2023/09/08

حسن العبودي // من لا يقف مع شعبه، لن يقف مع شعوب أخرى

 

أصدرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، يوم 5 شتنبر 2023، بيان جاء فيه:

"يستعد رئيس مجلس المستشارين، السيد النعم ميارة، القيام بزيارة إلى الكنسيت الإسرائيلي وذلك يوم الخميس 7 شتنبر 2023، يقدمها العدو على أنها زيارة تاريخية.  والحق فهي تجسيد لإمعان النظام المغربي في التوغل في مستنقع التحالف الشامل مع الكيان الصهيوني العنصري المجرم ضدا على هوية شعبنا ومصالحه..."

 ويضيف البيان: "والحال فإن هذه الزيارة تأتي في وقت يقود فيه هذا العدو المتغطرس هجوما شاملا على الشعب الفلسطيني يتجلى في: 

 *  تفشي الجريمة بقتل الفلسطينيين بدوافع عنصرية بتواطؤ مع شرطة الاحتلال بداخل الكيان الصهيوني.."

وعليه دعت الجبهة إلى وقفة احتجاجية يوم الخميس 7 شتنبر 2023 على الساعة السادسة والنصف مساء أمام البرلمان بالرباط. والتي تم تأجيلها على إثر تأجيل الزيارة.

بداية احيي مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال ووقوفه بشموخ وتحدي في وجه كل مؤامرات الداخل والخارج..

أحيي جماهير شعبنا بمنطقة أيت حديدو إملشيل.

أحيي نضالاتهم وتضحياتهم وصمودهم شبابا ونساءا وشيوخا وأطفالا.

احيي تضحيات المرأة هناك.

أحيي صمود عمال وعاملات سيكوم بمكناس..

وبالمناسبة أقول: العيون التي لا تنظر للقبح والاجرام الجاري أمامها، من النفاق وضع أصحابها أيديهم على قلوبهم في النظر على بعد أميال.. 

فمن البديهيات القول من لا تعنيه نضالات شعبنا أينما كانت، لن تعنيه قضايا شعوب أخرى. 

إن دعم الشعوب ومن ضمنها الشعب الفلسطيني كذب وغطاء للخداع إن لم يكن مرتبط بالانخراط في نضالات شعبنا في كل المناطق وفي كل الحقول..

لن يدعم حقيقة الشعب الفلسطيني من يصمت عن ما يجري من إجرام في حق شعبنا..

لن يدعم حقيقة الشعب الفلسطيني من لا يدعم اليوم نضالات شعبنا في منطقة أيت حديدو-إملشيل..

لن يدعم الشعب الفلسطيني من يتآمر على نضالات عمال سيكوم بمكناس.  

لن يقف حقيقة مع الشعب الفلسطيني من لم يقف ضد عسكرة المؤسسات التعليمية بإملشيل..

لن يدعم الشعب الفلسطيني من لم يروا حتى الدم وهو لايزال يقطر من الجروح القديمة على الأجساد الخشنة لأبناء شعبنا بإملشيل. 

هل تناسيتم الحقيقة، أم "تسترقون السمع"؟!   

ولكن، ما الذي يمكن أن يراه النائمون على سرير الاعداء؟ فلا غرابة أن يقتصر السياسي الانتهازي على الدائرة التي يرسمها أنفه في دوران كامل للرأس الفارغ حول محور الجسم الممتلئ من النعيم البهيج، مما يتساقط من موائد النظام .

باختصار، لم يعد هناك من كلام كثير يقال عن هياكل القبح، هياكل أثبتت ولازالت تثبت، في كل تطورات الصراع الحقيقي، الجاري على الارض، أنها هياكل مهترئة، جبانة، متواطئة، تنتهز باسم الدفاع عن الشعب وعن مكتسباته التاريخية، وترتزق باسم قضايا الشعوب العادلة.. ناهيك عن الحديث على حجم  المسؤولية المفروض أن يكون عليها البعض منها مثل نقابات قطاع التعليم، كهياكل نقابية لقطاع مناضل تاريخيا ومستهدف منذ سنوات وتحديدا في السنوات الأخيرة لتمرير مشروع في التعليم معاد لحقوق الأغلبية من أبناء شعبنا ولأطر القطاع.

لم يعد جائزا نضاليا وأخلاقيا لأي هيكل يتحدث عن التعليم العمومي والمدرسة العمومية  ويدعي الدفاع عن حق أبناء الشعب في التعليم والدفاع عنهم في حقول أخرى، نقابيا كان، أم جمعويا، أم حزبيا، أن لا يكون له موقف حازم فيما يجري من عسكرة للمؤسسات التعليمية بمنطقة أيت حديدو-إملشيل والنواحي قبل أن يقول أنه  معارض لما يخطط وينفذ في قطاع التعليم من سياسات معادية للمعلّم والمتعلّم وللمدرسة عموما باسم الإصلاح. 

أي دفاع منتظر أمام هذا الصمت المميت؟! 

أليس الصمت تواطؤ؟! 

أليس غض البصر عن الجريمة جريمة؟!  

أين النقابات التعليمية، وبالأخص من ترفع شعار الدفاع عن المدرسة العمومية؟ أين التوجه/توجهاتها الديمقراطية؟!

اين الائتلاف الوطني للدفاع عن التعليم العمومي، الذي يضم في صفوفه عشرات التنظيمات الحزبية والنقابية والجمعوية ألا تعنيه عسكرة مؤسسات "المغرب المنسي" في شيء؟!

فقط مناضلي الشعب يقفون مع الشعب. وهم الوحيدون الذين يستطيعون الموت من أجل مصالح ليست مصالحهم الذاتية الضيقة.

إنها الحقيقة، أبى من أبى، وكره من كره، والشعب لا ينسى ما يعنيه الحق. 

فمن أراد فضح التطبيع مع الكيان الصهيوني فعلا يفضح الإجرام في بلده.

من أراد مناهضة التطبيع يقف مع نضالات شعبه في مواجهة مخططات النظام الطبقية التي تستهدفه.

إن قول دعم الشعب الفلسطيني قول كاذب حين يصدره الصامتون والمتواطئون على الإجرام في حق شعبنا. 

إن العمل السياسي والنقابي المنحط، والجبان، يحمي فعليا، بصمته وتواطئه، جميع "الجزارين"، الذين لديهم رذيلة غير قابلة للشفاء تتمثل في المشي بسكين في أفواههم، كما هم اليوم بمنطقة أيت حديدو إملشيل، ولكن بمجرد أن تضاء أضواء القاعة وينهي الشعب العرض على مسرح التاريخ، سيعلم كثير من الناس بشيء من الدهشة أن الجزارين الرئيسيين، أي الجناة وشركاءهم، هم مدبروا لعبة ممتدة لمرحلة عنوانها الحقيقي جمر، رصاص، دهس، طحن، حصار، تجويع، كذب، سمسرة، متاجرة.. حينها لن يشفع الصمت للصامتين، سيتحولون لقادورات تكنس إلى مزبلة التاريخ. وكذلك الامر مع المتسولين على أعتاب الجلاد، الذين هم الآن، وفي دائرة الضوء، يتحولون إلى بلطجية في حقول كانت في غالبيتها للقلم النظيف..

ختاما أقول: لا يمكن للظلام أن يطرد الظلام، فقط النور من يفعل ذلك..




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق