09‏/12‏/2015

حسن أحراث// الرفيقة الشهيدة سعيدة المنبهي.. الذكرى والتاريخ والعهد، أو عندما ينتصر الأبطال للأبطال..

استشهادك بالبيضاء (مقصلة موريزكو) في 11 دجنبر 1977 ميلاد جديد ومعركة متجددة.. من الحمراء مناضلة الى الحمراء شهيدة.. ميلاد أبدي أحمر يحدث الأجيال تلو الأجيال عن بطولة أبناء شعبك وعن تضحياتهم وعن آلامهم وآمالهم.. 

فالأبطال ينتصرون للأبطال.. والأزلام تنتصر للأزلام وتغتال التاريخ وتزيف الحقيقة وترتمي في أحضان المجهول (التيه المريح).. 
وعموما، من يرقص مع "الصغار" يبقى "صغيرا"، بل ذليلا..
لقد سرنا على دربك أيتها الشهيدة، أيتها القديسة.. من ساحة نضال الى أخرى.. ومن سجن الى سجن.. ومن قبو الى قبو.. ومن دهليز الى دهليز.. 
لقد انتقلنا من زنزانة الى أخرى ومن كاشو الى آخر، بل ومن مدينة الى أخرى.. وبدون سابق إنذار وفي سرية تامة، زج بنا في مقبرة موريزكو في غشت 1985.. 
لقد تمثلنا معاناتك ومحنتك وشعرنا بآلامك وأحزانك في عمق غرف/زنازين باردة أشبه بالقبور.. 
بدون شك، تقاسمنا نفس القبور وعانينا نفس الإجرام، كما تقاسمنا نفس الدرب.. فكيف لا نتقاسم نفس الأهداف ونفس المصير؟ كيف لا نتقاسم نفس القضية؟ كيف لا نتقاسم هموم الثورة المنشودة؟
كم رددنا في الدهاليز المظلمة التي تضيئها روحك الطاهرة المقاطع المعبرة التالية، وبصوت مرتفع: 
"ما رأيكم دام عزكم 
يا انتيكات 
يا غرقانين ف المأكولات والملبوسات 
يا دفيانين ومولعين الدفايات 
يا محفلطين يا ملمعين يا جميسنات 
يا بتوع نضال آخر زمن ف العوامات 
ما رأيكم دام عزكم 
جيفارا مات 
لا طنطنة 
ولا شنشنة 
ولا إعلامات واستعلامات 
عيني عليه ساعة القضا 
من غير رفاقة تودعه 
يطلع أنينه للفضا 
يزعق ولا مين يسمعه 
يمكن صرخ من الألم 
من لسعة النار ف الحشا 
يمكن ضحك 
أو ابتسم أو ارتعش أو انتشى 
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع 
لجل الجياع 
يمكن وصية للي حاضنين القضية 
بالصراع 
صور كثير ملو الخيال 
وألف مليون احتمال 
لكن أكيد ولا جدال 
جيفارا مات موتة رجال..."
كنا نردد هذه المقاطع، وأنت غيفارا.. أنت النجمة الحمراء.. وأنت الشهيد الدريدي.. وأنت الشهيد بلهواري.. وأنت كافة الشهداء والشهيدات..
وسنبقى نرددها في كل ذكرى من ذكرياتك الخالدة، كعهد والتزام بمواصلة المسير في نفس الدرب، درب الشهداء.. 
نحن رفاقك الأوفياء.. نحن رفاقك الصادقون..
نموت ولا نركع، سواء "للصغار" أو "الكبار"..

9 دجنبر 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق