أن نرفض "ديمقراطية" النظام امر مفهوم. لانها تكرس مآسي
ان نقاطع الانتخابات من هذا المنطلق النضالي امر محمود ومطلوب. ويأخذ معناه السياسي الايجابي عندما يتم التوجه نحو الجماهير الشعبية المكافحة. لانها المعنية بالدرجة الاولى بممارسة المقاطعة الواعية والمنظمة.
ان نقاطع الانتخابات وننسق مع من يقاطع الانتخابات من موقع نضالي فعل نضالي. قد لا نجد هذا التنظيم المناضل الذي نسعى الى التنسيق معه او لا تتوفر شروط ذلك الآن. لكنه من غير المقبول نضاليا ان نخطب ود تنظيم يعتمد الوجه الآخر لديمقراطية النظام او ان نسمح بان يخطب ودنا. فكيف نهرب من شر ونعانق آخر؟!
المطلوب النضالي هو رفع التحدي وبذل المزيد من الجهد لمعانقة تضحيات ابناء شعبنا ومواصل المعركة حتى نهايتها.
ان تنسيق حزب النهج الديمقراطي مع جماعة العدل والاحسان ليس جديدا او مفاجئا بالنسبة للمتتبع. وتنسيق اليوم بخصوص مقاطعة الانتخابات متوقع، علما ان حزب النهج يدافع بحماس على علاقته بالجماعة رغم كل الانتقادات الموجهة اليه من طرف عدة اطراف سياسية ويسعى جاهدا لفك العزلة عنه في ظل ابتعاد حلفائه التقليديين "الديمقراطيين" واختيارهم الأجواء الملوثة.
كيف يقبل حزب النهج الديمقراطي "ديمقراطية" جماعة العدل والاحسان ومرجعية هذه الاخيرة وأهدافها المغرقة في الرجعية والفاشية؟!
هل "ديمقراطية" جماعة العدل والاحسان "تصبن" احسن؟!!
حزب النهج الديمقراطي يدين اجرام النظام ويسكت عن اجرام القوى الظلامية في حق شهداء شعبنا، ومنها جماعة العدل والاحسان.
حزب النهج الديمقراطي يحارب مشاريع ومخططات النظام والقوى الرجعية ويقبل بمشاريع ومخططات جماعة العدل والاحسان التي لا تختلف عن سابقاتها.
حزب النهج الديمقراطي يخلق سلسلة من العداوات من اجل عيون الجماعة. وبدل ان يرفع التحدي ويقاوم إجرام النظام ويوسع علاقاته مع المناضلين الصادقين، ولا نعتقد ان عددهم قليل، يرفع التحدي في وجه المناضلين متشبثا بالجماعة ومتمسكا بتلابيبها (طارت معزة)، متجاهلا غدرها المفضوح والموثق ابان سيرورة 20 فبراير.
نفهم حدود حزب النهج الديمقراطي عدديا، وهذا ليس عيبا في ظل القمع والحصار والتضييق. لكن هل يفسر لنا حزب النهج الديمقراطي لماذا تعتقل جماعة العدل والإحسان جندها العرمرم في ثكناتها العلنية والسرية واوضاع شعبنا تتفاقم والفقر يتوسع (صمت وتواطؤ واحتجاجات محتشمة ومحسوبة...) ؟!
اين تغيب شعارات الجماعة وتهديداتها وادعاءاتها؟!
الا "تتحرر" جيوشها الا اذا تعلق الامر باستعراض العضلات وادعاء التضامن مع فلسطين والقضايا "القومية"؟!
نوجه هذا السؤال الى حزب النهج الديمقراطي لان الجماعة لا تجيب عن مثل هذه الاسئلة ولا يهمها ذلك.
هناك من يشارك في الانتخابات، لكنه يدين اجرام القوى الظلامية ومنها جماعة العدل والإحسان. فهل مقاطعة الانتخابات تشفع لحزب النهج الديمقراطي في وضع يده في يد الجماعة الملطخة بدماء الشهداء والمناضلين؟!
ان حزب النهج الديمقراطي يتحمل مسؤولية تبييض السجل الاجرامي للجماعة. ويكفي الاشارة الى دورها في اغتيال الشهيدين ايت الجيد محمد بنعيسى والمعطي بوملي.
وهل تستقيم هذه الممارسة وشعار الانتماء للشهداء، او على الاقل بعض الشهداء؟!
اكيد ليس سهلا الصمود ومقاومة القمع والحصار والعزلة والتضييق...