12‏/08‏/2018

أحمد بيان// ذكرى الاستشهاد والشهداء، وماذا بعد؟

ونحن على أبواب تخليد الذكرى الرابعة لاستشهاد/اغتيال الرفيق البطل مصطفى مزياني وذكرى استشهاد الرفاق عبد الحق شبادة وبوبكر الدريدي ومصطفى
بلهواري، وقبل ذلك ذكرى استشهاد الرفيق عبد الحكيم المسكيني، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالا لأرواحهم الطاهرة ولتضحياتهم الجسيمة التي خلدها التاريخ في السجل المشرق للشعب المغربي البطل.
ومهما حاولنا جاهدين، فلن نستطيع أن نفي الشهيد، وكل شهداء التحرر والانعتاق، حقهم ما دام الأمر يتعلق بتدبيج مقالات حول تضحيات الشهيد/الشهداء، ما لم نترجم أقوالنا إلى أفعال على أرض الواقع. ففي كل مرة تحل ذكرى شهيد أو شهيدة، نجد أنفسنا "مجبرين" على الكتابة حولها وتخليدها بنفس الطريقة والأسلوب السابقين، لدرجة أن النظام لم يعد قلقا من تخليد ذكرى الشهداء، ما دامت محصورة في بعدها الزمني والمكاني وكذلك، وهو الأهم، في غياب البعد السياسي.
فالنظام لا يقلقه، في الوقت الراهن تخليد ذكرى الشهداء، إنما ما يقض مضجعه هو ما يمكن أن تتمخض عنه هذه الذكرى أو تلك، على اعتبار أنها محطة مهمة يمكن أن تقرب المسافات وتزيح الحرج عن نقاشات سياسية ذات بعد استراتيجي، خصوصا في ظل الدعوات المتزايدة وملحاحية توفير الظروف المناسبة لخلق أرضية صلبة لبناء التنظيم الثوري الكفيل بقيادة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة، للإطاحة بسلطة التحالف الطبقي المسيطر.
لقد بات من الضروري والمؤكد، وبشكل لا يقبل التردد أو المحاججات الفارغة والمزايدات الرخيصة، على كل مناضل يعتبر نفسه ثوريا، أن تكون محطة تخليد ذكرى الشهداء مهمة سياسية بالدرجة الأولى، وليست محطة للموعظة وتدبيج الخطابات والمزايدة الفارغة.
فتضحيات الشهداء تحفزنا، ودمهم الزكي على عاتقنا، والمسؤولية النضالية تسائلنا عما قدمنا لقضيتهم/قضيتنا/قضية شعبنا، وماذا أنجزنا من المهام الآنية والمستقبلية التي استشهدوا من أجلها.
إنها الذكرى، نعم.. لكن، ماذا بعد؟



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

  1. في غياب التواصل تبقى المبادرات مجرد حبر عاى ورق

    ردحذف

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية