بعد الاضرابات العمالية والاحتجاجات الشعبية القوية ضد النظام الرأسمالي وسياساته منذ نهاية السنة الماضية، ها نحن امام انفجارات اجتماعية وشعبية ومواجهات قوية بين قوى القمع البوليسي وشباب وساكنة الاحياء الشعبية بالمدن والقرى الفرنسية.
ان جراح النظام الرأسمالي عميقة ولم تنتهي ولم تشف بعد حسب تعبيير الناطق الرسمي للحكومة الفرنسية السيد اوليفي فيرون ( Olivier Veran) عندما هاجم قوى اليسار الفرنسي واعتبرها ضد الجمهورية وهو يقصد بدلك ليس فقط المواجهات الاخيرة مع قوى القمع بل كذلك الاضرابات والمظاهرات القوية التي عرفتها فرنسا مؤخرا ودعت السلطة التنفيدية ( الرئيس والحكومة) للوحدة والدفاع عن الدولة والمؤسسات العامة ضد « المجرمين واعمال شغبهم ».
سقطت اقنعة التوث عن النظام الرأسمالي الفرنسي بعدما حاول اخفاء جريمة قتل القاصر ناهل(Nahel) من طرف عناصر الشرطة، وهي النقطة التي افاضت الفناجين واهتزت مشاعر الحزن والاسى والغضب والادانة لدى الشعب الفرنسي بالقرى والمدن الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وخرجت الجماهير ليلا الى الشوارع والساحات العامة على طول وعرض البلاد فرنسا وواجهت قوى القمع.
لم يعد للنظام امكانية اخفاء جرائمه بما فيها القتل وبدى يعوي ويهدد بأشد العقوبات في وجه المنتفضيين واباء وامهات المنتفضيين القاصرين وجند الاف عناصر القمع، 45000 عنصر شرطة ودرك حسب التصريحات الرسمية للنظام. هل تتذكرون خطاب رئيس الدولة بالمغرب سنة 1984؟ نفس الخطاب الان بفرسا سنة 2023. لا غرابة…
لم يكن ناهل(Nahel) اول من سقط وفارق الحياة برصاص الشرطة بدعوى عدم الامتثال للأوامر، حتى التقارير الرسمية الدولية والفرنسية تؤكد ذلك. فاض الكأس والكأس اجتماعي وطبقي قبل ان يكون أمنيا والأمن طبقي بامتياز…
لم يعد النظام الرأسمالي بفرنسا قادرا حتى على الحفاض على ماء وجهه ليس فقط أمام الرأي العام الداخلي بل حتى على المستوى الخارجي وترويج لأكدوبة حقوق الانسان واخفاء طابعه الطبقي، ولم يعد بمعزل عن هزات واضطرابات اجتماعية عنيفة كما هو الحال الان قد تصبو الى وضعين : الاشتراكية او الفاشية.
بالنظر للمعطيات السياسية الحالية وعلى رأسها ضعف او غياب القوى الاشتراكية يمكن استبعاد الحل الاشتراكي، ويمكن ترقب تربع الفاشية على هرم السلطة بفرنسا.
وكزيز موحى، فرنسا، 10/07/2023