إن التستر على جرائم النظام القائم التي يرتكبها في حق الجماهير الشعبية بدل
فضحها والتشهير بها لتوضيح الطبيعة اللادموقراطية اللاشعبية واللاوطنية لهذا الأخير وفضح الشعارات المزيفة المزينة لسياسته الإجرامية ولفساده وعدائه لمصالح كل فئات الشعب المغربي من تعليم وصحة وشغل وسكن وتوزيع عادل للثروات وتطلع نحو بناء سلطة وطنية ديموقراطية شعبية وصولا لتشييد نظام بديل تنعدم فيه شروط استغلال الإنسان للإنسان يعتبر خيانة بشعة وإعلانا صريحا وبدون حياء وبشكل سافر وخسيس دعما ومباركة لإجرام النظام واصطفافا الى جانبه. لاسيما إذا كان الاستهداف هو الإرث النضالي لمدينة صفرو مدينة الانتفاضة الشعبية 2007 ومدينة الشهيد الشايب كريم و20 فبراير 2011.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا تزامن هذا التستر مع الانتفاضة الشعبية المستمرة في الريف منذ أن أطلقت شرارتها مع الشهيد محسن فكري الذي رفض سياسة الحكرة وقطع الأرزاق وسياسة العيش تحت سقف الذل والمهانة المفروضة بالحديد والنار من طرف النظام وكذا في زمن المقاومة النضالية للجماهير في باقي المناطق (معركة جبل عوام مريرت -بني تجيت –ايميضير –طنجة -الدار البيضاء -عين تاوجطات...) وإدانتها للسياسة الانتقامية المبنية على القتل والاعتقال والتعذيب والترهيب والتشويه وزرع بذور التفرقة والعنصرية في وقت أصبح فيه النظام عاريا وعاجزا ومرتبكا ومحل سخرية الرأي العام العالمي بعد أن زالت كل المساحيق وانكشفت الشعارات المرفوعة من قبيل مغرب الاستثناء والنموذج المغربي الذي يحاول تسويقه. أكثر من هذا وذاك أن التستر على جرائم النظامن نظام المعمرين الجدد في حق أبناء الشعب وبالضبط في شهر غشت شهر الشهداء شهداء قضية تحرر الشعب المغربي من نير الاستغلال والاضطهاد والقهر الطبقي (الدريدي وبلهواري وشباضة ومصطفى المزياني...) يعتبر بمثابة خيانة عظمى في حق الشعب المنتفض في الريف وفي حق معارك العمال وصمودهم وفضحهم لتحالف النقابات والأحزاب مع الباطرونا لصالح سيطرة النظام تستوجب محاكمة أصحابها وإدانتهم.
تعمدت هذا التقديم لأوضح السياق الذي أتت فيه هذه الممارسة المقصودة وإظهار خطورتها خصوصا إذا كانت من طرف من ينصب نفسه مدافعا عن قضايا الشعب المغربي من داخل أحزاب تسمي نفسها يسارية ومن داخل جمعيات خاصة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بل وتجدهم في الصفوف الأمامية أثناء المسيرات الجهوية والوطنية وصورهم تغزو شبكات التواصل الاجتماعي. فإذا كان الطفلان ايديا ومنير قد أثارت وفاتهما موجة احتجاجات وغضب واستياء جماهيري وإدانة شعبية لسياسة النظام وحملته المسؤولية على جرائمه، فان وفاة أحد التلاميذ في صفرو مستوى البكالوريا نتيجة الإهمال واللامبالاة أثناء وجوده أمام باب الثانوية أو أثناء وجوده بالمستشفى، وكذلك وفاة السجين الملقب طارق الماكينة في السجن المدني بصفرو والذي بادرت إدارة السجن الى التغطية على وفاته عبر نقله الى المستشفى للتعتيم على الوفاة، جريمتان لا معنى للسكوت عنهما أو المساهمة في التستر عنهما.
وفي هذا السياق ودائما للتغطية، قامت إدارة السجن المدني بصفرو على تنقيل أحد السجناء الذي سرب الخبر الى سجن الرشيدية انتقاما منه خصوصا انه كان مضربا عن الطعام احتجاجا على الحكرة وسوء المعاملة المنتهجة من طرف جل الموظفين وخاصة رئيس المعقل ليكون عبرة لباقي السجناء...
فلماذا إذن لم يترتب عن هذه الجرائم أي رد فعل؟
خلاصة
********
لماذا التستر على هذه الجرائم إذن وعدم فضحها والتشهير بها؟ إن الواقع يتطلب إنتاج أشكال نضالية لفضح هذه الممارسات، أشكال نضالية تعبر بشكل مبدئي وفعلي عن التصدي لجرائم أجهزة النظام، مما يشكل رافدا يصب في النضال العام من أجل الحرية والكرامة والخلاص...
هل يمكن أن نقبل أو أن نرضى كجماهير شعبية بصفرو وكمناضلين بهكذا وضع لاسيما ونحن جميعا من انتفض في 23 شتنبر2007 و20 فبراير 2011 وقدمنا شهيدا كما الجماهير الشعبية المنتفضة في الحسيمة التي قدمت خمسة شهداء بعد إحراق جثثهم؟
شارك هذا الموضوع على: ↓