2018/11/30

حسن أحراث// مضربون عن الطعام منسيون...

لم نعد نتحدث عن معتقلين سياسيين منسيين. لأن الأعداد الهائلة من المعتقلين
السياسيين جعلت الكثيرين منهم منسيين. وكم نتأسف لعجزنا عن مواكبة الدينامية النضالية التي أزعجت النظام لدرجة الزج بهذه الأعداد من أبناء شعبنا في غياهيب السجون. ونتأسف أيضا للمقاربات السياسية والإعلامية (الارتزاقية) التي تهتم بالبعض دون الكل. فالأضواء تسلط (بمقدار) على الأسماء المعروفة وتتجاهل باقي الأسماء، رغم معاناتها وعائلاتها التي تفوق كل المعاناة والمحن...
لقد صرنا نتحدث عن معتقلين سياسيين مضربين عن الطعام منسيين. ويعلم الجميع خطورة "نسيان"/تناسي/تجاهل وضعية المضربين عن الطعام. وكلنا يتذكر المآسي التي نتجت عن تعنت النظام وتآمر زبانيته من قوى سياسية ونقابية وجمعوية، وهو ما أدى الى سقوط العديد من الشهداء، ومن بينهم رفيق المضربين المنسيين الآن، الشهيد مصطفى مزياني...
فأي ذريعة للتنصل من المسؤولية النضالية لن تصمد أمام واجب دعم المعتقلين السياسيين وعائلاتهم والتضامن معهم، ومنهم بالخصوص المضربين عن الطعام. إن التعاطي المبدئي مع قضية الاعتقال السياسي، باعتبارها قضية طبقية، يفرض تحمل المسؤولية، دون أي اعتبار للمواقف أو الانتماءات السياسية أو حتى بعض أشكال التحامل. أما تصفية الحسابات والتشفي، فسلوكات لا تمت بصلة لشيم المناضلين. 
والشيء بالشيء يذكر، فمن واجب المعتقلين السياسيين وعائلاتهم التواصل مع المناضلين، لأن القضية واحدة. إنها قضية شعب، وليست فقط قضية مناضلين أو معتقلين سياسيين.
ولأننا عشنا مختلف تجارب الاعتقال السياسي، فأين الآن العديد من الأسماء التي قدمت من أجلها الكثير من التضحيات، بدء من مجموعة 1977 (مجموعة السرفاتي ومن معه)؟ 
لقد تم تناسي الشهداء والشهيدات، وليس فقط المعتقلين السياسيين والمضربين عن الطعام...
وحتى الزمن القريب، فلا أثر لمجموعة من الأسماء التي قامت لها الدنيا ولم تقعد...
لنحتكم الى الذاكرة، بالنسبة لمن لهم ذاكرة حية ومناضلة.
فلن نقوم بجرد الأسماء.. ومن يهمه فعلا سبر أغوار الميدان، لابد أن يخوض هذه "المغامرة" بإيجابياتها وسلبياتها.
إنه تذكير لوضع النقط على الحروف بدون تجريح أو اتهامات أو مزايدات. فعندما خضنا معركة/حرب ست سنوات من الإضراب عن الطعام، لم نكن ننتظر دعم أو تضامن عمرو أو زيد. لقد راهنا على صمودنا وعلى كفاحية شعبنا ومبدئية المناضلين المحسوبين على أصابع اليد الواحدة.
وحتى الآن، ليعول المناضلون من داخل السجن (مضربون أو غير مضربين) أو من خارجه على صمودهم وعلى مبدئية المناضلين المحسوبين على أصابع اليد الواحدة.
بالفعل، قامت العائلات بأدوار لن تنسى.. ولازالت تقوم بذلك. طوبى للعائلات عبر الزمن النضالي لشعبنا المكافح..
بدورنا، نرفع صوتا عاليا للتنديد وفضح الإجرام الذي يمارس في حق المعتقلين السياسيين، والمضربين عن الطعام منهم بالخصوص.
ونحمل النظام القائم مسؤولية ما قد يترتب عن تجاهل مطالب المضربين عن الطعام، وهو الإضراب الذي يقارب الأربعين يوما بالنسبة لبعض رفاق الشهيد مزياني (ياسين لمسيح وهشام بولفت وبلقاسم بنعزة وعبد الوهاب الرمادي). فمن ينتظر سقوط شهداء آخرين يعتبر شريكا في الجريمة.
لننخرط جميعا في نضالات المعتقلين السياسيين وعائلاتهم وفي معارك المضربين عن الطعام... 
إنه تحد سياسي يفرض نفسه علينا جميعا، من منطلق المبدئية والقضية الواحدة...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق