يخوض المناضل عادل أوتنيل معركة الحياة بكل قوة وصلابة رغم وضعه الصحي المتدهور. شمر على ذراعيه منذ الطفولة، ورغم حالة الإعاقة، ليحيا كريما وعزيزا.
واجه الظلم وكل الصعوبات التي اعترضت طريقه الوعر واللامتناهي. فتوج مساره المتألق بانتزاع شهادة الدكتوراه بكل فخر واعتزاز، مشرفا أصدقاءه ورفاقه وعائلته الصغيرة والكبيرة، بل وشعبه. لقد قدم درسا لنا جميعا في الجلد والتحدي وفي المقاومة والإبداع..
لكن النظام يأبى إلا أن يقتل فيه/فينا آيات الأمل ولقطات الفرح التي ننتزعها من ظلمة الواقع وشراسته.. إنها السادية، إنها صورة الإجرام الذي لا ينتهي، إنه القتل العمد.. يكفي النظام وأزلام النظام من أحزاب ونقابات وجمعيات الاستعداد لمأدبة ذبحنا الواحد تلو الآخر والتلذذ في تعذيبنا فرادى وجماعات.. يكفيهم "استدراجنا" الى أسواق النخاسة، ومنها سوق 07 أكتوبر القادمة..
لقد اضطر المناضل عادل مرة أخرى، الى وضع حياته على كفه لفرض حقه في العيش الكريم.. فليس في الأمر ريع أو صدقة، إنه حق ثابت بكل المقاييس، بما فيها المواثيق الدولية التي بات يتمسح بها العديد من الهيئات ويدعي الجميع احترامها والاحتكام اليها..
إن المناضل عادل يدعونا لنصرة قضية، ليست قضيته وحده. إنها قضيتنا جميعا، إنها قضية شعب مضطهد..
إن المناضل عادل يدعو الجميع لتحمل المسؤولية بكل صدق ومبدئية. فلا مجال للانتقاء أو التردد.. إن معركة المناضل عادل مرآة تفضح الوجوه البشعة للمرتزقة وتجار المبادئ وبائعي الوهم..
فكيف يعقل أن يعيش عادل مفخرة شعبنا هذه المحنة في ظل بلد عشرات جمعيات "حقوق الإنسان" والهيئات "الديمقراطية"...؟!!
إن صمتكم يقتل عادل، كما تواطؤكم وتخاذلكم..
لقد دقت ساعة المسؤولية، بالنسبة لجميع المناضلين ومن كل المواقع، وخاصة بالنسبة للجمعيات التي تشتغل على حقوق الإنسان (الحق في الحياة، الحق في الصحة، الحق في الشغل، الحق في السكن...)...
إن قضية المناضل عادل (قضيتنا) أولى بدق ناقوس الخطر والضغط على كافة الجبهات من أجل انتصارها. إنها قضية عادلة، وتجاهلها من طرف دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان (ارتزاقا)، يكشف زيف الشعارات المرفوعة ويرفع الستار عن لوحات الخداع المرسومة بإتقان..
إن انتظار سقوط المناضل عادل سيكون جريمة أخرى لا تغتفر..
كلنا يتذكر معاناة/مأساة الشهيد مصطفى مزياني..
فلا تكفي بلاغات النعي وبيانات الحسرة أو قصائد الرثاء..
لنقم بالواجب الآن، كل من موقعه وقبل فوات الأوان..
23 يونيو 2016
إضافة:
مقتطف من مساهمة بسيطة تضامنا مع المناضل عادل أوتنيل في 16 يناير 2015:
لسنا أوباشا، في الشمال أو في الجنوب؛
في الخمسينات أو الثمانينات أو اليوم..
ولسنا رعايا في بلادنا، طولا وعرضا..
نحن مواطن واحد، ونحن عامل واحد، ونحن فقير واحد...
نحن الانتفاضات الشعبية والمعارك النضالية...
نحن يناير 1984 ونحن قبل ذلك وبعده، 20 يونيو و20 فبراير.. نحن التاريخ..
نحن قلم واحد، نحن صوت واحد، نحن معول واحد..
نحن معتقل واحد ونحن شهيد واحد..
نحن عادل، من تزنيت وفاس، والى التاريخ..
كما نحن الشهيد، البطل، مصطفى مزياني، من تانديت وفاس، الى التاريخ...
اسألوا أب الشهيد عن رفاق الشهيد..
إنك الرفيق عادل، أفصح منا.. إنك أقوى منا.. إنك أروع منا...
إنك رفيق الشهيد، إنك الشهيد الحي، إنك البطل...
إننا نخجل من تضحياتك ومن بطولاتك..
إننا نحيي حبك للحياة وللعلم والإبداع والمعرفة، رغم ظروفك الصعبة، والصعبة جدا..
إننا نحيي تحديك الأسطوري للإعاقة الذاتية والموضوعية، ونعترف بعبقريتك الفذة...
لا نجاملك الرفيق عادل، ولا نبحث عن الأعذار..
لا نطلب مغفرتك رفيقنا الغالي، ولا عفوك..
كما لا نطلب مغفرة الشهداء زروال وسعيدة وعمر وكرينة ورحال والمسكيني والدريدي وبلهواري وتهاني وشباضة وبوملي وأيت الجيد، وباقي شهداء الشعب المغربي... ولا عفوهم..
إنهم أدرى بحقيقة قاتلهم، وإنهم أعلم بصدق رفاقهم..
نحن هنا لندعمك ولنتضامن معك حتى تحقيق مطالبك/مطالبنا وحتى انتصار معركتك/معركتنا..
نريدك أن تقاوم وأن تستمر في مقاومتك..
إن في مقاومتك الحياة، الحياة الكريمة..
إن في مقاومتك دعوة لمناصرة قضيتك العادلة، قضية كافة أبناء شعبنا..
إن في مقاومتك دعوة لتوحدنا وتضامننا النضاليين ضد عدو واحد موحد ومتضامن..
إن في مقاومتك فضح لجرائم النظام وعملاء النظام..
إن في مقاومتك/صرختك إدانة للمتلصصين والمتربصين..
إن في مقاومتك/صرختك استنكار للزبونية والمحسوبية، حتى في المجال العلمي..
من الداودي الجبان وعبر حامي الدين المجرم (قاتل الشهيد بنعيسى)، الى الشوباني المتسلل في الظلام..
لا لتخاذلنا ولجبننا وعجزنا..
لنجسد قوتنا الى جانب عادل، المفرد والجمع.. والى جانب كافة أبناء شعبنا، من عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين ومهمشين، نساء ورجالا وأطفالا..
لنجسد شعاراتنا على أرض الواقع، من خلال الانخراط المبدئي والميداني..
لنكف عن توزيع النصائح من الأبراج العاجية، يمينا وشمالا، وبمثالية مقيتة..
كفى من التيه في النيت صباح مساء، وحتى في الواقع...
16 يناير 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓