بعد أن سقط الرفيق مصطفى مزياني في معركة الإضراب البطولي عن الطعام دفاعا عن حقه المقدس، حق كافة أبناء الجماهير الشعبية الكادحة، في التعليم؛
شهيدا وشاهدا على عجزنا؛ جاء الدور على المناضل زكرياء وهو يشق طريق الشهادة بسرعة متناهية على درب الشهيد مصطفى. بالفعل، اختلط الحابل بالنابل. اختلط الصادق بالكاذب.. اختلطت الأوراق برعونة وبأيادي بارعة في التضليل، لدرجة يصعب معها التمييز بين المناضل وشبه المناضل.. لقد علمتنا التجربة أن نتوخى الكثير من الحذر.. فليس كل من يدعي النضال مناضلا.. وليس كل من أضرب عن الطعام مناضلا صادقا..
ليفرض المناضل نضاليته.. لنكن في الموعد.. لتسطع الحقيقة..
لقد أضربوا عن الطعام عبر البيانات وهم غير ذلك في الواقع!!
وللأسف وبهم وصدق نضاليين، لا زلنا متفرجين، ننتظر أن نشد الرحال الى مسقط رأس الشهيد لنرفع الشعارات ولننثر الجمل "الثورية"، ثم نمسح دموعنا على قبره لنتغنى في كل ذكراه عن صموده وتضحيته، ونلتقط الصور على قبره... كم نحن جبناء حقيقة!!
علمونا الانتظار ويريدون أن نرضعه للأجيال القادمة...
لا.. لا، أبدا.. نحن مناضلون من طينة شهدائنا الأبطال..
وإن أكبر ما يمكن أن نقدمه للشهيد مصطفى ولباقي شهداء الشعب المغربي أن نستفيق من غيبوبتنا.. فالساحات ملتهبة، من جرادة (وقبل جرادة الريف)، الى زاكورة مرورا بكل مناطق بلادنا التي تحولت الى سجن جماعي..
ولاستمرار حياة زكرياء وكافة أبناء شعبنا، لننخرط في كل المعارك النضالية، معارك جميع المضطهدين ومن كل المواقع...
لندشن مسار ثورة شعبنا، لابد من الحزب الثوري.. لا مجال للعشوائية ولا مجال للعفوية، ولو تكن ثورية...
شارك هذا الموضوع على: ↓