بعد الأخذ والرد التافهين لما يزيد عن الشهرين، وبعد جس النبض ولعبة التشويق والإثارة، وبعد أن أخذت الفرجة 'المبكية" الكثير من الوقت، يكون بنكيران رئيس
الحكومة المعين، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم السبت 14 دجنبر 2016، قد توصل أخيرا بالتشكيلة الرسمية للحكومة المرتقبة. لقد ذكرت الوكالة "أنها علمت من الديوان الملكي بلقاء جمع المستشارين الملكيّين عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، هذا اليوم، بـ"رئيس الحكومة المعين" عبد الإله بنكيران". وأضافت أن "هذا اللقاء شهد إبلاغ المستشارين الملكيّين رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بحرص الملك محمد السادس على تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب الآجال".
نقول بتوصل بنكيران بالتشكيلة الحكومية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. إن بنكيران لا يملك مصيره، إنه ينفذ التعليمات الحرفية كما باقي "رؤساء" الأحزاب السياسية و"قيادات" النقابات البيروقراطية. وكل الخرجات الإعلامية للأحزاب وزعمائها المزيفين (بنكيران وشباط وأخنوش ولشكر...) ليست سوى قفزات في الهواء للتضليل ولإضفاء الحماسة المفتقدة على اللعبة غير الديمقراطية..
إن بنكيران لن يقدم غير التشكيلة التي تملى عليه سواء اليوم أو غدا.. فهناك من يجتهد ويقرر بعيدا عن هلوساته وادعاءات صحبه. لقد صارت اللعبة مكشوفة.. والكل قد أدرك أن "شأننا" يسير كما دائما من طرف حكومة الظل، ويعارض كما دائما من طرف معارضة الواجهة. إنه واقع "حكومة صاحب الجلالة" و"معارضة صاحب الجلالة".. إنه واقع المصالح الطبقية، سواء قاد الحكومة حزب العدالة والتنمية أو حزب الأصالة والمعاصرة أو حزب الأحرار أو غيرهم من الأحزاب الكارطونية، فسيظل شعبنا يرزح تحت نير الاستغلال والاضطهاد الى حين تحرره وانعتاقه.. إنهم نفس الوجه البشع للعملة الحقيرة الواحدة.. فماذا تغير لما قاد الحكومة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؟!! ماذا تغير مع "البطل" أو "الزعيم" عبد الرحمان اليوسفي؟!! إنها الأوهام القاتلة في ظل النظام القائم.. إنها الجرائم المتتالية في حق شعبنا منذ مؤامرة "إيكس-لي-بان" وما قبلها..
وماذا عن واقعنا؟ ماذا عن واقع شعبنا؟
لا ننتظر حكومة ولا حزبا ولا نقابة.. كل الحكومات تمثل أسيادها وتخدم مصالح النظام القائم، وكذلك الأحزاب السياسية المتواطئة والنقابات المتخاذلة..
فالعمال والفلاحون الفقراء وباقي المضطهدين يعانون ليل نهار، وعلى طول المغرب وعرضه، ولا من يلتفت لحالهم ولمآسيهم.. فأين الأحزاب وأين النقابات وأين الجمعيات؟!!
إن الصراع الطبقي يزداد ضراوة، ونحن نزداد ضعفا وتمزقا وتخلفا..
لقد تبين الخيط الأبيض من الأسود، وصار البياض ناصعا..
لننتظم لنتملك مصيرنا.. لننتظم لنقاوم.. لننتظم لننتصر...
24 دجنبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓