اجتمعتم يوم الجمعة 27 دجنبر 2019 بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق
الإنسان بالرباط. وأسستم "اللجنة الوطنية من أجل الحرية للصحفي عمر الراضي وكافة معتقلي الرأي والدفاع عن حرية التعبير".
ويوم السبت 28 دجنبر 2019 نظمتم وقفتكم أمام البرلمان (الصورة تحت، عن موقع جماعة العدل والإحسان ALJAMAA.NET).
أولا، كل التضامن مع الصحافي عمر الراضي ومع عائلته الكبيرة والصغيرة.
ثانيا، لا يمكن إلا أن نطالب وأن نناضل من أجل إطلاق سراحه وكافة المعتقلين السياسيين.
ثالثا، معركتنا دائمة من أجل حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، ومن أجل الديمقراطية وانعتاق شعبنا وتحرره، وأيضا من أجل الاشتراكية...
لكن كم يستفزنا نحن رفاق المعتقلين السياسيين وعائلاتهم أن تقوم الدنيا بالنسبة للبعض وتقعد بالنسبة للبعض الآخر!
فكم من لجنة وطنية أسست قبل الآن، علما أن الاعتقال السياسي لم يتوقف وأن "هيئة الإنصاف والمصالحة" ليست سوى كذبة مفضوحة؟
أليس من المخجل اعتماد الصيغة "اللجنة الوطنية من أجل الحرية للصحفي عمر الراضي وكافة معتقلي الرأي والدفاع عن حرية التعبير"؟
قد نفهم ونتفهم "اللجنة الوطنية من أجل الحرية للصحفي عمر الراضي" وكفى، لكن أن تضعوا "الصحفي عمر الراضي" في كفة و"كافة معتقلي الرأي والدفاع عن حرية التعبير" في كفة، ففي الأمر كثير من الإجحاف وعدم الإنصاف وحتى الإهانة، بل في الأمر "إن"... قد نسميها "الزبونية أو المحسوبية الحقوقية" (الحقوقية هنا بالمعني "المغربي" المبتذل)...
إنها القراءة السياسية المنصفة والفاضحة، وأي حديث عن حقوق الإنسان ليس غير رعونة ودر الرماد في العيون، بل إساءة لحقوق الإنسان. فأين المبدئية في التعاطي مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان؟
وكم وقفة بهذا الحجم (انظر الصورة) نظمت قبل الآن من أجل معتقلين سياسيين آخرين (عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين ومدونين ومناضلين...)؟
لقد مر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أجواء باهتة، وكذلك اليوم العالمي لحقوق الإنسان...
ومرت أيام الشهداء، آخرها ذكرى استشهاد المناضل عمر بنجلون، في أجواء (وقفة) رمزية.
لماذا تغيبون عنا أمام البرلمان وغيره في محطات وأخرى؟
لماذا تتركوننا نعاني داخل الزنازن الباردة والكاشوات، وأنتم بهذه "القوة"؟
لماذا استمرار التردي الاقتصادي والاجتماعي الذي يخنق شعبنا، وأنتم بهذه "القوة"؟
لماذا استمرار الفساد ورموز الفساد، وأنتم بهذه "القوة"؟
لماذا تتجاهلون عائلاتنا المعوزة والغارقة في كهوف الفقر؟
من منكم عانق أمهاتنا وامتزج عرقه بعرقها؟
من منكم أنصت لأنينها؟
تحصون السجون وأعداد المعتقلين السياسيين (طبعا، ليس كل المعتقلين السياسيين) في البيانات والتقارير فقط، هل زرتم هذه السجون ونظمتم الوقفات أمامها؟
لا نتحدث عن المحظوظين من المعتقلين السياسيين، فكل من اعتقل وزج به في الزنزانة ليس محظوظا.
إن الصحافي عمر الراضي ليس محظوظا لأن صوره رفعت في وقفة من "الحجم المتوسط" أمام البرلمان.
وليس المعتقل السياسي بودا (عبد العالي بحماد) محظوظا لأن وقفات أو مسيرات بخصوصه قد نظمت هنا وهناك...
نتحدث عن الانتقائية المقيتة. نتحدث عن غياب المبدئية. نتحدث عن التوظيف الفج لمعاناة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم. نتحدث عن الحضور، حيث حضور الأضواء وكاميرات الداخل والخارج...
ونتحدث عن الغياب، حيث غياب الأضواء وكاميرات الداخل والخارج...
العزاء في نضال شعبنا رغم غياب الأضواء وكاميرات الداخل والخارج.
لشعبنا أضواءه وكاميراته بالداخل والخارج.
إنها مسيرة شعب.
ولمن "يتذاكى" على أبناء شعبنا، اليوم أو غدا، مزبلة التاريخ...
نعلم أن الإمعات والأقلام المأجورة والأصوات المبحوحة ستخرج من جحورها ل"تكفيرنا" بدل الإنصات الى الحقيقة.
إنها الحقيقة المرة. وبدون الجهر بالحقيقة، سنظل نراوح مكاننا في ظل الذل والاستغلال والاضطهاد...
شارك هذا الموضوع على: ↓