06‏/05‏/2019

عزالدين اباسيدي: تقرير لفضح التواطؤ

نخلد العيد الأممي للعمال رغم أنف البيروقراطيين للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بصفرو وممارساتهم الاقصائية المشبوهة المتقاطعة مع الممارسة القمعية للنظام في استهداف المناضلين الجذريين والتآمر عليهم،

 إما باعتقالهم أو نفيهم لإبعادهم وتحييدهم عن مهامهم تجاه الجماهير الشعبية وخاصةً الطبقة العاملة، مثلما وقع في فاس والدار البيضاء 2012 في عز انتفاضة 20 فبراير، علما أن ما يمارس من طرف البيروقراطية في حق المناضلين يمارس أيضا في حق الطبقة العاملة. فمن أبعد الطبقة العاملة عن انتفاضة 20 فبراير؟ ومن التقط الفتات مقابل التشويش على مطلب ومطمح التغيير الجذري للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ من يبعد الطبقة العاملة عن الانخراط في المعارك الطبقية، باسم الحوار الاجتماعي، وباسم الظرفية الصعبة ومصلحة الوطن "التي تكمن في السلم والاستقرار، وليس الفتن كما هو الحال في الجزائر والسودان وباقي دول المنطقة"...؟
قلت رغم أنف البيروقراطيين ورغم أنف تجار المآسي، سماسرة المعارك النضالية للشعب المغربي الكادح، وضد سلمهم الاجتماعي وإجماعهم المزعوم ومسلسلهم القمعي ضد الحاملين لرسائل النظام القمعي اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، كانت المشاركة المتميزة موقفاً وممارسة التي أعطت مضمونا حقيقيا لفاتح ماي وعكست الارتباط المبدئي والتبني الفعلي لقضية الطبقة العاملة. ليس في المهرجان أو في المنصة التي يتسابق عليها تجار النظام بل في مقر استغلال العمال أي في الحي الصناعي بصفرو وبالتحديد في معمل "ايكوال"، حيث أغلقت أبواب الشركة على العاملات في يوم فاتح ماي 2019، وحيث الاستغلال المكثف والاستنزاف، وحيث الجرائم ضد العمال والعاملات، وحيث الاستهتار من طرف الباطرون بما يسمى مدونة الشغل والقانون وحقوق الإنسان.
إنه الواقع المر الذي يفضح الحلف المقدس، حلف النهب والاستغلال، النظام والباطرونا والبيروقراطية النقابية والأحزاب السياسية الإصلاحية والتحريفية ويفضح شعاراتهم ومؤامراتهم... 
فماذا يعني إجبار العمال على العمل في فاتح ماي؟ ألا يعني الغياب التام للقانون في باقي الأيام؟ ألا يعني يوم عمل من 14 ساعة؟ ألا يعني سرقة العمال وقتلهم؟ إنها عبودية العمل المأجور في معمل "ايكوال" وفي كل وحدات الإنتاج بصفرو، بما فيها شركة "صفرو موديس" المنوه بها، والتي تعتمد نظاماً للعمل أكثر استنزافا لطاقة العامل مبنية على كذبة "المردودية". يقع هذا الإجرام أمام أنظار الجميع، مفتشية الشغل واللجنة الإقليمية لفض نزاعات الشغل وممثلي النظام محليا بتغطية من المتاجرين في آلام ومعاناة العمال، منظمات نقابية بيروقراطية... 
كان الحضور وكان إطلاق سراح العمال المحتجزين بالضغط الذي مورس على المشغل بحضور مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وبعض قواعد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وقد صاحب هذا الإفراج بوح العاملات والعمال بواقع القهر والاستغلال في غياب الحقوق وغياب من يدافع عنهم. وحتى إن حاولوا الكلام يتعرضون للطرد والاقتطاع والتوقيف، أما إن حاولوا تأسيس النقابة فمصيرهم كمصير عاملات "صفرو موديس".
طبعاً، إن إعطاء مضمون حقيقي لفاتح ماي بمثل هكذا ممارسة لن تروق لا الباطرون ولا ممثلي النظام ولا البيروقراطية، خصوصاً أنها تعري تواطؤهم وهم من ألفوا التستر على الاتجار في معارك الطبقة العاملة. لن يمر دون أن يكون هناك رد فعل من طرف الباطرونا والبيروقراطية والنظام حيث نسجل: 
إن المكتب الإقليمي للكونفدرالية لم يستطع حتى الالتزام مع مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع صفرو للاتصال وتقديم شكاية للجهات المختصة؛
أما ممثلو النظام، فقد حاولوا تغليف جريمة الباطرون في حق العاملات بأن تواجدهم هذا اليوم بالشركة هو رغبتهم في العمل وأن صاحب الشركة قد استجاب لهم، غير أن بعض الطفيليين هم من حرضوا العاملات على مغادرة العمل.
وبالنسبة للباطرون، فقد تكلف في إطار توزيع الأدوار بينهم بمهمة تنفيذ خطة قذرة مدروسة مسبقاً لستر تواطؤهم، محاولا إسقاط الرفيق عزالدين اباسيدي في فخ تم نصبه اعتقادا منه من جهة أن المناضلين الجذريين مثلهم مثل سماسرة وتجار النضال وأن ممارستهم محكومة بمنطق النصب والابتزاز والبيع والشراء ومن جهة أخرى خيل لهم أن المناضل بسيط لدرجة يمكن أن يتحايل عليه مصاصو دماء العمال بشكل يمكن أن يسقط في ألاعيبهم وشباكهم لتسهل عملية التشويه وضرب المصداقية. لقد أخطأ العنوان حين وظف إحدى العاملات البريئات من مكر دسائسهم وكلفها بالبحث عن رقم هاتفي تم الاتصال بي طبعاً بحضور الباطرون لتبدأ عملية المساومة والإغراء المزدوج المالي من طرف الباطرون واستعداده للدفع مقابل الصمت وعدم فضح خروقاته وجرائمه. 
لا القمع لا الاعتقال لا الترهيب لا التآمر ولا الدسائس قادرة على وقف الفعل المبدئي وعلى تنفيذ المهمات المطروحة على عاتقنا تجاه كل قضايا الشعب المغربي الكادح وخاصةً العمال.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق