لطالما اعتبر المناضلون الثوريون إحياء
ذكرى الشهداء واجبا نضاليا لاستخلاص الدروس والعبر. ويعتبرون ذلك وفاء وسيرا على
دربهم، بما يخدم قضية شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة المغربية. كما تعد تضحياتهم
الغالية من خلال استرخاص دمائهم الزكية إسهاما نوعيا في تحرر شعبنا من نير
الاستغلال والقهر الطبقيين ومن جحيم نظام رجعي تبعي.
من هذا المنطلق، تبرز أهمية إحياء ذكرى
الشهيدة سعيدة المنبهي والتي تصادف هذه السنة الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهادها
(11 دجنبر 1977) إثر إضراب عن الطعام تجاوز 34 يوما قضت به مضجع النظام القائم، بل حولت قبل ذلك سجنها ساحة
للنضال والمجابهة، من خلال صمودها البطولي ومجموع الإنتاجات والدراسات حول واقع
المرأة المغربية، وكذا إبداعاتها الأدبية التي تؤرخ لمرحلة تاريخية سوداء من تاريخنا..
إن المادة المرفقة (الفيديو) توضح بما لا
يدع مجالا للشك صحة مراهنة الشهيدة سعيدة المنبهي، ومن خلالها كل الشهداء، على
نضالات الشعب المغربي من أجل خلاصه من جبروت وإجرام التبعية والرجعية.
إنها العاملة الزراعية بيخو لطيفة.. أم
لأربعة أطفال.. قدمت زهرة شبابها لمراكمة الأرباح الطائلة لفائدة الباطرونا، ولتجد
نفسها أخيرا مطرودة من العمل، بل معنفة وضحية جريمة إجهاضها جراء ذلك.
حكاية العاملة بيخو لطيفة تلخص معاناة
العمال الزراعيين، ومأساة كل الشعب المغربي، من خلال إهدار الكرامة الإنسانية،
والإغراق في مستنقع العطالة، وغياب التطبيب، ووقوف الأجهزة القمعية بجانب
الباطرونا.. لكن، وهنا يظهر المعدن الحقيقي للإنسان العامل، حيث تواجه الأمر
برباطة جأش، واعتصام بطولي أمام مقر شركة "فريش بريم" هي وعائلتها حتى
انتزاع حقها ومن خلاله حق الطبقة العاملة المغربية في العيش الكريم..
تبدع الشهيدة سعيدة حين تقول:
لا تبكي يا رفيقة
لا تذرفي الدموع
على وجهك الشاحب
غدا يا رفيقة
سنرى أبعد
صوب الأفق،
صوب الشمس المولودة
عذابك
بأحشائي استشعره،
وقلبي يتمزق
قاومي يا رفيقة،
يا رفيقة المعركة
فالجبل في انتظارنا
وكل الثوار
وكل الأبرياء
وكل الذين يريدون
إشهار المواجهة"
من أجل كل هذا الوجع الإنساني وبصمود بطولي استشهدت سعيدة المنبهي ومعها كل
شهداء الشعب المغربي.. لذلك وتكريما للشهداء، واجب المناضلين الثوريين السير على
ذات الدرب، وبما يخدم خلاص الطبقة العاملة المغربية وعموم الشعب الكادح من خلال
تعميق الوعي الطبقي وتجذيره..
لنتابع الفيديو، لنتابع الحقيقة المرة..
لنقف إجلالا للشهيدة سعيدة التي آمنت بالعمال والعاملات وبقضية الشعب المغربي..
لنقف احتراما للعاملة لطيفة..
لنواصل المسير حتى النصر..
المجد والخلود للشهيدة سعيدة ولكافة شهيدات
وشهداء شعبنا البطل..
شارك هذا الموضوع على: ↓