إنها حالة غليان داخل معمل رونو-نيسان بطنجة، وذلك بسبب "مكافأة" العمال بكأس يتيم على إنتاجهم لمليون سيارة. لقد عاش معمل رونو-نيسان بطنجة يوم
الخميس 27 يوليوز 2017 وضعا استثنائيا، حيث المهزلة والاستفزاز في حق العمال والعاملات واللذين تمثلا في توزيع "مكافأة" لهم على إنتاجهم لمليون سيارة منذ انطلاق المصنع سنة 2011.
وحسب مصادر من داخل المعمل ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ردة فعل العمال لم تكن لتتوقعها إدارة الشركة وحاشيتها من مناديب العمال وأعضاء المكتب النقابي، إذ بعدما تسلموا الكؤوس قاموا بتكسيرها داخل المطعم أمام أنظار الجميع، لتعم حملة استنكار واسعة لهذه الخطوة الاستفزازية بعدما كان العمال ينتظرون مكافأتهم على المجهودات الجبارة والعمل المضني الذي بفضله تجني الشركة أرباحا خيالية تتجاوز 5 ملايير سنتيم يوميا، أي بمعدل يتجاوز 600 سيارة في اليوم وفي شروط عمل قاسية تهدد صحتهم، سواء بحوادث الشغل أو الأمراض المزمنة الناجمة عن المواد الكيماوية المستعملة في تصنيع السيارات مقابل أجر زهيد. في الفترة المسائية من يوم الخميس عرفت مكونات الإدارة خصوصا الموارد البشرية ورؤساء الوحدات وكذلك رؤساء الأقسام وكل المسؤولين داخل المصنع حالة استنفار قصوى وأحضروا فرق الأمن الخاص لمنع تكرار ما حدث في الفترة الصباحية. وأمام حجم الإنزال وانحياز المكتب النقابي، التابع للاتحاد المغربي للشغل، لصف الإدارة وبشكل مفضوح، بل وتكفله بمهمة توزيع الكؤوس...، لم يبق أمام العمال من حل سوى مقاطعة استلام الكؤوس باستثناء فئة قليلة جدا. وبعد العودة من المطعم علت المصنع صيحات العمال استهجانا واستنكارا لإهانتهم وإقصائهم من الاستفادة من منحة مليون سيارة. فيما استفاد منها كل الأطر والمسؤولين في الإدارة والمصنع وحتى أعضاء من المكتب النقابي استفادوا بدورهم من المنحة مقابل دورهم الواضح والمفضوح في تزييف وعي العمال والوقوف حجرة عثرة أمام كل محاولات العمال لخلخلة الفعل النضالي… وتجدر الإشارة هنا إلى الحضور البارز لمخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل خلال الحفل الخاص الذي نظمته إدارة مصنع رونو طنجة في بداية الشهر الحالي. وقد حضره أيضا وزير الصناعة المغربي وشخصيات أخرى. ويعد استدعاء مخاريق لهذا الحفل بمثابة رد للـ"جميل" المتمثل في كبح نضالات العمال ولجمها والحيلولة دون خروجها عن السيطرة. ويعتبر توزيع الكؤوس ثاني إهانة يتلقاها العمال في ظرف وجيز بعد توزيع الألبسة خلال شهر أبريل الماضي بحضور المدير العام لمصنع رونو-نيسان طنجة "جان فرانسوا غال Jean-François Gal’’. فحينها، قال أمام جموع العمال الحاضرين في اللقاء السنوي: "لقد كافأناكم بهذا اللباس، وحين تلبسوه تذكروا جيدا أنه مطلوب منكم أن تنتجوا 215 سيارة كل 8 ساعات، وأكرر 215 سيارة". ويمكن الرجوع الى الفيديو المنسوب له والمنتشر في صفحات التواصل الاجتماعي.
شارك هذا الموضوع على: ↓