للطلبة القاعديين رغم الحصار الشديد الذي ضرب عليه، والمتابعات والمطاردات المتتالية، والاقتحامات المتكررة لمنزل عائلته واعتقال بعض أفرادها، المنزل الذي اضطر الرفيق لمغادرته تجنبا للاعتقال. وفي سنة 1983 كان الشهيد بوبكر الدريدي من الدماء الجديدة في شرايين الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بكلية العلوم مراكش، المناضل الذي صقلته شرارة النضالات التلاميذية.. وكان زهرة من زهور وديانها الصافية والعذبة.. زهور حاملة هم وآلام شعبها.. كانت ينبوع العطاء الى حد التفاني ونكران الذات، وكانت انطلاقته لحلم الغد المشرق بالمسؤولية في لجن الأقسام الأوطامية، في سنته الأولى وصغر سنه، وفي اللجن الثقافية الهادفة لترسيخ الثقافة الملتزمة بقضية الشعب في صفوف الجماهير. وكان هؤلاء هم صانعو ومهندسو ووقود الانتفاضة الشعبية العارمة ليناير 1984، التي عمت شرارتها مختلف المدن المغربية في رد قوي على الاستغلال والنهب والتدمير الممنهج والمسلط على كاهل شعبنا وعلى ثرواته وخيراته.. وقد عرفت مشاركة قوية للحركة التلاميذية والطلابية. كان التعاطي القمعي والدموي ثابتا بنيويا لدى النظام، فخلفت الآلة القمعية العديد من الشهداء ومجهولي المصير عبر ربوع الوطن الجريح، وصدرت العديد من مذكرات البحث في حق المناضلين.
في يوم 24 يناير تم اعتقال الشهيد مصطفى بلهواري، ونقل للمعتقل السري "درب مولاي الشريف"مصنع ومختبر من مختبرات القمع والتعذيب والترهيب ومركز لجهابذة وخبراء فنون الإجرام، قضى به حوالي شهرا من الاستنطاق بآليات وأساليب خاصة في دهاليزه الموحشة، حيث تتم بها محاولات استلاب الإنسانية والكرامة من الإنسان، الدهاليز التي يتحول داخلها المعتقلون إلى مجرد أشياء يفعل بها الجلادون ما يشاؤون بتعذيبهم وانتزاع المعلومات منهم. تم بعد ذلك نقله الى سجن "بولمهارز" بمراكش. وفي يوم 15 مارس من نفس السنة سيتم اعتقال الشهيد بوبكر الدريدي، ليتم اقتياده معصب العينين إلى المعتقل السري "باب دكالة"، وهو عبارة عن فيلا/ملحقة من ملحقات مراكز فنون التعذيب والاستنطاق غير مصرح بها، تستعمل للتحقيق، ومجهزة بكل وسائل التعذيب، كالعديد من الفيلات/الملحقات التي يخصصها النظام لمثل هاته العمليات، والتي لازالت قائمة ليومنا هذا. وقد تعرض الشهيد بدوره لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، قبل نقله لسجن "بولمهارز" إلى جانب رفاقه. يوم 25 ماي 1984 (يوم المحاكمة). وقف الشهيدان إلى جانب رفاقهما شامخين وفاضحين لجرائم النظام في دهاليزه السرية والمظلمة، ودافعوا بشراسة عن هويتهم السياسية.. قال الشهيد الدريدي حينذاك: "إن الانتفاضة هي دليل ملموس وقاطع على إدانة الجماهير الشعبية لسياسة النظام، في هجومه على قوت الجماهير ومكتسباتها، وخاصة في ميدان التعليم".. ليتم النطق بأحكام قاسية جدا في حقهم تراوحت بين سنة و15 سنة سجنا نافذا. كان نصيب الشهيد بلهواري 10 سنوات سجنا نافذا، ونصيب الشهيد الدريدي 5 سنوات سجنا نافذا، علما أن مجموعة من رفاق الشهيدين قررت رفض اللجوء الى مسطرة النقض والإبرام، كموقف سياسي من المحاكمة الصورية. لم يتوقف إجرام النظام عند التعذيب في المخافر السرية والأحكام الجائرة بل واصل سياسة الإذلال والتركيع من خلال الشروط اللاإنسانية التي وضع المعتقلين السياسيين أمامها.. منها الاكتظاظ، والمنع النهائي للزيارة والجرائد والراديو، وندرة الاستحمام، الى جانب تفشي الأمراض وانتشار الأوساخ وسوء التغذية وفي غياب التطبيب... وصولا إلى حرمانهم ذلك الصيف من اجتياز الامتحانات، على غرار باقي المعتقلين السياسيين وطنيا. ولم يبق للمعتقلين من سبيل غير خوض معاركهم الموحدة والمتفرقة، والانطلاق في معركة من الحجم الكبير، معركة تحدي الجلاد، تحدي القهر، ورفض الذل.. ووفاء لقضية شعبنا، وبعد النقاشات المتتالية، استقر قرار رفاق الشهيدين، 10 معتقلين سياسيين، على الدخول في معركة الأمعاء الخاوية في إضراب لامحدود عن الطعام انطلق يوم 04 يوليوز 1984، انخرط فيه كل من: الشهيد مصطفى بلهواري، الشهيد بوبكر الدريدي، نور الدين جوهاري، الطاهر الدريدي، كمال سقيتي، حسن أحراث، أحمد البوزياني، الحبيب لقدور، الحسين باري، عبد الرحيم سايف. قوبلت المعركة بتجاهل تام في البداية، حيث رفضت إدارة السجن حتى تسلم الإشعار بالإضراب عن الطعام المتضمن لمطالب المضربين. وبعد أسبوع من ذلك التحقت مجموعة أخرى بالمعركة، لقيت بدورها اللامبالاة من طرف الإدارة. صبيحة يوم 20 يوليوز استفاق المعتقلون السياسيون وبدون سابق إنذار على خبر/خطة تفريق المعتقلين لتشتيت لحمة المعركة وتكسيرها، وقد تم تقسيمهم لثلاث مجموعات، 22 معتقلا تم نقلهم الى آسفي ومن ضمنهم الشهيد بلهواري، ومنذ الوهلة الأولى تم استقبال المعتقلين بالضرب المبرح مرفق بوابل من السب والشتم، ليتم الزج بهم في زنازن انفرادية "كاشو"؛ 16 معتقلا نقلوا صوب سجن الصويرة ومن بينهم الشهيد الدريدي، واستقبالهم لم يختلف عن آسفي، ووصلت سادية الجلادين إلى الحلق العشوائي لشعرهم وشواربهم، والزج بهم على تلك الحال مع معتقلي الحق العام، للنيل من قناعتهم وهزم صمودهم. في حين سيتم الإبقاء على 5 معتقلين بسجن "بولمهارز" بمراكش. لكن رغم التشتيت، استمرت المعركة بقوة وعزيمة، واستمر معها الاستفزاز المتواصل، والتعذيب بمختلف الأشكال، والإهمال الخطير. وكان للعائلات وقع كبير على المعركة من خلال تشبثهن بفلذات أكبادها. وبدورها لم تسلم من بطش النظام، فمن منعها من زيارة أبنائها، والاعتقالات المتتالية في صفوفها.. مرورا بالإشاعات السامة التي هدفت إلى زرع البلبلة في أوساطها وتكسير لحمتها. لكن كل ذلك، لم يمنعها من مواصلة التشبث بأبنائها، وفي المقدمة أمنا السعدية أم الشهيد الدريدي، التي واصلت النضال إلى جانب عائلات المعتقلين حتى بعد استشهاد ابنها، لتغادرنا جراء نزيف حاد في الدماغ وهي واقفة في 17 مارس 1990، وإلى جانبها أمنا البتول أم الشهيد بلهواري التي ودعنا جثمانها مطلع هاته السنة، صبيحة 16 يناير 2014. وأثناء المعركة، معركة الإضراب اللامحدود عن الطعام، أو كما صرخ بذلك الشهيد بلهواري "لا للولاء، لا للولاء..." عرفت الوضعية الصحية للمضربين تدهورا خطيرا، خاصة مع الإهمال المتعمد والممنهج من طرف إدارة السجن، كمنعهم من الماء في الكثير من الأحيان، في ظل حرارة الصيف الحارقة. ومع توالي تساقط المضربين عن الطعام في غيبوبة طويلة، ستضطر إدارة السجن وتحت التعليمات إلى نقلهم الى المستشفى. لكن بعد فوات الأوان، فيوم 27 غشت 1984 سيتلقى المناضلون خبر/مأساة استشهاد الرفيق بوبكر الدريدي وهو في يومه 55 من الإضراب عن الطعام بالصويرة، غادرنا وهو في المراحل الأولى من شبابه، غادرنا عن سن 19 سنة. والصدمة لازالت ترخي بظلالها على المناضلين والعائلات وعلى عموم جماهير شعبنا، سيتعرضون لفاجعة أخرى لا تقل هولا عن سابقتها، استشهاد الرفيق مصطفى بلهواري بأسفي في اليوم الموالي 28 غشت 1984، بعد 56 يوما من الإضراب عن الطعام، وهو في قمة عطائه النضالي والسياسي وهو في ريعان شبابه عن سن 29 سنة. ليقدم الشعب المغربي مناضلين شرسين من خيرة أبنائه، اللذين أعلنا ميلادهما الجديد والتحاقهما بقافلة الشهداء الأبرار سيرا على درب سعيدة وزروال... وستبقى وصمة جريمة اغتيال رفيقينا عارا على جبين النظام الجاثم على صدورنا. دفن الشهيدان بمقبرة الشهداء بباب دكالة بمراكش، حيث يرقد جثمان الشهيدة سعيدة المنبهي. وللتذكير فقد استمرت معركة رفاق الشهيدين إلى غاية سنة 1991 في معركة بطولية دامت زهاء 6 سنوات، تجرع خلالها المعتقلون المضربون مرارة تساقط الشهداء تباعا (المسكيني، الدريدي، بلهواري، شباضة...)، وقاوموا أثناءها قساوة السجن والسجان بألم ومعاناة كبيرين..".
تحية اعتزاز وفخر لعائلتي الشهيدين البطلين ولعائلات كافة الشهداء والمعتقلين السياسيين؛
المجد والخلود للشهيدين ولكافة شهداء شعبنا؛
الخزي والعار للنظام ولزبانيته..
شارك هذا الموضوع على: ↓