2016/06/20

محمد حومد// انتفاضة 20 يونيو 1981: ملحمة تاريخية من المقاومة والمجابهة..

نستحضر اليوم وككل سنة في العشرين من حزيران ذكرى انتفاضة 20 يونيو التي دارت رحاها بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، إيمانا منا بقضية شعبنا المضطهد
والرازح تحت نيران القهر والاستغلال الطبقيين. نستحضرها للوقوف إجلالا وإكبارا على دماء وأرواح الشهداء التي أسالتها وأزهقتها جحافل القمع في أحياء وشوارع البيضاء، ومن أجل المقارنة التاريخية بين عهدين وإن اختلفا شكلا، إلا أن الجوهر ظل ثابتا ومستمرا. 
تعد انتفاضة 20 يونيو من بين الانتفاضات العارمة والقوية التي داع صيتها خارج الحدود الجغرافية المغربية التي شهدها المغرب منذ الإعلان عن الاستقلال الشكلي إلى يومنا هذا على خط ودرب كل من انتفاضة شمال المغرب لسنة 58/59 وانتفاضة مارس 65 وانتفاضات يناير 84 ودجنبر 90 وآخرها وإلى حين قريب الانتفاضة الدائمة 20 فبراير 2011 وووو... كلها ملاحم لمحطات تاريخية من المقاومة والمجابهة بين نظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي يمتلك كل الإمكانات المادية والعسكرية وجوقة إعلامية تتقن فن التمويه والدعاية المغرضة بالإضافة إلى أحزاب سياسية خنوعة ونقابات صفراء وقيادات طيعة تصطف إلى جانبه من جهة ومن جهة أخرى شعب أعزل لا يمتلك إلا الصدور العارية وقناعات الدفاع الذاتي عن مصالحه ومكاسبه التي يحاول النظام الإجهاز على ما تبقى منها.. 
لقد مرت 35 سنة على انتفاضة 20 يونيو بالدار البيضاء تخللتها عدة انتفاضات شعبية وإضرابات عمالية متفاوتة الوقع من حقل الى آخر، قد حقق منها الشعب المغربي بعض الانتصارات حين أرغم النظام التراجع على بعض الزيادات في أسعار المواد الأساسية، إلا أن المنحى العام للإجهاز على مكتسبات الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة ازداد تعمقا وشراسة، حيث تم تفويت معظم القطاعات العامة إلى شركات الخواص، مما زاد في اغتناء أصحاب المضاربات والسطو على الممتلكات العامة تحت ذريعة تفوق خبرة الخواص على خبرة أصحاب القطاع العام بعد أن أفرغ هذا الأخير قصدا وعمدا من أدنى المتطلبات الضامنة لسيرورته وضمان نجاحه وزاد في إفقار أبناء الشعب وخصيصا العمال والفلاحين الفقراء بعد تهميشهم وطردهم من الشركات الحديثة التفويت وتشريدهم والزج بهم في الشارع، عالم البطالة المجهول/المعلوم. وقد أصبحت الهوة الطبقية أكثر شساعة، وذلك ليس في المغرب فحسب بل على طول خريطة العالم الرأسمالي. وهناك بحوث وإحصائيات أكاديمية رسمية لبعض الجامعات الدولية المتخصصة في الاقتصاد الدولي تؤكد ذلك، والتي من خلالها أصبح متداولا اليوم وخصيصا في أوساط الشؤون الاقتصادية ب 1% (برجوازية العالم) التي تمتلك 99% (خيرات العالم). للإشارة، فهذا الإحصاء هو على الصعيد الدولي حيث المستوى الاقتصادي لأوسع الجماهير الشعبية في البلدان المتقدمة مرتفع على مستوى الجماهير الشعبية في البلدان "الثالثية"، مما سيضاعف هذه المعادلة على الصعيد الوطني، حيث الأعداد الهائلة من المضطهدين وأن تعميق الهوة الطبقية لن يفضي إلا للمزيد م نالانتفاضات الشعبية القوية والعنيفة كنتيجة حتمية لمنطق الصراع الطبقي.. وستفاجئ نتائجها، لا محالة، الانتظاريين دعاة الترف النظري (أولا وأخيرا) وقوى حفظ النظام، دعاة نحن حالة خاصة (الاستثناء المغربي).. ملاحم شعبية عنيفة مع استمرار ضعفنا وانتظاريتنا سيكون شعبنا ضحية وفريسة (شهداء ومعتقلون سياسيون ومشردون...) النظام وأزلام النظام أو القوى الظلامية المتربصة والمتسترة وراء الشعارات الديماغوجية والتضليلية..
لقد آن الأوان للنهوض الفعلي المنظم والقيام بالواجب النضالي وتحمل المسؤولية. إن قوة المناضلين في وحدتهم.. وإن دماء شهداء 20 يونيو ودماء كافة الشهداء على عاتقنا، لنكن في مستوى هذه اللحظة التاريخية..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق