رحل عنا اليوم، 07 يوليوز 2017، الفقيد عبد السلام البقيوي..
رحل فجأة وقبل الأوان.. ترك رفاقه وأصدقاءه وعائلته، ترك الجميع مشدوها.. ترك الجميع حزينا، ترك زملاءه وقضاياه وبدلته السوداء في يم اليتم والفراغ.. ترك طنجة وأزقتها، بل ترك البلاد ودروبها..
عزاؤنا واحد في رجل قدم لنا الكثير من الخدمات، ولم نقدم له شيئا..
عرفت الفقيد عن بعد من خلال مساره السياسي والحقوقي والمهني.. عرفته قبل أن "أعرفه"، أي قبل أن أصافحه. صافحته لأول مرة وآخر مرة بمدينة طنجة في حفل تقديم كتابي الأول "مجموعة مراكش.. انتفاضة يناير 1984.. معركة الشهيدين بلهواري والدريدي" (الطبعة الأولى، دجنبر 2006).
لم يحضر الفقيد حفل التوقيع كمدعو أو كمهتم أو متتبع، لقد شرفني بتقديم قراءة في الكتاب. وبهذه المناسبة الأليمة، أذكر من كان وراء تنظيم الحفل؛ بالطبع فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ورفاق أعزاء بطنجة؛ لكن لابد من ذكر رئيس الفرع حينذاك، الفقيد هشام الشعرة.. كل الشكر للفقيدين عبد السلام وهشام.. شكرتهما في حياتهما، وأعيد شكرهما الآن، وسأشكرهما دائما.. فجميل أن نعترف بالجميل، وخاصة في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان..
وما أثارني كثيرا، وفي إبانه، أن ما قام به الفقيدان، ليس من باب زبونية أو محاباة سياسيتين وليس انتظارا لمقابل أو ردا لدين.. فتوجهاتنا السياسية وكذلك انتماءاتنا مختلفة ورؤانا وتقديراتنا ليست واحدة.. لقد عبرا بواسطة تلك المبادرة الكبيرة عن تقديرهما لتضحيات المعتقلين السياسيين وعائلاتهم ودعمهما لهم ولكافة المناضلين..
ليس سهلا أن نرقى، قولا وفعلا، الى مستوى ما ندعيه من نبل وشهامة وعمق إنساني..
ليس سهلا أن نترجم شعاراتنا ومواقفنا الى واقع ملموس ..
إنها شهادة اعتراف بالجميل ولو متأخرة..
إنها شهادة حق واعتراف بدين على كاهلي..
تعازي الحارة لعائلته ورفاقه وأصدقائه وزملائه..
مرة أخرى، عزاؤنا واحد..
شارك هذا الموضوع على: ↓