17‏/01‏/2019

Veste Blanche// أكياس من دموع + لن نسجد حتى و الريح تقتلع عيوننا + استدعاء الشمس الى أنفاق التسكع

1 أكياس من دموع


عندما كنا صغارا أنا و إخوتي ...كانت أمي تخفي دموعها في كيس صغير ..حتى لا يراها منا أحد...
كانت تضعنا في علب صغيرة ..مثل قطع حلوى ..و كانت تغلق علينا جيدا ..حتى لا يتسلل الينا الموت ...
كانت ترفع وجهها الى السماء ..حتى نرى في عيونها دموع الإله..
و حين كبرنا علمنا ..أن الأمطار التي تأتي في غير موسمها..هي دموع أمي التي كانت تحبسها في أكياس ..و أن قطع الحلوى هي أحلامنا التي صبغها الحزن فجأة..
و منذ ذاك الحين و أنا أمسك الأكياس جيدا ..أراقب النافذة أخاف من هبوب العاصفة فتسقط دموعها على الأرض مرتين ..
و حينها علمت كذلك أن في بلدي موسم آخر لا يعرف الجفاف،دموع الأمهات حين تفيض.....


2 لن نسجد حتى و الريح تقتلع عيوننا..

تزاحمت الأقدام فوق الأشلاء ...
تناثرت الأشلاء على باقات الورود ...
حين لم نسجد للرعب ..بدأت الحكاية..
كانت عيوننا تغفو من التعب ..و قلوبنا تطمح للفجر الآتي...
في شتاء بارد نغني عن قرب الحلم الطويل ..
أناشيد الحب...ترانيم الحرية..
وقلوبنا تخفق مع كل نغمة..
لن نسجد حتى و الريح تقتلع عيوننا...
حملت رفيقي على كفي اغتيل بطلقة قناص ..رحل قبل موعد الرحيل بثوب زفاف الوطن 
ننطلق و نحن نحفر الأخاديد بأحديتنا ..و الشمس تهدينا سلاما من جبين القذائف...
طيور الشتاء فرشت أعشاشها في انتظار عودتنا ..
فيا حبيبتي لا تنتظريني..فأنا في جعبتي تذكرة رحيل الى الجحيم..بخاتم قبلاتك سأمشي متواريا بين الركام في معمعان الحرب..
لا تكتبي عني صورة تنزف نيازكها ..دما..دموعا...
في أحضان الموت لا تتذكريني بين بقع الدماء ...
لا مكان بيننا لمن ذاق جرعة الإستسلام الى القيود ..
فخيمتنا بنيناها من نار ..
فنحن السفينة التي تحمل أشرعة الحلم ..
هذه الحرب.. هي حياتنا التي بدأت و لم تنته بعد..
هذا الألم ..مستفحل حتى انتصارنا ..
في رحلة الشتاء و الصيف حدث هذا و لم ندق الراحة بعد..
فالحرية ترتشف الهواء من رئتينا ...


3 استدعاء الشمس الى أنفاق التسكع

لوهلة..حين أغمض عيني من حرقة السهر .. أبدو أنني لا أعي ما أفعله فكل ما هو أمامي مجرد ضوضاء.. ودعت الحب في صمته و سكونه ..حين يخفق القلب في محنته كل شيئٍ يلوذ في سكون ..كل شيئ من حولي يمضي بصمت ..في كل زاوية على كل حائط و جدار نبكي أمواتا..في كل صباح أتكئ على أمل لم تشرق شمسه بعد..و فجره لازال جنينا ..
كلما أبني كوخا لأحلامي ينهار سقفه فوق ابتسامتي " الحلم 
لم يعشق ابتسامتي " فكان قراري الأخير ألا أحلم ..
فهل سمعتم برجل لا يحلم في وطن كان السؤال فيه.. الى أين..؟ و كان الجواب ..الى أين ..؟

لا يسعني إلا أن أوقف الحلم مع رفاق رحلوا ...
رحلنا وارتحلنا....
في موعد لم نحدده....
في زمن لم نختار توديعه....
ولم نكتب على جدران منازلنا .. البيت للبيع
لم نسطر على رصيف الشوارع .. وداعا رفاقي 
هناك .. كانت الطلقة تقودنا
وفي الطريق .. كانت الطلقة بوصلة المسير
والمسير لم يزل يقود القافلة إلى حيث المسير
كم رسالة وفاء سقطت بين حقول الألغام
كم عقد تعاهد تفسخ بين خطوة و مسيرة..
وكم من مواقف مقدسة رميت في حاويات المطارات
ولم نزل في المشوار...
نقرأ أنين الأمس على شفاه صبية
تاهوا بين عجلات السيارات...
وفي حقائبهم .. 
خريطة وطن تبحث بين الدم
عن الميلاد ...
عن نقاط ارتكاز....
وعن الاحداثيات...
المرجو الإلتحاق بأولى صفارات الإنذار لإستدعاء الشمس الى أنفاق التسكع ..





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق