تستمر المعركة البطولية لعمال مناجم عوام بنفس الوتيرة المعتادة.. فالاعتصام فوق المصعد يدخل أسبوعه الثالث والوقفات التي عرفتها مدينة مريرت طيلة ليالي
رمضان متسلسلة.. وكذلك الإدارة مازالت تتعاطى باللامبالاة والتماطل ربحا للوقت.
إن الإدارة تعتمد نهجا خطيرا يتجه نحو إفقار عائلات العمال، وهو أسلوب ممنهج يستهدف حياة العمال العائلية الخاصة. إذ تتجه الإدارة نحو استغلال التناقضات المعيشية للعمال للضغط عليهم كي يتنازلوا عن مطالبهم وأن يتبرؤوا من عملهم النقابي. فسماسرة المدير يروجون السموم في الجسد العمالي ليقنعونهم بالتزام عدم المشاركة في أي احتجاج وترك النقابة نهائيا مقابل العودة للعمل.
لكن واقع الحال ووفق المعطيات الملموسة للمعركة، فان المدير نفسه غير قادر على أن يعد حتى نفسه بهذا. لان الاعتصام فوق المصعد واعتصام العمال ووقفاتهم اليومية، كل ذلك لن يترك أي مجال حتى للنفوس الضعيفة والمتذبذبة من العمال أن تتخذ هذا "الحل" الانهزامي. لان العمل بغار سيدي احمد بالضبط يمر عبر فك الاعتصام، وفك الاعتصام لن يمر إلا بتحقيق المطالب. مما يعني أن أي التزام سيكون لاغيا بقوة الواقع قبل أن يكون نابعا من إرادة التذبذب التي يلعب فيها نهج الإفقار دوره التآمري. هذا من جانب، أما العامل الآخر الذي يعرقل/يطيح خطة الإدارة هو عزيمة العمال ذاتهم في تحد ملحوظ للذات ولواقع الفقر الذي يعيشه هؤلاء الأبطال جراء حرمانهم من أجورهم (قطع أرزاقهم). ونسجل للتاريخ أن وعي العمال بخطط الإدارة ومؤامراتها يشهد تطورا ملحوظا. فهم يفكرون لما بعد المعركة وكيف يمكن أن يحصنوا أنفسهم ورفاقهم من أي بطش من طرف مناورات الباطرونا وجشعها.. لذا فالمعركة بالنسبة لهم تحدت اللحظة لترقى الى التفكير في الآتي وفي مستقبل الصراع بالمنجم .
العامل الآخر الذي يعطي للعمال المشروعية هو ما وقع اليوم 07 يونيو 2017 في غار اغرم اوسار، حيث انهار ورش ("شانطي") للعمل على ثلاثة عمال دقائق قبل الإفطار. وهو ما يثبت وبالملموس صواب وجدية ما كان يطالب به العمال المضربين لوضع حد للغياب التام للسلامة داخل أبار العمل. فإحدى الحالات الثلاث أصيبت بجروح خطيرة، تم نقلها الى المستشفى بمكناس. وعامل أصيب بكسور.. أما الحالة الثالثة، فجروحه طفيفة نسبيا.. هذه الحالات الفاضحة تضع إدارة الشركة أمام المسؤولية التامة. لأنها حاولت استبدال العمال ذوي الاختصاص في مثل هذا العمل الشاق وهم بالمناسبة المضربين، فقط لتكسير الإضراب.. إنها تخاطر بحياة عمال آخرين مستهترة بحياتهم وبسلامتهم..
إن الواقع يثبت أحقية العمال في النضال ومشروعية مطالبهم..
فمزيدا من الصمود حتى النصر..
حمان الأطلسي
8 يونيو 2017
شارك هذا الموضوع على: ↓