28‏/07‏/2016

حسن أحراث// فضائح بالجملة في بلد الاستثناء (المغرب).. لنكشف الحقيقة..

إنه الاستثناء حقا، وبكل معاني الكلمة.. استثناء خاص، إنه كل ما لا يخضع للمنطق ولا يعنيه المنطق.. وليس المنطق فحسب، بل حتى "القانون" أيضا، قانون "الغالب"، أي قانون المهيمن سياسيا..

إن أبناء شعبنا يستغلون ويضطهدون ويقمعون باسم "المنطق" وباسم "القانون"، بل يقتلون ويعتقلون ويحاكمون بالمفهوم الخاص للاستثناء وبكل معاني منطقه وقانونه..
إن الاستثناء المقصود هنا بالمغرب، بلد "الاستثناء"، هو ما أراده/يريده النظام القائم ضدا على أي استثناء آخر لا يقر بالولاء له ولا ينفذ تعليماته وأوامره..
لقد عرفت بلادنا فضائح بالجملة منذ الخمسينات من القرن الماضي وقبل ذلك، وعلى رأسها مؤامرة "إيكس- لي- بان" (المؤامرة/الجريمة الكبرى).. ولأننا "بلد الاستثناء" فالعام دائما "زين".. ننسى رغما عنا، وهناك من يتناسى..
والأمر لا يقتصر على "الهدايا" السخية لهذا أو ذاك، من إعفاءات ضريبية وتزوير للحقائق وتوزيع الأراضي الخصبة والبقع الشاسعة بالعاصمة وبغيرها والقصور والفيلات والرخص بكافة أصنافها (الاستيراد والتصدير والمقالع والنقل والصيد في أعالي البحار...). إن هناك جرائم من باب الإجرام كذلك السكوت عنها. وأخص بالذكر جرائم القتل والاغتيال والاختطاف والنهب والسلب.. أليست "هيئة الإنصاف والمصالحة" كذبة/فضيحة تستعصي على السكوت والنسيان؟ وماذا عن أبطالها؟ ماذا عن شعارات "طي صفحة الماضي" و"عدم مطاردة الساحرات" و"عفا الله عما سلف"..
لسنا بلداء لهذا الحد الذي نصبح فيه دمى يحركنا الإعلام المملوك في مختلف الاتجاهات. لقد صرنا كالقناص "الأعور" الذي ينتظر الطريدة التي قد تأتي أو لا تأتي.. وبعد ذلك نتيه وراءها "بالحبال والنبال" البالية ونغفل عن الجوهر وعن المصدر وعن المسار وعن المستقبل..
فماذا حصل بعد كل الفضائح التي تفجرت البارحة واليوم؟ وحتى لا نغوص عميقا، ماذا حصل بعض فضائح بنما ونفايات إيطاليا ووالي الرباط و"خدام الدولة"...؟ ماذا حصل بعد فضيحة النقابات في موضوع التقاعد؟ ماذا عن فضائح الأحزاب السياسية المتواصلة عشية الانتخابات وصبحها؟ ماذا حصل بعد الزيادات المتصاعدة في الأسعار؟
إننا نكاد نشتغل على كل القضايا وبمجهودات خارقة وتضحيات مشهودة (لا أتحدث هنا عن المنشغلين بالقيل والقال والسب والشتم طولا وعرضا)، باستثناء قضية التنظيم.. إنها النار الحارقة.. وتجدنا نردد مع الشاعر ناظم حكمت، وفقط نردد، "إن لم أحترق أنا وتحترق أنت، فمن سينير هذه الظلمات؟" وهذه الأخيرة، أي الظلمات، قد أغرقتنا في الصراعات الهامشية والعداوات المجانية وحروب "داحس والغبراء" التي "لا تبقي ولا تذر"..
إن تاريخنا مليء بالجرائم والمؤامرات. ولو نتجند منظمين لفضحها لصار "أعلاها" "سافلها".. إن العديد من رموز اليوم "المحترمة" مورط من رأسه حتى أخمص قدميه في جرائم وخيانات عظمى.. والأمر مكشوف بأكثر من حجة وأكثر من دليل ومن خلال أكثر من تصريح وشهادة، لكن لا من يحرك ساكنا (لا حياة لمن تنادي). إنها مهمة من بين المهام الملحة والجوهرية الملقاة على عاتق أبناء شعبنا. يقول المثل الشائع: "ما حك جلدك مثل ظفرك"، فلنحك جلدنا بأظافرنا ولننخرط في المعارك الكبرى ولننشغل بالقضايا المصيرية..
فكم يؤلم الانشغال بقضايا دون أخرى. لا أقول "قضايا" تافهة، لكن الانشغال بها وحدها يفوت على شعبنا الكثير من فرص التقدم الى الأمام في صراع طبقي طاحن.. نعم للاشتغال على كافة الواجهات وعلى كافة القضايا، لكن لابد من استحضار أم القضايا، بداية البدايات، أي التنظيم، نعم التنظيم، ثم التنظيم، ثم التنظيم (قفل باش تفور)...
 27 يوليوز  2016
   



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق