2018/10/11

حسن أحراث// الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام: وقفة رمزية

نظم الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام وقفة أمام مقر البرلمان بالرباط مساء يوم الثلاثاء 09 أكتوبر 2018، بمناسبة اليوم العالمي (16) ضد عقوبة الإعدام، تحت شعار "ليصوت المغرب إيجابيا بالأمم المتحدة لفائدة قرار وقف تنفيذ عقوبة الإعدام''.

وقبل الوقفة، أي صباح نفس اليوم، نظم الائتلاف ندوة صحافية حول نفس الموضوع. 
الملاحظة الأولى هي غياب التعبئة للوقفة. وحتى البلاغ الصحافي الصادر عن الائتلاف قد أتى متأخرا. والندوة الصحافية التي من المفروض أن تساهم بدورها في التعبئة للوقفة قد نظمت في اللحظة "الميتة".
الملاحظة الثانية: غياب بعض الوجوه (غير الصحافية) التي حضرت الندوة عن الوقفة...
السؤال الأول: لماذا عدم التحضير للمناسبة في الوقت المناسب وبالأشكال التعبوية المناسبة؟
السؤال الثاني: هل هذه "الوقفة الرمزية" كافية لحمل المغرب (وللدقة النظام القائم بالمغرب) على "التصويت إيجابيا بالأمم المتحدة لفائدة قرار وقف تنفيذ عقوبة الإعدام"، خاصة والضغط الذي تمارسه القوى الظلامية بما ينسجم وموقف النظام؟
يمكن للملاحظات والأسئلة أن تتوالد. ويمكن "الذي يمكن". لكن، لا يمكن القفز عن السؤال: هل هذه الوقفة في مستوى شعار "ليصوت المغرب إيجابيا بالأمم المتحدة لفائدة قرار وقف تنفيذ عقوبة الإعدام''؟!! وهل ستنقذ هذه الوقفة المحكومين بالإعدام الذين يموتون ألف مرة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة...؟!!
لتقريب القارئ من الصورة/الوقفة "الرمزية"، فالحضور لم يتجاوز أربعين (40) مشاركا ومشاركة. ويمكن للمتتبع (الحقوقي بالأساس) أن يتلو أسماء المشاركين والمشاركات واحدا واحدا وواحدة واحدة (نفس الوجوه ونفس الأسماء، أثناء هذه الوقفة وغير هذه الوقفة)...
المستفز بالدرجة الأولى هو غياب تلك الأبواق (هيئات وأفراد) التي تدعو ليلا ونهارا وعبر كافة القنوات الإعلامية، وخاصة المملوكة منها، الى التنوير والحداثة ومناهضة الفكر الظلامي الرجعي الذي يبخس الحياة ويشيئ المرأة... 
أما الثابت والفاضح، فهو غياب بعض "الحقوقيين" (زورا)، أعضاء "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان"، أقصد بالواضح "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" (سبط حزب العدالة والتنمية الرجعي الذي يقود الحكومة الرجعية التي أتت على اليابس والأخضر، خاصة الحقوق والمكتسبات). أين موقع "الحق في الحياة" (كونية وشمولية حقوق الإنسان) أمام التشبث بعقوبة الإعدام (الخصوصية وفق المرجعية الدينية)، أي الإجهاز عن الحق في الحياة؟!!
إنها الغرابة؟!! إنها المفارقات "المغربية" الغريبة والعجيبة"؟!!
كيف نقبل أو نستسيغ، وبأي منطق أو مرجعية، جمع ما لا يجمع؟!! ومصيبتنا، أن الأمر لا يقتصر على "الحقوقي"، إنه يطال السياسي أيضا!!
لنجهر بالحقيقة ولو لمرة واحدة!! 
كم تحس بالضيق وأنت "تقف" لوحدك!! كم يستفز الحضور المستنسخ، أي حضورك وحضور صورك، أي رفاقك (وطبعا ليس كل رفاقك...)!!
بالنسبة للوقفة، أو ما سمي وقفة وهي ليست بوقفة، فقد كانت فعلا "رمزية". وتجلت رمزيتها السلبية في:
1- الحضور الباهت وغير المؤثر، والبعيد عن قيمة ومعنى "الترافع" (PLAIDOYER)، علما أن موضوع الوقفة (إلغاء عقوبة الإعدام؛ بل فقط، توقيف تنفيذ هذه العقوبة/الجريمة) خط فاصل بين عالمين متناقضين، عالم رجعي في مواجهة عالم تقدمي. إنها محطة فرز سياسي وإيديولوجي تستدعي مبدئيا استنفارا في مستوى الحدث، إنه الصراع الذي لا يرحم؛
2- ترسيخ "ثقافة" الخطوط الحمراء المرتبطة بالمقدسات؛
3- جبن وتواطؤ دعاة ورموز التنوير والحداثة مع الصقور الظلامية من خلال الغياب، رغم انسجامهم ومكونات الائتلاف، ورغم مزايداتهم وملاسناتهم. إنهم يجسدون حلمهم في التحالف مع "الشيطان" من أجل مصالح "الشيطان"؛
4- ضعف، بل غياب التعبئة الذي قد يبدو مقصودا، تفاديا لإحراج أو إزعاج "الشيطان"؛
5- الانتشار الواسع للثقافة الرجعية الظلامية، ليس فقط داخل المجتمع، بل في صفوف الأحزاب السياسية التي تدعي التقدمية (حجاج "بيت الله") والنقابات والجمعيات ...؛ 
6- "هشاشة" الثقافة التقدمية التنويرية وضعفها الى جانب محاصرتها ومحاربتها على مستوى الإعلام السمعي البصري، ومن خلال مختلف الأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية؛
7- ضعف مصداقية أحزابنا ونقاباتنا وجمعياتنا وائتلافاتنا. ومن المفروض نضاليا مساءلة ومحاسبة هذه الإطارات بشأن الغياب والمشاركة في الغياب والسكوت عن الغياب...؛
8- ضعف حضورنا وارتباك متابعتنا للقضايا الجوهرية لأبناء شعبنا؛ 
9- فسح المجال أمام هيمنة النظام القائم وتوسع مشاريعه الطبقية وعربدة أجهزته القمعية؛
10- درس/دروس لنا لمواصلة معارك أبناء شعبنا حتى النهاية...


البلاغ الصحافي للائتلاف:
"يوم 10 أكتوبر هو اليوم العالمي 16 ضد عقوبة الإعدام، والذي اختار له الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام شعار: ''ليصوت المغرب إيجابيا بالأمم المتحدة لفائدة قرار وقف تنفيذ عقوبة الإعدام''.. 
وعلى الصعيد الدولي اختار الائتلاف الدولي محور اليوم العالمي لهذه السنة ظروف اعتقال المحكوم عليهم بالإعدام.
وفي هذا الإطار، سيعقد الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام ندوة صحفية يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2018 على الساعة التاسعة والنصف صباحا، بفندق مجلس بالرباط، وذلك ليؤكد للرأي العام الوطني والدولي على:
- مواصلته لحملة الترافع من أجل أن يصوت المغرب لصالح القرار الأممي القاضي بإيقاف التنفيذ، والذي سيكون خلال شهر دجنبر 2018 وحتى لا يستمر في موقفه بالامتناع عن التصويت الذي استمر لطيلة ست دورات منذ سنة 2007،
- انخراطه في الجهود الدولية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام 
- الترافع من اجل ضمان الحماية الانسانية والقانونية للمحكومين بالإعدام وتوفير ظروف اعتقال مناسبة لكرامتهم كما تقررها لمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان .
- مواصلة الترافع من أجل الغاء عقوبة الاعدام بالمغرب وحذفها من المنظومة الجنائية كلها.
كما يخبر الائتلاف المغربي من اجل إلغاء عقوبة الإعدام، أنه سينظم وقفة رمزية أمام البرلمان يوم الثلاثاء 09 أكتوبر على الساعة السابعة مساءا. 
بهذه المناسبة ندعو كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوية والإلكترونية للحضور وتغطية أشغال هذه الندوة الصحفية، والوقفة الرمزية أما البرلمان.
عن لجنة الإشراف
الأستاذ عبد الرحيم الجامعي
منسق الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام"



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق