2017/03/27

حسن أحراث// الاتحاد الاشتراكي: معانقة قتلة الشهداء..

أن تتشكل الحكومة أم لا، أمر بات متجاوزا لدينا بالمغرب. فلم تعد الحكومة تعني شيئا حتى للأطفال الصغار. وقد تأكد ذلك بالخشيبات بعد فراغ أو "بلوكاج" حوالي ستة أشهر.

 ألم تستمر معاناتنا في ظل الحكومة وفي غيابها؟!! فالوزراء ليسوا، بمن فيهم كبيرهم (رئيس الحكومة)، سوى موظفين "لا يعصون النظام ما أمرهم ويفعلون ما يومرون". أما الانتماء الى هذا الحزب أو ذاك، فليس بدوره سوى مظلة مثقوبة لخداع الناظرين، وخاصة بالخارج. علما أن الخارج صار أدرى منا بشؤوننا، وخاصة أولي الأوامر والتعليمات والتوصيات، خبراء وأذرع الامبريالية، وكذلك أهل التقارير التي تصنف المغرب ضمن مجموعات "ذيل" الترتيب الدولي على كل السلاليم (التعليم، الصحة، السكن، التشغيل، الصحافة، حقوق الإنسان...)، باستثناء سلم "الرشوة" حيث يحتل المغرب المراتب المتقدمة عالميا...
وكم تمنى "البعض" استمرار "البلوكاج" لتمديد فترة الفراغ الحكومي، تفاديا لتنزيل مخططات طبقية مجحفة جديدة... فالحكومة أضحت مصدر شؤم وبطش في ظل التردي الاقتصادي والاجتماعي المتفاقم، في ظل صراع طبقي غير متكافئ...
وما سأتوقف عنده الآن ليس من باب الاستغراب أو المفاجأة، بل من باب الفضح والاستنكار. ويخص الأمر وضع حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" يده المرتعشة في اليد القذرة لحزب "العدالة والتنمية"، كحزب ظلامي معني باغتيال الشهداء بنجلون وأيت الجيد وبوملي. فكما سبق أن عانق، من ثقب الوزارة الأولى (عبد الرحمان اليوسفي) وحقائب وزارية أخرى (العديد من الأسماء الانتهازية ومن بينها "الزعيم" الحالي للحزب إدريس لشكر)، المعنيين باغتيال الشهيد المهدي بنبركة، هاهو اليوم يتمم جريمته الشنيعة بمعانقة المعنيين باغتيال الشهداء عمر وأيت الجيد وبوملي...
نعم، حزب "الاتحاد الاشتراكي" لفترات سابقة، كحزب ذي "الرائحة" الإصلاحية والتقدمية والديمقراطية، ليس هو نفسه حزب "الاتحاد الاشتراكي" اليوم، كحزب رجعي (رائحة وطعما)؛ دون أن ننسى أن القاسم المشترك هو كونه حزبا ملكيا "فوق العادة" (بالأمس كما اليوم)؛ لكن، لنفضح تلويثه الفظ وخيانته المكشوفة للشهيدين المهدي وعمر... 
ليعانق "الشيطان" كحزب حربائي شأنه شأن حزب "التقدم والاشتراكية" الذي تفصله سنوات ضوئية عن الاشتراكية، لكن ليترك الشهيدين المهدي وعمر للتاريخ ولرصيدهما البعيد عن المسار الانبطاحي الحالي للحزب، حزب "الأعيان" بامتياز. ومعلوم أن مصالح الأعيان تلتقي مع مصالح النظام، ضدا على مصالح الشعب...
إن السكوت عن جريمة حزب "الاتحاد الاشتراكي" هو تواطؤ يطعن بالدرجة الأولى الشهيدين المهدي وعمر. كما أن السكوت عن جرائم حزب "العدالة والتنمية"، وضمنها اغتيال الشهيدين محمد أيت الجيد بنعيسى والمعطي بوملي، تواطؤ يطعن الشهيدين أيت الجيد وبوملي... وفي النهاية، يطعنون (في جمعهم، أي من يضعون أيديهم في أيادي القوى الظلامية العفنة) كل الشهداء ويغتالون حلم شعب، شعب مناضل، شعب التضحيات (من بطولات سنتي 1958/1959 بالريف وعبر انتفاضات 23 مارس 1965 بالبيضاء وأولاد خليفة و20 يونيو 1981 ويناير 1984 و(...) الى بطولات 2017 بالحسيمة وإمزورن...)... 
أما أن يتحدث حزب "الاتحاد الاشتراكي" باسم اليسار (الاشتراكية، الديمقراطية...)، فجريمة أخرى لا يتحمل مسؤوليتها هو وحده، بل يتقاسمها معه ببشاعة من يعتبره كذلك، أي حزبا يساريا، سواء بالداخل (الأحزاب الحالمة أو الشاردة) أو الخارج ("الأممية الاشتراكية" بالخصوص، أصبع الامبريالية الأجرب)، ومن يدعو بدون خجل الى التحالف معه على هذا الأساس...
وبخصوص الاستقلالية التنظيمية أو الحرية، فقد قال البهلوان المندحر بنكيران: "نحن أحرار"، (عن خطبة "الوداع"، كلمة بن كيران خلال أشغال هيئة اقتراح مرشحي الحزب لعضوية الحكومة). فعلا هم "أحرار"، لكن تحت قيادة "الزعيم" (المزعوم) أخنوش رئيس حزب "الأحرار" غير الحر، أي غير المستقل (حزب الإدارة منذ 1977، وللدقة حزب النظام المفضل الآن)!!
إن التاريخ لا يرحم، وكذلك الحقيقة.. فلنتحمل مسؤوليتنا في مواجهة إجرام النظام في شراسته/دمويته و"نعومته"، والتصدي "للعبث" الطبقي الذي يشل طاقات الطبقة العاملة، بل ويقتلها وعموم الجماهير الشعبية المضطهدة ببلادنا، سواء من خلال نبال الأحزاب السياسية أو حبال القيادات النقابية المافيوزية... 
يكفي أن يضعفنا النظام، وأن تمزقنا أحزاب ونقابات وأزلام النظام.. فلا داعي لنمزق أنفسنا بأنفسنا.. 
لنتوحد على قاعدة الوضوح السياسي والمسؤولية النضالية والمبدئية في التعاطي مع قضية شعبنا... 
إن الأبيض أبيض والأسود أسود... لا مجال للون رمادي أو لألوان "قزح"...

   27 مارس 2017



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق