17‏/07‏/2019

حسن أحراث // جمال بنيوب: معاناة وأمل وشموخ...

تزور جمال ببيت العائلة بحي الداوديات بمراكش، فيحضنك بدفء رفاقي صار اليوم مفتقدا...

تزور جمال ويلفك الترحاب العائلي الحار...
جمال، ورغم الألم والتعب، لا تفارقه الابتسامة وروح الدعابة...
جمال، ورغم أثر الجرح، يستحضر معك الماضي ويحدثك عن الحاضر ويستشرف المستقبل...
جمال، التوثيق والذاكرة...
إننا أبناء نفس الحضن والتجربة، إننا مجموعة مراكش 1984، إننا جزء من التاريخ المشرق والمستعصي على التدمير...
تقاسمنا المعاناة والأمل والشموخ، قبل الاعتقال وإبان الاعتقال وبعد الاعتقال...
ونتقاسم التضحية وعشق الحياة...
عانقنا المعتقلين السياسيين والشهداء...
جمعتنا بالشهيدين الدريدي وبلهواري ورفاق آخرين رحلوا (عباد وعلول وبوحمزة) السجون والدهاليز والمستشفيات...
جمعتنا بأمهات وآباء وأخوات وإخوة غادروا كل أصناف الظلم والحيف...
دم واحد على رقابنا...
سياط الجلاد أدمت أجسادنا...
سنوات من السجن أكلت شبابنا وسرقت مستقبلنا...
كان نصيب جمال ثماني (8) سنوات، قضاها بالتمام والكمال...
جمال يقاوم الآن مخلفات إجرام الماضي والحاضر...
تعذيب وزنازين وكاشوات وإضرابات عن الطعام وأسقام وعاهات لا تنتهي...
خاض الإضراب عن الطعام داخل السجون وخارجها...
جمال يتحدى اليوم الألم في صمت وبعنفوان...
جمال يصنع التفاؤل ويزرع الأمل ويذكرنا بالحضن الواحد والتجربة المشتركة...
لنقبض على النبض الحي فينا لنحيا ونتحدى...
بالشفاء العاجل والتام رفيقي الجميل جمال...
وكامل الاعتذار لرفيقات ورفاق وأمهات وآباء وأخوات وإخوة آخرين لم تتح فرص زيارتهم ومعانقتهم...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق