يتأكد من حين الى آخر أن مشهدنا السياسي يعج بالزواحف السياسية. فلا تكاد تجد غير الزواحف "يمينا" و"يسارا".
وبدون شك، توجد مادة بقانون الأحزاب السياسية لا ترى إلا بعيون الزواحف، مادة تفرض على قيادات الأحزاب بالأساس أن تكون في الأصل زواحف أو أن تتحول الى زواحف.
ورغم أن هذه الزواحف، كما ثعالب زفزاف، تظهر وتختفي، إلا أنها في محطات التنافس وأمام الموائد المبثوثة، تظهر ولا تختفي. بل تشرئب بأعناقها "يمينا" و"يسارا" لافتراس اليابس والأخضر.
إنها زواحف من الزمن الغابر، إلا أنها تعمر طويلا وتتناسل بدون انقطاع. فأحواض الزواحف عندنا كأحواض السمك. قد تجد في جيوبها كافة أنواع الزواحف، وخاصة السامة منها. لها طقوسها وقوانينها وأعيادها. ترى الأسود أبيضا، والأبيض أسودا. زادها الكذب والنفاق والمتاجرة في المال والأعراض.. لها ديموقراطيتها، ولها حقوقها، ولها حداثتها، ولها دينها.. ولها سيوفها وجيوشها وسجونها..
زواحف "تتقاتل" بدون انقطاع، لكن من خصائصها أنها تعود لتتعانق بدون انقطاع أيضا. "تتقاتل" في "النهار" وتتعانق في "الليل". وشوكها يقتل فقط من تجرأ على فضحها أو وقف في طريقها أو في طريق مروضيها.
زواحف تقع على أشكالها، كما الطيور. تتآلف وتتحالف وفق الحاجة والمصلحة وتحت سوط التعليمات.. لا يهم الزواحف أن تفصلها بحار الدم والسجن أو وديان التجريح والسب والشتم.
زواحف "حقوقية" بامتياز. لا تؤمن بالتمييز بسبب "العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر.."، يكفي الزواحف أن تكون من فصيلتها، أصلا أو تحولا.
وكما الزواحف السياسية، هناك أيضا الزواحف النقابية والجمعوية.. ولكل نوع موسمه وحفلاته وطلاسيمه..
طبعا، زمن انقراض الزواحف آت، كما الديناصورات.. لكن ليس بفعل السماء، بل بفعل الأرض وفعل أصحاب الأرض..
معذرة للحيوانات الزاحفة. إنها أرقى وأنظف من الزواحف السياسية والنقابية والجمعوية..
20 أكتوبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓