2015/10/18

يوسف وهبي// فلسطين: أعداء مشتركون، طريق واحد

في خضم القتل والتدمير والترهيب، وبتحالف الإمبريالية والصهيونية والرجعية ضد انتفاضات وثورات الشعوب المضطهدة التواقة للتحرر والعيش الكريم، ينهض الشعب الفلسطيني الأبي ضد الاحتلال والإجرام الصهيونيين، ليثبت مرة
أخرى، أمام العالم والتاريخ، أنه شعب عصي على الإخضاع والتركيع، رغم الإمكانيات الضعيفة وحالة الحصار الذي يعيشه باستمرار ورغم الخيانات والطعنات الغادرة من كل صوب وحدب ورغم التواطؤ والصمت القاتلين للعديد من "ذوي القربى"..
إن الانتفاضة الفلسطينية الراهنة، كشفت وعلى نحو ساطع زيف ما يسمى ب"القيادة الوطنية الفلسطينية" بشقيها؛ المنبطح والتابع لإملاءات الكيان الصهيوني، من خلال ما يسمى بالتنسيق الأمني المشترك ومراقبة وكبح كل تحرك نضالي يتوجه رأسا نحو العدو؛ وكذا الشق، الرجعي "المتأسلم" والانتهازي الذي يعمل على تسييج الطاقات المتفجرة للشباب الفلسطيني الثوري، بما يخدم مصالحه الفئوية والمرتبطة بمصالح وأجندات خارجية.
لقد أتت هذه الانتفاضة الفلسطينية، في وقت تستفرد به الامبريالية ومعها الأنظمة الرجعية العميلة بشعوب المنطقة من خلال هذا الكم الهائل من الحروب، تارة بدعوى محاربة الإرهاب، وتارة أخرى بمحاولة نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، مستغلة شتى صنوف الأفكار المزيفة لوعي الجماهير الشعبية الكادحة بغرض نهب ثرواتها ومجهود قواها المنتجة، في غياب تام للمعبر الحقيقي والثوري عن تطلعات هذه الجماهير، تلتف من حوله هذه الأخيرة للعبور نحو تقرير مصيرها وعيشها الكريم. لذلك، فإن هذا الزخم النضالي المتفجر بأرض فلسطين المغتصبة وبما يشكله من رفض للمخططات والسياسات المتبعة من طرف ما يسمى ب"السلطة الفلسطينية" وعموم القوى المتخاذلة، بما يعني الرفض كذلك لكل أشكال المساومة والمهادنة مع العدو الصهيوني المتحالف عضويا مع الامبريالية والأنظمة الرجعية، بالإضافة للتردي الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه، إنما يفتح آفاقا واعدة لشعوب المنطقتين العربية والمغاربية بما تشكله القضية الفلسطينية في نضال هذه الشعوب كقضية وطنية بامتياز من أجل التحرر الوطني والطبقي.
إن الإمكانات المتوفرة للشباب الثائر بفلسطين الجريحة على بساطتها وتواضعها بالإضافة الى الإرادة القوية (سكين، حجارة، مولوتوف...)؛ والذي خبر على مدى العشرين عاما الماضية، بل وأكثر، تخاذل قوى العمالة الداخلية ومساوماتها الجبانة رغم كل الدعم الإعلامي واللوجستي كما البروبغاندا المحيطة بها؛ فإنها تجعل منه قوة جبارة على الأرض تتطلب من عناصره المتقدمة التسلح بالنظرية العلمية الثورية. كما أن السلاح النوعي الذي تملكه الجماهير الثورية والثائرة وهو التنظيم، يجعل من تلك الإمكانات البسيطة والمتواضعة، سلاحا جبارا وقاهرا، وفاتحا لطريق النصر الأكيد..
إن كل الحديث أعلاه، وإن كان يتوجه لفلسطين وشعب فلسطين، فإنه يدعو الى ترجمة المقولة الشهيرة: "إن خير ما تقدموه لقضية فلسطين، هو النضال ضد أنظمتكم الرجعية" على أرض الواقع، هنا والآن. إن الرسالة موجهة الى جماهير الشعب المغربي وقواه المناضلة المتقدمة وعيا وتنويرا من خلال التسلح بالنظرية العلمية الماركسية اللينينية، ومباشرة الفعل الجاد والمسؤول والمنظم وسط الجماهير الشعبية الكادحة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، ولو بالإمكانات البسيطة المتوفرة.
"رب شرارة أحرقت سهلا" ..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق