بوح مر من وحي معاناة عاملات وعمال امانور بطنجة وتطوان والرباط
نادرا ما اعترف "قوم"، وللدقة "الأسياد" والحكام بإنجازات بني جلدتهم. وكثير من "الأقوام"، ودائما للدقة "الأسياد" والحكام، نكلت بالأصوات "النشاز"، أي الأصوات التي لم تساير التيار، الأصوات التي قاومت ولم تخضع ولم تقبل نهج "بين بين". وبصورة مبسطة، يقول المثل السائر: "مغني الحي لا يطرب". وقد يزعج، وبالتالي يكون المصير الاغتيال أو الاعتقال أو التشريد...
لقد عانى من هذا الشر العديد من المفكرين والمثقفين والعلماء و"المتمردين"، سياسيين ونقابيين وجمعويين، وكذلك الشعوب من مختلف الأزمان، خاصة إبان انتفاضاتهم وثوراتهم. والتاريخ يشهد على الجرائم التي اقترفت في حقهم، وهم على حق..
واليوم، كما الأمس، يعاني شعبنا وشهداؤنا والمعتقلون السياسيون وكذلك المناضلون نفس المأساة. إنه التاريخ يتكرر ببشاعة.. والنكران والجحود لا يقتصران اليوم على "الأسياد" والحكام، لقد طال شرهما شرائح متعددة من الفاعلين في مختلف المجالات.
اليوم، تصل المأساة الى حد المس بالشهداء. وأخطر من ذلك طمس تضحياتهم والتنكر لقضيتهم ومسخ تصوراتهم ومواقفهم...
والمعتقلون السياسيون، كل المعتقلين السياسيين، في تحد لصدأ القضبان الحديدية وظلمة الزنزانة، يقاومون النسيان والحقد الطبقيين. لكن، من شر الماضي الذي يتكرر في الحاضر وببهلوانية، أن نعيش "الكيل بمكاييل" وأن نتعايش مع الشيء ونقيضه...
والمناضلون، يكفي إعلان الموقف المبدئي وتحديد الخندق الطبقي بعيدا عن المهادنة والمساومة، يواجهون الحصار والعزلة والتشويش...
فلا ينظر اليوم، كما الأمس، إلى الفكرة وإلى مدى صوابها أو إلى الموقف ومدى سدادته. الفكرة والموقف يحاكمان من خلال أصحابهما. أن تكون "شيطانا" في أعين "الملائكة"، ففكرتك "شيطانية" وكذلك موقفك.
والثابت بعد حين، هو الاعتراف من طرف "الأقوام" اللاحقة. طبعا ليس الأسياد أو الحكام؛ وإن كان، فتحت ضغط الاجتهادات العلمية والفكرية ونضالات الشعوب المضطهدة...
إننا اليوم، وفي كثير من الأحيان، نعيش الإشادة بإنجازات العديد من الأسماء التي نبذتها "أقوامها"؛ بل وندعو الى الاسترشاد بها وبإبداعاتها، ونتهافت على الانتماء إليها. وفي نفس الآن، نتناسى أسماء الحاضر وراء ظهراننا ونتجاهل إنجازات وإبداعات قيمة وذات راهنية.. والأخطر من ذلك، نخوض حروب الإقصاء والتهميش والنبذ...
إننا نكرر نفس الأخطاء/الخطايا، ونضيع الفرص التاريخية مرة أخرى!! والضحية بالدرجة الأولى هي شعوبنا التي ترزح تحت نير الاستغلال والاضطهاد...
وسيصدق علينا ما صدق على "الأقوام" من قبلنا؟!!
مجرد بوح مر للتأمل من وحي معاناة عاملات وعمال امانور بطنجة وتطوان والرباط في ظل مخطط استنزافهم والتكالب على معركتهم البطولية...
شارك هذا الموضوع على: ↓