مدينة صفرو نموذج القتل الممنهج لانتفاضة 20 فبراير، وإعلان صريح لاغتيال طموح الشعب المغربي في التغيير الجذري المكثف في الشعارات الثورية لأبناء شعبنا.
لماذا صفرو، بالإضافة الى فاس وتازة والحسيمة، تشكل نماذج على القتل الممنهج والمخطط له من طرف النظام القائم وأزلامه.
أولا، لأنها المدن التي كانت متفجرة فيها معارك قوية على أرضية ملفات مطلبية، شكلت مجالا خصبا لتعبئة شعبية واسعة ومباشرة من طرف المناضلين الجذريين على أرضية الشعار المكثف لطموح الجماهير وخلاصها من الديكتاتورية والقهر والظلم والاستغلال والتسلط.
وثانيا، لأنها المدن التي عرفت إنزالا بلطجيا وهجوما قويا على انتفاضات المنطقة في محاولة لثني الجماهير الشعبية المكافحة على الخروج يوم 20 فبراير 2011.
وثالثا، لأنها المدن التي شهدت تظاهرات بعد سقوط رأس نظام تونس بنعلي ونظام مصر وعرفت حلقيات نقاش في الأحياء الشعبية وتوزيع مناشير تدعو الجماهير الشعبية للانتفاض والاستمرار في الانتفاض.
ورابعا، لأنها المدن التي سجلت سقوط شهداء بعد تدخلات قمعية "الشهيد الشايب بصفرو وشهداء الحسيمة"؛
وخامسا، لأنها المدن التي ضرب فيها الحصار على المناضلين الجذريين وتم فتح الباب على مصراعيه للبلطجية وأشباه المناضلين، وانطلق النشاط "النضالي" (المشبوه) البوليسي لمحاصرة العمل السياسي الثوري.
وسادسا، لأنها المدن التي فضحت الجلسات السرية التي نظمها النظام في شخص وزارة الداخلية مع كل القوى السياسية والنقابية والجمعوية من أجل لجم انتفاضة 20 فبراير وتسقيفها من خلال كشف خلفية تشكيل مجلس قتل 20 فبراير.
بعد هاته الملاحظات المركزة في النقاط السابقة يطرح السؤال لماذا هذا الصمت مقابل هاته التضحية خصوصا في صفرو من طرف أدعياء النضال؟
لماذا الصمت عن إدانة النظام وفضح جريمته البشعة التي نفذتها عصابته يوم 20 فبراير 2011 في حق الشهيد كريم الشايب الموثقة بشريط فيديو يظهر حجم وفظاعة وبشاعة الجريمة ويعري الشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان ويكشف الطبيعة اللاديمقراطية للنظام الدموي العميل لأسياده، هاته الجريمة التي لم يستطع النظام إخفائها؟ أين دم الشهيد كريم الشايب وشهداء الحسيمة وكل شهداء 20 فبراير؟ هل يعتبر هذا عجزا أم تغاضيا أم تغطية لجرائم النظام أم تواطؤا أم قتلا متعمداً مع سبق التخطيط والتنفيذ.
أكيد أنه ليس عجزا، بل هو تغطية ومحاولة لضرب الإرث النضالي المشرق للشعب المغربي البطل. لأنه في مناسبات تكون غير مزعجة للنظام تظهر الحماسة وترفع الشعارات. وهذا ما سجل في مسيرة CDT بصفرو يوم 24 فبراير 2019، حيث لا صورة للشهيد كريم الشايب ولا لافتة تذكر بانتفاضة 20 فبراير بالرغم من الحضور المتنوع وبالرغم كذلك من تزامن المسيرة مع ذكرى 20 فبراير.
فمن الغباء أن ننتظر من مسيرة يرفع فيها الشعارات البلطجة والنصابة والمرتزقة والمتورطين في ملفات نصب واحتيال متنوع، وسبق أن نظموا وقفات ومسيرات ضد 20 فبراير ووقعوا بيان إدانة انتفاضة الشعب المغربي يوم 20 فبراير أن يخلدوا ذكرى كريم الشايب ويفضحوا جرائم النظام. ولا ننتظر ممن شاركوا إلى جانب هؤلاء في تخليد ذكرى اغتيال كريم ولو زعموا النضال.
وكذلك من الغباء أن ننتظر تخليد ممن يسكتون ويصمتون عن كل ما تعانيه الجماهير الشعبية بصفرو من استغلال وتهميش وعلى ما تعرفه المؤسسات العمومية من صحة وتعليم وسكن من تصفية.
كذلك لا ننتظر ممن يرجعون إلى الخلف أمام زحف مخلوقات النظام أي أزلامه في كل مجالات الاشتغال وغض الطرف عن استرزاقهم بالنضال وتجارتهم به وابتزازهم ونصبهم على الجميع بتشجيع ودعم من ممثلي النظام القائم مكافأة لهم على الخدمات الجليلة التي قدموها منذ 20 فبراير 2011، إلى أن تحولوا إلى لوبي يدير عمليات كبيرة للفساد بكل أنواعه.
أمام هذه الصورة التي تعكس حقيقة الواقع ماذا يمكننا أن نسمي هذا الصمت؟ أليس تواطؤا؟ أليس قتلا لطموح الجماهير الشعبية في التغيير الجذري؟ أليس إعلانا عن الاصطفاف إلى جهة العدو في الحرب الطبقية على الشعب الكادح؟
فمن لم يستفزه الشريط الذي يوثق لجريمة النظام اللاديمقراطي اللاوطني اللاشعبي، فمن لم تستفزه الجثث المفحمة لشهداء الحسيمة وكل الجرائم التي ارتكبت في حق أبناء الشعب الثائر، لن ننتظر منه إلا التواطؤ، إلا الخيانة، إلا الاصطفاف في جهة العدو وليس شيئا آخر.
أمام هؤلاء أصرخ مع صرخة الشعب يوم 20 فبراير الشعب يريد إسقاط أعداءه وكافة العملاء وإسقاط الخونة. وأقول 20 فبراير هي ثورة على النظام ولن تخلد 20 فبراير إلا من طرف المناضلين الذين عانقوا بقناعة قضية الشعب المغربي في التغيير الجذري لنظام العمالة والقهر والاستغلال.
شارك هذا الموضوع على: ↓