لم يكن أكثر المتشائمين من قتامة الوضع داخل الاتحاد المغربي للشغل بطنجة، طيلة الفترة التي أعقبت المؤتمر الوطني الحادي عشر الذي أخرجه أحد رموز
البيروقراطية، يتصور أن يكون المؤتمر الجهوي الثاني عشر بطنجة نسخة رديئة للمؤتمر السابق.، خاصة بعد إقرار أعضاء الأمانة بالوضع المأساوي الذي وصله الاتحاد الجهوي بعد الفبركة التي طالت الأجهزة التنظيمية إبان المؤتمر السابق. فما فتئوا يفجرون الآذان ويرددون ضرورة بناء اتحاد جهوي قوي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية للوصول الى أوسع قاعدة عمالية بناء على كون طنجة قد تصبح المدينة العمالية الأولى.
البيروقراطية، يتصور أن يكون المؤتمر الجهوي الثاني عشر بطنجة نسخة رديئة للمؤتمر السابق.، خاصة بعد إقرار أعضاء الأمانة بالوضع المأساوي الذي وصله الاتحاد الجهوي بعد الفبركة التي طالت الأجهزة التنظيمية إبان المؤتمر السابق. فما فتئوا يفجرون الآذان ويرددون ضرورة بناء اتحاد جهوي قوي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية للوصول الى أوسع قاعدة عمالية بناء على كون طنجة قد تصبح المدينة العمالية الأولى.
مرة أخرى أبت البيروقراطية إلا أن تخطئ موعدها مع التاريخ، وظهر من المحاولات الأولى وكذا الاجتماعات التي سبقت التحضير والإعلان عن موعد المؤتمر الجهوي بوادر الالتفاف عن إرادة القواعد العمالية؛ هذه الأخيرة التي تمسكت بضرورة عقد مؤتمر جهوي لضخ دماء جديدة في شرايين الاتحاد التي لوثتها الخلايا السرطانية. لقد كان رهان القيادة البيروقراطية احتواء الطاقات النضالية بإصلاح أعطاب المكتب الجهوي عبر التطعيم. وهو المقلب الذي تصدت له القواعد المناضلة بقوة أيام 16 و19 مارس 2017، إذ أكدت ألا بديل عن المؤتمر.
إن إقرار القيادة البيروقراطية بواقع الأمر والاعتراف به، لن يكون الحلقة الأخيرة في إجهاض حلم القواعد العمالية للوصول للمؤتمر الذي يتوخاه الجميع، أي مؤتمر تسود في الديمقراطية ويكون سيد نفسه.
إن واقع الخضوع أو حكاية الولاية الثالثة البائدة، يخيمان بحدة على وضعية تجديد الهياكل التنظيمية للاتحاد وطنيا. إذ لم يتوان العراب سليك في النباح يمينا وشمالا، مهاجما الأصدقاء قبل الأعداء؛ لتبيض صفحة صاحبه/سيده السوداء. إن أكبر ما تخشاه البيروقراطية هو يقظة الجماهير العمالية، وبالتالي إعلان بداية النهاية، أي نهاية البيروقراطية وهيمنتها. إن وعي الطبقة العاملة رهين بوجود قيادة سياسية ثورية كفيلة بقيادتها وحلفائها نحو الخلاص، من خلال دك عرش أعتى الديكتاتوريات التي لها الباع الطويل في الاضطهاد والقمع الأسود والتنكيل...
لقد كانت مرحلة التهييء محطة صراع حقيقية بين إرادة الاستقلالية والديمقراطية لدى المناضلين من جهة، والعناصر التي تجر الى الخلف والتي تقتات من فتات البيروقراطية من جهة أخرى. إن الإعداد الجيد للمؤتمر قد أربك حسابات الأجهزة القمعية قبل القيادة البيروقراطية، وذلك في تسابق مع الزمن ضد الوصول الى مؤتمر كمحطة نضالية تعيد المصداقية الى القواعد العمالية. ومع مستجد إسقاط آمال الظلامي بنكيران في ولاية ثالثة على رأس حزبه الرجعي، ارتعدت فرائس البيروقراطية وأنصار الولاية الثالثة لمخاريق.
لقد تم الإسراع بإعلان الولاء وتقديم ثلة من المناضلين قربانا عبر إقصائهم، وبالتالي تهريب المؤتمر وفبركة الأجهزة بطريقة بشعة دفعت العديد من القطاعات الى الانسحاب من المؤتمر وإدانة الممارسات المقيتة والمسلكيات الانتهازية التي كرسها أعضاء الأمانة الوطنية للاتحاد.
وبتهريب المؤتمر تم صنع كل الأجهزة على المقاس، وصولا الى المكتب الجهوي والكاتب الجهوي، هذا الأخير المنتمي للحزب الرجعي "الأحرار"، أو للدقة "الأشرار"...
شارك هذا الموضوع على: ↓