08‏/01‏/2022

نعيمة البحاري // المناضل مستهدف ...مصطفى مدرس مناضل ...مصطفى استهدف


لا تخوم يصطدم بها الفكر، لا جدران رصاصية تعترض النفس الراغبة في
الدعم والتضامن وتعزيز الصمود، وحب النصر ولو جزئي، والانتشاء بهزيمة العدو، ولو تكن في أضعف حلقة. المناضل ينخرط في أي معركة ولو كانت ساحة الوغى تبعد عن تواجده بآلاف الأميال. المناضل، أينما وجد، يعرف كيف يكون في الجبهة المناهضة لأعداء الإنسانية. انخراط المناضل في الصراع ضد العدو دائم ولا يقبل التردد، مثله مثل استجماع الذات الواحدة لمواجهة الموت..

الصراع ملعبنا، هويتنا، سر وجودنا. لسنا جمهور، لسنا من الحكام، لسنا رواد القنوات للتنشيط.. فإما أن نصارع ونقاوم وإما سنهزم ونذل...   

الصراع فرض على الفرد، على الجماعة، على الفئة، على الطبقة، على الشعب، على الرجل والمرأة، على الشباب والشيوخ، على الزوج وزوجته، على الاسرة، على الاخوة والاخوات، في الشارع، في الجبال، في السهول، في الهضاب، في المعمل، في الضيعة، في المدرسة، في الجامعة، في المؤسسات الادارية، في الموانئ، في البحر، في المناجم،.. الصراع مثل البحر، إما أن تسبح وتصارع الأمواج والتيارات، وإما أن تكون طعم كائناته.. 

أتذكر أن الفكرة الأساس، وخلاصة نقاشنا، انا ورفيق دربي، للارتباط وترسيم علاقتنا، هي ربط استمرار علاقتنا الرفاقية باسمرارنا على خط الصراع كأفراد وكأسرة إلى جانب شعبنا وفاءا لتجربتنا ولشهدائها ومبادئها.. 

لا يمكن أن تكون مناضلا، او مناضلة، وأن لا تواجه عواصف النذالات ومتاعبها، والفجور والدسائس والوشايات..، 

لا يمكن أن تكون مناضلا ولا يكون في حسبانك أن العدو يجيز كل شيء في الصراع،.. 

المناضل قد يعتقل، وقد يشرد، وقد يشهر به، وقد يشوه، وقد يصاب بعاهات،.. وقد يغتال.. 

فالمناضل مطالب بأن يستعد لكل أشكال المواجهات، ولكل العواصف،.. 

المناضل مطالب أن يكون شجاعا اليوم وغدا.. وان يكون مستعدا لأسوء الاحتمالات اليوم وغدا.. 

العدو لا يرحم..

العدو شيطان..

العدو مجرم لا يتردد في اقتراف اي جريمة، وباي وسيلة، في السر والعلن، على المكشوف وخلف الستار، بطريقة مباشرة وغير مباشرة.. 

أن تكون مناضلا منسجما، أو مناضلة منسجمة، فأنت لن تكون خارج نبال العدو، سواء كنت مدرسا أو عاملا أو فلاحا، أو مثقفا، .. 

إذا هل العدو يستسيغ مناضل مدرس منسجم؟ الجواب: ابدا.. النظام لا يقبل مدرسا يربط بين تلقين المعرفة بتربية اجيال تجعل مشكلات الشعب المغربي هي محورها، هي جوهر  دراستها، وأن الخلاص هو جعل قضية الشعب هي قضية تلاميذنا وطلابنا..

العدو  يرغب في مدرس يوجه ابنائنا لقبول استخدام مشكلات ومعانات شعبنا كوسيلة للثراء والكسب السريع.. وهذه هي الحقيقة الساطعة.. حقيقة لا تقبل أغلب الأطر المثقفة الإفصاح عنها.. 

العدو يريد، ويشجع، إطار تربوي، ويدعم مثقف، يربط النجاح بالطريق المؤدية للكسب السريع والحصول على سيارة وعلى السكن فى الأحياء الفاخرة، وغيرها من أشكال البذخ.. 

النظام يريد من يربي الأجيال على قبول امتصاص دم الفقراء، دم العمال، والعاملات، دم الفلاحين، والفلاحات..

 النظام يرغب في من يجدد شباب الاستغلال والاضطهاد، والشعب يمضي على منحنى الفقر، ويحارب مصطفى، ومصطفات، وكل من لا ينسلخون عن هويتهم أثناء تأدية مهنتهم.. 

لكن لا شيء في هذا الوجود يستطيع قهر من لا يريد أن يقهر..

كل التضامن مع الرفيق مصطفى معهود في معركته النضالية.





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق