2018/07/01

حسن أحراث// اتحاد كتاب المغرب: إطار "ثقافي" فاسد.

لم يسبق لاتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه سنة 1960 أن اتخذ الموقف المناسب
من قضية من القضايا التي تهم شعبنا. إن مواقفه دائما سجينة من يتحكم في قيادته ودواليبه. عرف فترات تهميش من طرف النظام، لكنها لم تميزه كإطار ثقافي مناضل ومعانق لهموم الشعب المغربي، حيث بقي متأرجحا بين قيادة تابعة لهذا الحزب وبين قيادة أخرى موالية لحزب آخر، خاصة حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. وظل سقفه هو سقف القوى السياسية المتواطئة ضد المصالح الطبقية لشعبنا، والتي لم تعد تربطها أي صلة بها. عملت الرموز المدعومة القابضة على خناقه على تهميش ومحاصرة العديد من الأقلام في صفوفه وإقصائها.
إن اتحاد كتاب المغرب إطار "ثقافي" فاسد، يغيب حيث تتفجر المعارك النضالية، ويحضر حيث الولائم والغنائم. إنه إطار أساء ويسيء الى الكتاب الحقيقيين حاملي الأقلام النظيفة والمسؤولة، إنه بعيد على أن يكون ضمير مرحلة، أو معبرا عن موقف "المثقف" المغربي العضوي أو الثوري، أو متجاوبا مع طموحات الجماهير الشعبية ببلادنا. وبأحد المعاني، فاتحاد كتاب المغرب مقبرة منسية للثقافة والإبداع، وآلية إغراء انتهازية بجوائز عفنة وهدايا مسمومة من تحت الطاولة...
ففي الآونة الأخيرة التي توجت بانعقاد المؤتمر التاسع عشر (الفاشل) بمدينة طنجة في 22 يونيو 2018، سقط صريعا أمام تعدد الأطماع وعجز أسياد الظل الذين يتقنون المساومة والكولسة عن إخفاء مهازلهم أو حجب الروائح الكريهة التي تنبعث من جثة عفنة ومتحللة...
لقد تعالت أصوات الفضح من داخله، بل تعالى الصراخ والعويل إبان الجلسة الافتتاحية للمؤتمر دون احترام أدنى "أدبيات" الحوار أو النقاش أو التواصل، ودون أدنى حس أخلاقي أو ثقافي يحيل على ملكات الخلق والإبداع. وهي وقائع مذلة تدين رموز الماضي والحاضر. لماذا السكوت عن الفساد الذي كان ينخر الاتحاد منذ زمن بعيد؟
إن مالية الاتحاد تسيل اللعاب، وعلاقاته بالداخل والخارج فتحت شهية المتملقين والانتهازيين... ومن الطبيعي أن ترتفع درجة الحرارة في صفوفه، وفي المقدمة وسط أزلام النظام وحواري الأحزاب السياسية التي لا تجمعها بالثقافة غير الاسم، من أجل الفوز بالكعكة أو بجزئها على الأقل...
إن الاتحاد لا يمثل الكتاب المبدعين الملتزمين، ولا يخدم الثقافة والإبداع بما يرمزان اليهما من قيم حضارية راقية في خدمة الإنسان والإنسانية. 
تحية الى كل المبدعين المنسيين المسكونين بالقضايا العادلة الذين لا يعرفهم الاتحاد في الماضي أو الحاضر. والمجد لمن ودعنا منهم في صمت حاملا معه حسرته وآلامه...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق