جرت العادة أن نخلد مناسبات رحيل الشهداء والمناضلين. جرت العادة أن نحتفي بالأسماء المشهورة والتضحيات المشهودة.
جرت العادة أن نصمت، حيث يجب أن نتكلم...
جرت العادة أن نقوم بالشيء وبنقيضه...
جرت العادة أن نخلف الموعد مع التاريخ...
نحن هكذا، تافهون في كثير من الأحيان...
نحن هكذا، رائعون في كثير من الأحيان...
فلا الشهداء في حاجة الينا، ولا المناضلين، ولا القضية ولا التاريخ...
إن الحقيقة، وكذلك القضية، تفرض نفسها، آجلا أو عاجلا...
هناك شعوب، وإرادة الشعوب لا تقهر...
والفقيد/الشهيد محمد موسى، حقيقة/قضية فرضت نفسها...
موسى حي فينا. موسى نحن، ونحن موسى...
لقد سكننا بسلاسة، لأنه أحبنا ولأننا أحببناه، بل عشقناه...
لقد غير الفقيد/الشهيد موسى مجرى العادة...
لقد علمنا كيف نلتفت الى الجنود المجهولة...
موسى، الفقيد والشهيد والجندي المجهول، علمنا الاعتراف...
علمنا موسى الصدق، علمنا موسى الحب والعشق...
وأن نخلد ذكرى رحيله اليوم، فذلك صدق وحب وعشق...
لقد غير موسى مجرى العادة...
لقد زرع فينا بذور الثورة على المألوف...
كم كان يكره الرتابة والتكرار!!
كم كان يكره الخنوع والظلم والخيانة!!
كم كان مقنعا!!
كم كان صامدا!!
كم كان رائعا!!
كم كان رائدا!!
كم كان بديعا ومبدعا!!
كم كان رحيما وشديدا!!
شارك هذا الموضوع على: ↓