2016/03/09

أسماء العوني// 08 مارس من قبل ومن بعد..معاناة العاملات الصامدات، يا سادة/سيدات المجتمع الطبقي..

أصبحت المرأة تمثل نسبة عالية من قوة الإنتاج في معظم القطاعات الصناعية، بعد ازدياد طلب الرأسماليين المستغِلين لليد العاملة النسائية لعدة اعتبارات. وفي خضم
عملية الإنتاج، تعاني المرأة الأمرين من ظروف الاستغلال البشع والاستنزاف القاتل مقابل أجر زهيد لا يوفر لها أبسط شروط العيش اللائق والكريم في ظل الارتفاع المهول والمتتالي لتكاليف الحياة اليومية. وإذا كانت المرأة العاملة تصمد في وجه قساوة الظروف وهزال الأجر الذي لا يصل في بعض الأحيان إلى الحد الأدنى للأجور، فهناك بعض الحالات التي يتم فيها الزحف النهائي على هذا الأجر، خصوصا في الساعات الإضافية؛ إذ تعمل العاملات مدة أربع ساعات أو ثلاث ساعات إضافية دون تعويض، حيث يتم استغلال عامل الفقر والحاجة لدى العاملات الذي يعتبر الدافع الأساسي لجعلهن يقبلن بيع قوة عملهن بأبخس الأجور في غياب شروط السلامة الصحية والتأمين على حوادث الشغل وانعدام التصريح بهن لدى صندوق الضمان الاجتماعي. ولا يتم مراعاة وضعيتهن سواء كنَ متزوجات أو أمهات أو حوامل. فليس هناك استثناء، والأكثر من ذلك فنفس مهام الرجل توكل للمرأة في المعمل حتى وإن كانت حامل، دون تخفيف أو تعويض عن المجهود المضاعف والمضني أو عن ساعات العمل الليلي. ومهما بذلت المرأة العاملة من مجهود وأتقنت عملها، فهي تعاني من الميز والنظرة الذكورية الاحتقارية من طرف أرباب ورؤساء العمل… وإن لم ترض بالوضع كما هو، فهي عرضة للطرد والتسريح في أية لحظة وبدون سابق إنذار، لتنتقل إلى معمل آخر لا يختلف من حيث شروط العمل في شيء عن سابقه سوى اختلاف طرق الاستغلال… 
وفي كل مرة يحل فيها الثامن من مارس، وبكل وقاحة، "يحتفل" أرباب العمل مع العاملات بعيدهن الأممي ويقدمون لهن الورود والحلويات و و و ويلتجؤون إلى أخذ صور تذكارية معهن مع ابتسامة الذئاب/ مصاصي الدماء البادية على محياهم.. وبعد برهة من الاحتفال تعود الأمور إلى سابق عهدها وينتهي الاحتفال ويطالب أرباب العمل العاملات ببذل مجهود مضاعف لتعويض الوقت الذي أضعنه في الاحتفال… 
وبهذا الأسلوب الخطير والمخادع تحاول الباطرونا خداع العمال عموما والعاملات على الخصوص وإبعادهن عن مجرى الصراع الحقيقي رغم أنهن يشكلن الجزء الكبير في عملية الإنتاج. وأغلب العاملات تنسقن وراء تلك اللحظات المخادعة. وذلك راجع بالأساس لغياب التأطير وضعف مكانة المرأة في النقابات العمالية بحيث لا تتجاوز نسبة النساء 15 في المائة من مجموع الطبقة العاملة الناشطة نقابيا...

8 مارس 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق