02‏/07‏/2020

أحمد بيان// الجبهة الاجتماعية تفضح نفسها

بعد طول غياب أطلت علينا الجبهة الاجتماعية المغربية (01 يوليوز 2020) ببيان "أحلام" من الزمن الغابر.
بيان إنشائي مليء بعبارات مستهلكة لم يعد لها أي دلالة سياسية، غير كونها رسائل بليدة لجهات ما ("تدين"، "تدين بأقوى العبارات"، "تعبر عن تضامنها"، "تساند"، "تطالب"، "تستنكر"، "تثمن"، "تسجل"، "تخبر").
إنها قمة الاستهانة بذكاء المناضلين والعمال وعموم الجماهير الشعبية المسحوقة. 
ففي الوقت الذي نجد فيه الإعلام المناضل، خاصة الرقمي، وحتى الإعلام المشبوه والمملوك (طبعا ليس حبا في العمال من طرف هذا الأخير، بل تحت الضغط ومن أجل التوظيف)، يتناول العديد من المعارك العمالية ويتابعها؛ استفاقت الجبهة أخيرا وكرست الصمت والحصار اللذين يطوقا العديد من هذه المعارك. فلا يمكن فهم عدم الإشارة الى معركة عمال امانور ومعارك عمالية أخرى بوجدة وشتوكة ايت باها وبمناطق أخرى إلا إمعانا في تجاهلها وتواطؤا ضدها، وذلك ما تمارسه القيادات النقابية البيروقراطية والهيئات السياسية المتخاذلة، كخدمات جليلة للنظام. قد نفهم ذلك في كتابات المناضلين وتدويناتهم، لكن إطار يفتخر بالعدد الكبير لمكوناته السياسية والنقابية والجمعوية، فأي كلمة أو جملة تشكل في "تجميعها" مواقف يحاسب عليها.  
وإذا سكتت الجبهة عن معركة من حجم معركة عمال امانور طنجة وتطوان الرباط، ماذا عسانا نقول عن الباطرونا وعن النظام؟ أم أن حاسة شمها المريضة تزعجها "عدمية" هؤلاء العمال؟
"محظوظ" من نال حيزا في "بيان" جبهة، بمعنى "السنطيحة". فقط إن اعتمدوا على "سخاء" الجبهة المزعوم فستسود جباههم وتحترق أضلاعهم و"جبهتنا" لن تبرح أبراجها المقيتة. 
لقد انكشفت اللعبة منذ زمان، وها هي كل مرة تزداد عريا وميوعة. ولم يعد أي مبرر للرهان على قوى سياسية ميتة ورموز ورقية فيما يسمى ب"نهوض اليسار"، سواء كجبهات أو تنسيقيات أو غيرها. والشراسة التي تمتلكها هذه القوى وهذه الرموز هي نفسها شراسة النظام. واستمرارها يعتمد على الدم والمال الملوثين اللذين ينفثا في شرايينها باستمرار من طرف الجهات المعلومة. 
فليشمر العمال والمناضلون على سواعدهم...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق