نشر الحبيب التيتي القيادي في حزب النهج الديمقراطي (نائب الكاتب الوطني) بموقع الحوار المتمدن (العدد 5195 بتاريخ 16/06/2016) مقالا حول الوضع النقابي بالمغرب تحت عنوان "العمل النقابي
وسؤال الأزمة". مقال قصير، لكنه طرح مجموعة من النقط المهمة، ومن بينها قوله إن "العمل النقابي يعيش اخطر أزماته، وبان المركزيتين الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، باتت مجرد قوقعة فارغة تسكنها بيروقراطية تناصب العداء لمصالح الطبقة العاملة وعموم الشغيلة".
إلا أن الملاحظ في مواقف وممارسة حزب النهج الديمقراطي هو تغييب هذه الخلاصة المكثفة. فالحزب المذكور منغمس قلبا وقالبا في وحل هذه "البيروقراطية التي تسكن المركزيتين وتناصب العداء لمصالح الطبقة العاملة وعموم الشغيلة".
والخطير في الأمر هو تفادي طرح الأسئلة الجوهرية التي تعتبر مفتاح الآفاق الواعدة أمام أبناء شعبنا. ومن بين هذه الأسئلة "المستفزة" والملحة: لماذا تزكية البيروقراطية من خلال الاشتغال معها بود ومجاملة زائدة ومباركة قراراتها، وبالتالي السكوت عن إجرامها ومخططاتها المستمدة من المخططات الطبقية المدمرة للنظام القائم؟ فمجموعة من المناضلين يتحملون مسؤوليات كبيرة في أجهزة الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، إلا أن أداءهم ينسجم وما تنتجه البيروقراطية في غيابهم وتسطره شكلا الى جانبهم. من تجرأ ووقف باسمه أو باسم حزبه أمام القيادات المافيوزية وطالب بالشفافية المالية والتسيير الديمقراطي؟ ما هي الأحزاب التي نددت بذبح الديمقراطية الداخلية وبالفساد المالي داخل النقابات؟ لماذا السكوت عن المتاجرة بعرق العمال والفلاحين الفقراء وعن إجهاض معاركهم؟
كيف يعقل أن يقبل المناضلون باسمهم أو باسم الأحزاب التي ينتمون اليها "التنسيق" النقابي الفج؟ والمقصود هنا بالدرجة الأولى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع "النقابية" للمافيوزي شباط. فيمكن لهذه الذراع أن تخدم أي شيء إلا مصالح العمال.. وحتى لازمة "الوحدة النقابية" المفترى عليها لا تستقيم والحال هذه ولا يمكن أن تبرر هذا المسمى تنسيقا. إن الوحدة النقابية المتوخاة لابد أن تكون وحدة عمال، وليس وحدة قيادات بيروقراطية تخدم البورجوازية، وأن تقوم على مقومات نضالية ترسم مستقبل شعبنا برمته. وإن الخطوة الأولى نقابيا في درب هذا المستقبل هي "قلب" الطاولة على القيادات النقابية المافيوزية وفضحها..
شارك هذا الموضوع على: ↓