2016/12/02

أحمد بيان // مصادرة مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب--نقطة نظام مختصرة...

بدون شك كل دفاع عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (اوطم) أو عن مقره أو عن قضية من قضايا الشعب المغربي (المدرسة العمومية، المجانية...) مطلوب؛ واكثر
من ذلك يعتبر واجبا نضاليا على عاتق المناضلين، كافة المناضلين وفي مقدمتهم مناضلي اوطم السابقين واللاحقين (الحاليين).
والدعوة الى الدفاع عن مقر اوطم وبغض النظر عن الجهة الواقفة وراءها وعن خلفياتها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة لا يمكن إلا التقاطها ومتابعتها. على الاقل لانها دعوة مفتوحة ولانها اثارت الانتباه الى جريمة صامتة في حق معلمة تاريخية تهم شعبنا برمته. دون ان ننسى مصادرة أو الإجهاز على العديد من الحقوق والمكتسبات في صمت (مجانية التعليم، التقاعد، الإضراب...). ويتطلب الأمر التجند لاسترجاعها وانتزاع مكتسبات أخرى ورد الاعتبار للذات المناضلة.
وساتطرق هنا بالضبط الى نقطتين جوهريتين:
- النقطة الأولى: النداء الموجه الى العموم بشأن مصادرة مقر أوطم.
إن مضمون النداء غير دقيق. وهو ما فتح الباب واسعا لتوقيع أسماء مشبوهة ارتمت في أحضان النظام منذ زمن بعيد. مما يعني أن لغة النداء لم تتوفق في مخاطبة المناضلين الذين يهمهم حقا الدفاع عن مقر اوطم. 
ومن الواضح أن من لا يدافع عن اوطم ، وان من تآمر على أوطم (المؤتمر 17) ومن تنكر للمؤتمر 15، لا يمكن أن يدافع عن مقره (إلا لأغراض معلومة). وهذا وغيره ما جعل العديد من المناضلين ومن بينهم مناضلي اوطم السابقين والحاليين يرفضون التوقيع على النداء.
- النقطة الثانية: اللقاء بشأن ايقاف مصادرة مقر اوطم (12 نونبر 2016).
إن الحضور في اللقاء لم يعبر عن (لم يعكس) الإجماع على تبني لغة النداء. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ذلك الحضور يهمه حقا (عمليا) الدفاع عن مقر اوطم؟
بدون أدنى شك، حضر اللقاء مجموعة من المناضلين الصادقين الذين يهمهم (قولا وفعلا) الدفاع عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وعن مقره، في رمزيته وواقعه.. لكن، وبدون ادنى شك كذلك، حضر اللقاء الذين يهمهم (فعلا) امتطاء المناسبة وتوظيفها لخدمة أجنداتهم واهدافهم. ويمكن استشفاف ذلك ايضا من خلال تشكيلة اللجنة المتابعة (انتماءات سياسية معروفة). 
لا اطعن في ذمة أحد، ولا اشكك في نواياه.. ولا ادعي الانفراد بالحقيقة. لكن من حقي ان اطرح الأسئلة التالية: 
هل يمكن انتظار من شارك في لعبة "الديمقراطية" المغشوشة ومن زكاها أن يدافع عن اوطم أو عن مقره؟ !!
يتحدثون عن "الرمزية". وتراهم يقتلون رمزية المناضلين الشرفاء ويتشبثون برمزية مفترى عليها، رمزية ممنوحة ومصنوعة بعدسات الإعلام المملوك. 
ما هو موقفهم من القمع الذي تعرض ويتعرض له مناضلو الحركة الطلابية، وخاصة مناضلو النهج الديمقراطي القاعدي؟ !! 
والخطير، ما هو موقفهم من اغتيال وتقتيل مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي؟
ما هو موقفهم من إرث النهج الديمقراطي القاعدي الذي قض مضاجع النظام وحواري النظام التي استفاقت متأخرة (وبجرة قلم)، وتدعي الاستعداد للدفاع عن مقر الاتحاد؟
ما هو موقفهم من المؤامرات المفضوحة التي طالت الاتحاد ومناضلي الاتحاد؟
ما هو موقفهم من المحاكمات الصورية المتواصلة في حق مناضلي الحركة الطلابية، والى اليوم؟ 
كيف نقبل الدعوات المسترسلة الى الحضور إبان محاكمة المقر، ونتجاهل محاكمات أصحاب المقر بمختلف المواقع الجامعية؟
ما معنى الدفاع عن المقر دون الدفاع عن أصحاب المقر (أصحاب المقر الشرعيين، حاملي مشعل اوطم الحارق؟
أي أولويات هذه وأي منطق هذا وأي "وضوح"؟
وأي "صدق" وأي "مصداقية" و"أي "حقيقة" وأي "ديمقراطية"؟
ما هو موقفهم من سنوات الاعتقال الطويلة التي تكبل هؤلاء المناضلين (والتي وصلت 15 سنة سجنا نافذا) ؟
ما هو موقفهم من الإضرابات عن الطعام التي أنهكت أجسادهم الفتية؟
هل يتعلق الأمر، مرة أخرى، بتقديس "الحجر" وتدنيس "البشر"؟
وأكاد أجزم (وعلى مسؤوليتي)، أن مافيا الاتحاد المغربي للشغل، لم تكن لتسمح بعقد هذا اللقاء بمقرها، إلا لحسابات تخدم مصالحها أكثر مما تخدم قضية المقر أو قضية الاتحاد ومناضلي الاتحاد، وخاصة مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي، المسكوت عنهم وعن معاناتهم. 
المطلوب إجابات مقنعة وصريحة عن هذه الأسئلة المغيبة، إجابات للتاريخ ولشعبنا، وليس لشخصنا. لا نريد أو نرغب في التميز أو المشاكسة، إننا نتوخى الحقيقة. 
إننا ضد مصادرة مقر اوطم بالنضال وليس بالعاطفة.

  30 نونبر 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق