2018/09/27

أحمد بيان// في المغرب: القتل برا وبحرا...

عمد النظام الى تشريع أبواب البحر أمام أبناء شعبنا المهمشين. ففي مشهد مأساوي، أصبحت الشواطئ الممتدة من طنجة الى الحسيمة قبلة لأبناء الجماهير
الشعبية المسحوقة في خطوات ممنهجة من طرف النظام القائم لإفراغ وطننا الجريح من الطاقات التي شكلت وتشكل الوقود لانتفاضات شعبنا المتواصلة؛ أخيرها وليس آخرها، انتفاضات الحسيمة (والريف عموما) وجرادة وزاكورة واللائحة طويلة.
ما أشبه الأمس باليوم، فإثر انتفاضة الريف 1959 وبعد القمع الوحشي الذي رافقها وفي ظل اشتداد أزمة النظام القائم، فتحت الأبواب أمام التهجير القسري لسكان المنطقة وإغراقها بكل أشكال المخدرات مع فسح المجال لقاعدته الطبقية للمزيد من الاستفادة عبر المتاجرة في مآسي الشعب المغربي.
إن احتداد الازمة وغياب البديل الحقيقي لأبناء شعبنا عمق هذا النزيف وشرع آفاق المغامرات القاتلة.
لقد سوق النظام عبر أبواقه الرسمية ومن لف لفهم لمحاربة الهجرة السرية. وكان التنكيل بأبشع الأشكال إجراما بأبناء شعبنا وبالمهاجرين جنوب الصحراء؛ إذ على مدى الأشهر الأخيرة، استفحلت المطاردات واشتد القمع بكل أنواعه وفي كل أحياء طنجة بالخصوص، مع الترويج لاعتداءات وهمية ومفبركة. وقد وصل الاستخفاف بأرواح المغاربة حد إطلاق الرصاص عليهم والأمواج العاتية تتقاذفهم وسماسرة الهجرة تستنزف جيوبهم. مما أدى الى سقوط شابة في مقتبل العمر. إن النظام يقتل في البر وفي البحر...
إن النظام عبر هذه الأساليب المفضوحة يسعى الى ضرب عدة عصافير بحجر واحد، وذلك بهدف التخلص من الفئة الشابة، القاعدة الطبقية لأي انتفاضة شعبية لاحقة. بالإضافة الى تأكيد دوره كدركي المنطقة لفائدة الأنظمة الأوروبية المتورطة في الجرائم المقترفة في حق المهاجرين، سواء سرا أو علانية، والتي لم يعد يخفى على أحد كيلها بعدة مكاييل وزيف شعاراتها، ومنها احترام حقوق الإنسان واعتماد الديمقراطية... 
إن فشل النظام في إخضاع أبناء شعبنا بشتى الأساليب القهرية، ومنها خطة التجنيد الاجباري المرفوضة، أجبره على تصريف أزمته الهيكيلة على كاهل الجماهير الشعبية وتوجيه الأنظار نحو الخارج وبالتالي طمس القضايا الجوهرية المخصبة للصراع الطبقي والمؤثرة في سيرورته .
إن الخلاصة الأساسية تتمثل في بحث النظام الجنوني على مخارج لأزمته المتفاقمة، وبأي ثمن يؤديه أبناء شعبنا المضطهدين في البر والبحر.
إننا هنا باقون لمواصلة المعركة، معركة الشهداء والمعتقلين السياسيين، الى جانب المناضلين المخلصين لقضية شعبهم والمتجذرين في صفوفه، قولا وفعلا.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق