بداية، كل التضامن مع الشعب السوداني، والإدانة كل الإدانة للمجزرة الفظيعة
التي ارتكبها النظام القائم بالسودان في 03 يونيو 2019. إن النظام بالسودان لم يسقط، والمجلس العسكري فقط واجهة لتسويق الوهم بعد تنحية الرئيس غير المأسوف عليه عمر البشير. إنها نفس المؤامرة التي ذهب ضحيتها الشعبان التونسي والمصري، بعد رحيل الرئيسين السيئي الذكر بن علي ومبارك. أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية تتفاقم، ودروس تتكرر، وطاقات وتضحيات تهدر ببشاعة...
ليس غريبا أن يلجأ النظام القائم بالسودان بعد تجميع قواه وترتيب أوراقه بدعم سياسي وعسكري من طرف الامبريالية والأنظمة الرجعية الحليفة (مصر والسعودية والإمارات...) وأذنابها من قوى ظلامية بالخصوص أن يكشر عن أنيابه. ليس غريبا أن ينفذ مجازره ومؤامراته، إلا بالنسبة لمن يعاني العمى أو الحول السياسيين. وأبسط ما يمكن أن ينعت به توقع تخليص الشعب السوداني من براثن الاستغلال والاضطهاد الطبقيين من خلال التفاوض مع المجلس العسكري أنه رهان خاسر. بالفعل اكتسحت الجماهير الشعبية الواسعة الساحات والشوارع، ودامت الاعتصامات والإضرابات العامة والعصيان المدني...، لكن النظام ظل ماسكا بزمام الأحداث، وخاصة على المستوى العسكري. فالتزام السلمية والمهادنة من طرف قيادة "قوى الحرية والتغيير" أمام نظام دموي مدجج بمختلف الأسلحة استسلام مؤجل الى حين. والضحية دائما هي الجماهير الشعبية المنتفضة.
إن الغريب هو أن تقول قوى الحرية والتغيير "إن المجلس العسكري الانتقالي لم ينتظر كثيرا على وعوده الكذابة، وكشف عن وجهه الحقيقي وهو يغدر فجر اليوم بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من بنات وأبناء شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش".
إن الغريب هو أن تثق أي جهة تدعي خدمة الثورة في فلول الأنظمة الرجعية، سواء في فترات مدها أو لحظات جزرها (لحظات احتداد الصراع الطبقي) أو أيام احتضارها. فكثيرا ما تصير المبادرة في أيدي حلفاء هذه الأنظمة من رجعية وصهيونية وامبريالية بحكم المصالح المشتركة والمصير المشترك. وحينداك، فلا ولن تتواني في اللجوء الى كافة أساليب القمع والبطش والقتل...
لا نزايد على أحد بالسودان أو خارج السودان. ولا يمكن إلا أن ندعم المناضلين الواقفين على خط النار والقوى المناضلة المنخرطة في معارك التحرر والانعتاق. وأهم دعم هو العمل على إنجاز مهامنا الثورية واستلهام الدروس من تجاربنا المتعددة. إلا أنه رغم ذلك، فكما نرحب بالانتقاد الرفاقي الملهم والبناء، من حقنا أن نسجل ما نراه انزياحا عن المسار السديد لإنجاح ثورات شعوبنا المضطهدة. كفى ما حصل بتونس ومصر!! لماذا السودان مرة أخرى؟!! وحتى الجزائر؟!! كفى من تسويق الوهم؟!!
للمرة الألف، نتشبث بضرورة وملحاحية قيادة أي جبهة أو تحالف من طرف حزب الطبقة العاملة، حيث في غياب هذا الأخير أو في عدم قيادته لهذه الجبهة أو هذا التحالف لن نعيش الثورة الحقيقية المؤدية الى الثورة الاشتراكية. ونتشبث أيضا بموقفنا المبدئي بشأن القوى الظلامية، فهذه الأخيرة حليفة موضوعية للأنظمة الرجعية. ولا يمكن أن ننتظر غير انضمامها الى صفوف قوى الثورة المضادة.
وعلاقة بالسودان، فرغم إدانة حزب الأمة القومي للمجزرة، فإن هذا الأخير جزء من المؤامرة وحصان النظام وأعداء الثورة بالداخل والخارج...
شارك هذا الموضوع على: ↓