تأسس نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم سنة 1947. ويُعتبر
لا أسعى من خلال هذا العمل الى تناول تاريخ الفريق المراكشي أو تقييمه، بل يهمني الوقوف عند فترة مُحددة من مساره الرياضي (المُسيس)؛ وهي فترة بداية الثمانينات من القرن الماضي حتى سنة 1984.
لماذا؟
كان الفريق حينذاك منسيا بالقسم الثاني. وكانت رياضة كرة القدم مُهملة بالمدينة، خاصة بعد مُغادرة فريق مولودية مراكش (الميلودية) للقسم الأول.
مباشرة بعد اندلاع انتفاضة يناير 1984 المجيدة، وبعد القمع الشرس الذي وُوجهت به والاعتقالات الهستيرية والأحكام الجائرة وأثر ذلك على الساكنة المراكشية مع استشهاد المناضلين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري في غشت من نفس السنة، تفتقت عبقرية النظام على خلق آلية "سحرية" للإلهاء وامتصاص السخط والتذمر الشعبيين، وتجاوبا مع خطاب رئيس الدولة الغاضب عن المراكشيين (يمكن الرجوع الى الخطاب المعني المُوثق بالصوت والصورة).
وكان الحدث هو انتشال نادي الكوكب المراكشي من براثن الضياع وزرع الروح في "عضلاته"، وبالتالي استحضار "أمجاده" و"بطولاته". وقد أوكلت هذه المهمة "اللارياضية" الى محمد المديوري، رئيس الأمن الشخصي للحسن الثاني.
كان الهدف في أجواء الانزعاج من الانتفاضة الشعبية المُعبرة عن مدى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية آنذاك ومن تأثيرها، هو إحياء فريق وقتل أمل، الأمل في نهوض شعب وخلاصه..
واليوم في ذكرى الانتفاضة المزعجة الثامنة والثلاثين (38)، وفي ظل "الهدوء" السياسي القاتل بالمغرب عموما، وبمدينة مراكش خصوصا، يشهد نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم أسوأ أيامه وتحت أنظار الأعداء والأصدقاء والقريب والبعيد.
فلا من مُنقد ولا من غيور (لا ولي ولا نصير)، حيث لم يعُد النظام في حاجة الى خدماته و"أمجاده" و"بطولاته".. وحتى "أبناء" النادي المشهورين تنكروا له و"أولوا الأدبار".. أما الجمهور أو الأنصار (المنخرطون أو غير المنخرطين)، ففي غيبوبة الى حين..
لقد تُرك بخلفية تآمرية فريسة لجشع "قوم" لا يعرف غير مصالحه الخاصة. ومن اقترب من مطبخه المحروس أو من حديقته الخلفية سيدرك الغاية من الإغراق المقصود الذي يستهدفه.
هناك أسئلة فاضحة، لكن لا أحد يرغب في طرحها في المكان والزمن المناسبين!!
عدم تأهيل لاعبين وتسريح آخرين وعدم فتح ملعب الحارثي وعدم تقديم الدعم المالي و(...) واجهة فقط لتفسير الاندحار الراهن، أما ما خفي أعظم.. إن الأجوبة الصريحة تفقأ الأعين..
إنه التواطؤ المتعدد، بما في ذلك تواطؤ الإعلام..
إنها حسابات وأخرى من أجل التحكم بأي طريقة، ولو تكن قذرة، في مصير النادي الذي يبيض "ذهبا"...
وخُلاصة القول، قد يموت الكوكب؛ لكن لن تموت الانتفاضة الشعبية والشهداء، ومن بينهم رفيقينا بوبكر ومصطفى...
لن تموت ذاكرتُنا أيضا..
ولن يموت حُبنا لشعبنا المُكافح...