ينتظرنا دخول مدرسي وجامعي موجع ماديا ومعنويا وشكلا ومضمونا. ينتظرنا شر
"التعاقد" وحيف "التقاعد" وألم التشريد ولهيب الأسعار و"الزرواطة" وكلكل قضايا متراكمة ومستفحلة يستوجب المعارك النضالية التي لا تنتهي... ما ينتظرنا باختصار، سيكون أسوأ مما نعيشه الآن. فقد ذأبنا على الانتقال من وضع سيء الى وضع أسوأ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. إنها دوامة/حرب طبقية تتكرر بمأساوية وبأيادي الداخل (النظام والقوى السياسية والقيادات النقابية والجمعوية...) والخارج (الامبريالية ومؤسساتها المالية...). ولا يجادل في هذا المعطى الصادم غير النظام الرجعي القائم ومناصريه من "اليمين" الهجين ومن "اليسار" المتفسخ، وذلك من منطلق نفس المصالح ونفس المصير. وليس "التجنيد الإجباري" لأبناء وبنات المقهورين غير الصيغة الواضحة والمفضحة لما تفتقت عنه مؤخرا عبقرية أعداء شعبنا بكل تلاوينهم (إنها "الفيلة" التي تنضاف الى "الفيل") للمزيد من الرعب الطبقي وإحكام القبضة الحديدية على أعناق الشباب والأصوات الحرة. فلا التشغيل إجباري ولا العلاج إجباري ولا السكن اللائق إجباري ولا بنية تحتية ملائمة إجبارية ولا التعليم المجاني إجباري ولا الديمقراطية إجبارية ولا الحرية إجبارية ولا المساواة إجبارية ولا الكرامة إجبارية ولا المحاسبة إجبارية ولا محاربة الفساد الاقتصادي والمالي (الريع، سرقة المال العام، التستر على المتورطين في الجرائم المالية...) والإداري (الزبونية والمحسوبية...) إجبارية ولا التوزيع العادل للثروة (بدل فقط إعلان مصدرها) إجباري ولا الحقيقة بشأن القضايا العالقة (جثامين الشهداء وحالات المختفين والمختطفين وباقي مجهولي المصير...) إجبارية ولا إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إجباري...!! إن ممارسة هذه "الإجبارية" سيقلب أسفلها أعلاها، لأنها لا يمكن أن تترجم كواقع في ظل النظام القائم. وهذه "الإنشاء" دون تجسيدها على أرض الواقع من الموقع المناقض للنظام لن تحد من استمرار الدوامة الطبقية القاتلة. وستبقى مسكنات لأوجاع مزمنة. فكيف قبلنا ب"الإجباريات" السابقة، من اللعبة المسماة "ديمقراطية" (الانتخابات) في ظل البؤس والتفقير والقمع، ومن الإجهاز على المكتسبات (نظام التقاعد والوظيفة العمومية والمقاصة ولو بأثرها المحدود...) ونهب خيرات الأرض والبحر والسماء ودعم وحماية مشاريع البورجوازية الكبيرة، الى القتل والاعتقال والمنع والطرد والتشريد...، رغم التضحيات السخية لأبناء شعبنا؟
كفى من "الإنشاء" ومن الحماس اللحظي ومن المسكنات!!
إن المطلوب هو فك لغز هذه الدوامة وتدميرها، بدء بالجواب عن السؤال: كيف لهذه الدوامة أن تستمر كل هذا الزمن الأسود والدامي والمذل الذي أتى على اليابس والأخضر بواسطة الترهيب (القمع والاضطهاد...) والترغيب (الاستقطاب والتدجين...)؛ وبالتالي ممارسة الجواب بمبدئية وصدق. وطبعا، ليس أي جواب. إنه الجواب الساطع أكثر من سطوع الشمس في يوم مشمس من أيام المناضلين الثوريين القابضين على الجمر في خندق الجماهير الشعبية الكادحة وفي خضم الصراع الطبقي، وليس بالضرورة عبر الفايس...
إن الجرأة، كل الجرأة والمسؤولية، باتتا تستدعيان توسيع التواصل المنظم والمنتظم مع المناضلين الثوريين على قاعدة برنامج نضالي دقيق ومقترحات عملية وعميقة...
إنه التحدي، من بين تحديات نضالية أخرى، أمام كل مناضل ثوري لا تستهويه كثيرا المساحات الزرقاء الافتراضية...
إنه "النضال الإجباري" عن اقتناع...
شارك هذا الموضوع على: ↓