20‏/03‏/2023

محمد حومد// الأزمة المالية إلى أين ؟

.''Americans can have confidence that the banking system is safe''

'' يمكن للأميركيين أن يثقوا في أن النظام المصرفي آمن''.

الهكذا استهل الرئيس الأمريكي ـ جو بايدن ـ  خطابه في بداية الأسبوع  لتوجيه وتهدئة الطاقم المسؤول على القطاع المصرفي المرتبك أولا ٬ لطمأنة  وامتصاص ردة فعل المواطن الأمريكي ثانيا وثالثا هو إشارة توجيه عمل لحلفاءه المعنيين ، فهل كان من الضروري ولزاما على أعلى هيأة سياسية في الولايات المتحدة وهي رئيس الدولة أن يتدخل بنفسه بدل كاتبته ـ جنت ايلين ـ  في خزانة الدولة في مثل هذه القضية ؟

 الأزمة المالية إلى أين ؟    


إن تدخل الرئيس شخصيا وبكلمات الاطمئنان هاته يشير إلى أزمة مالية خطيرة جدا تقتضي التعاطي معها بجدية وحزم لمحاصرتها محليا حتى لا تطال العدوى أبناكا أخرى سواء على طول خريطة الولايات المتحدة الأمريكية أوأبناكا متعددة الجنسيات تتجاوز ما وراء البحار بحكم ارتباط الرأسمال المالي الوثيق بمعظم الابناك الدولية ، ويؤكد أن أي تهاون أوتماطل قد يعصف بالنظام المصرفي الأمريكي المتربع على عرش الرأسمال العالمي ، فأي انهيار جديد يلحق بأحد الأبناك العملاقة سيؤدي حتما إلى انهيار اقتصادي كبير قد يسبب في صراع اجتماعي قوي يطفو بشكل واضح على السطح ، إن الهلع الذي أصاب عملاء هذه الأبناك المفلسة وخصوصا الشركات الصغرى والمتوسطة منهم يشير إلى عمق أزمة الارتباط بها، وأولى ضحاياه موضفي وعمال هذه الشركات الذين سيلقى بهم إلى الشارع ، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية حقيقية لن تنتج إلا انفجارات اجتماعية قوية ، إن مع كل هزة اقتصادية أو مالية تعرفها الرأسمالية تستحظر ذاكرتنا الكتابات الماركسية للقرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين التي فككت بمنهج علمي أزمة الرأسمالية وأعلى مراحلها الإمبريالية٠ 

إن تدخل الرئيس كان بالقول حازما وحاسما أما فعليا سنرى في الأيام القريبة٠٠٠ 

- إلى الجحيم  ٰ ٰ سليكون فالي بنك ٰ ٰ  وأخواتها ،  الدولة ستسدد المبالغ المالية التي عجز البنك على تأديتها لأصحابها لتأمين وحفظ سيرورة نشاطهم الاقتصادي وتمكينهم من دفع رواتب العمال والموضفين ! تجنبا لأي ردة فعل .

 كيف ستمول الدولة هؤلاء والرئيس يؤكد أن التمويل لن يكون على عاتق دافعي الضرائب ؟  

- إلى المحاسبة الصارمة اصحاب القرار ورؤساء الأبناك على حد قول الرئيس وكأنهم الجزء الرئيسي في الأزمة المالية، إن الأيام القادمة وحدها هي القادرة على الإجابة ٠٠٠

 إن ربان الرأسمالية وحراس أزمتها البنيوية يتعاملون معها بشكل متغير ومتقلب  فاليوم تم التخلي على البنك ودعوة ملاحقة ومحاسبة المسؤلين عليها و بالأمس القريب ضخت الأموال في رأسمآل بعض الشركات المفلسة من أجل إنقاذها وتمتع رؤساؤها ومسييروها بمكافآت ورواتب عالية بل خيالية٠٠٠

إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تتجاوز أزماتها المالية بالطبع العشوائي المقصود لأوراق الدولار في السابق ، فهل تستطيع اليوم الإقدام على هذه الخطوة وهي تعي جيدا أن طبع الأوراق هو أحد عوامل التضخم الذي تحاول تطويقه ، وأن عملة الدولار تقلص نوعا ما دورها ووزنها على الصعيد الدولي في مواجهة الصين الصاعدة التي يعرف اقتصادها نموا ملحوظا في العقود الأخيرة بالإضافة إلى استدامة الحرب الأوكرانية (الأوروـ أمريكية) ـ الروسية.

إن أزمة المصاريف التي تعيشها أمريكا ستفرض على الآلة السياسية التحرك من أجل طمأنة وتوجيه الدول الحليفة لاتخاد القرارات اللازمة في حالة العدوى المصرفية ، فالجارة الكندية تترقب زيارة الرئيس نهاية الأسبوع المقبل وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ تولي ـ جو بايدن ـ الديمقراطي رئاسة الدولة الأمريكية.

إن كندا تنهج نفس السياسة النقدية لأمريكا ، سياسة الرفع من سعر الفائدة الرئيسي من طرف البنك المركزي ، وذلك بوثيرة جد مرتفعة لمحاصرة التضخم الذي لازال يتصاعد بحكم السياسة الاقتصادية ، إن تداعيات هذه الأزمة المالية قد تكون مصدر أزمة  اقتصادية ، فكندا منذ اندلاع الحرب الأوكرانية ( الأوروـأمريكية)-الروسية ساهمت  بشكل اندفاعي في دعم أوكرانيا سياسيا ، عسكريا وإعلاميا  هذه الحرب التي زادت من تعرية الوجه '' الديمقراطىي '' للإمبريالية حيث تم ضرب حرية التعبير طولا وعرضا، فلا صوت يعلو فوق الإعلام الرسمي وأي منافس له مصيره المحاصرة أو الرقابة ففي المدى القريب قد نشهد مزيدا من المنع أو التضييق على أي صوت يغرد خارج سرب الإعلام الإمبريالي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية....




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق