29‏/11‏/2023

سمير لزعر// إسقاط نظام المآسي" لحمة عربات القاطرة

 


ليس بعيدا أن نخلف للأجيال القادمة مثلا يقول:"كل معركة في الشوارع المغربية، تتآمر عليها النقابات والاحزاب السياسية" ونكون بدورنا قد ضاعفنا من رصيد سوق الأمثلة الشعبية.

في الشوارع وقفت شغيلة قطاع التعليم كلها معززة بامهات وآباء وأولياء التلاميذ تطالب بإسقاط "النظام الأساسي". خرجت، دفاعا عن الوظيفة والمدرسة العموميتين، دفاعا عن مصلحتها، دفاعا عن كرامتها، ضد إجرام النظام، اجرام "عزف"/عصف على مصالحها قبل "عواطفها"، الاجرام الهادف للاجهاز على ما تبقى من المكتسبات على مستوى قطاع التعليم. فكانت معركتها معركة الشوارع بامتياز، بقاعدتها الواسعة، بمنخرطي النقابات وغير المنخرطين. وهي اليوم تمتد وتتصاعد في الزمان وعلى مستوى القاعدة الشعبية مستثمرة لثاني مرة بعد تجربة 20 فبراير، لوسائل التواصل الإلكتروني بطريقة ذكية ومتميزة. ولم تكن النقابات الاربع الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023 الخياني،(ويتعلق الأمر بكل من النقابة الوطنية للتعليم ‏CDT، والجامعة الوطنية للتعليم UMT، والجامعة الحرة للتعليم ‏UGTM، والنقابة الوطنية للتعليم ‏FDT‏) سوى شريك النظام في الجريمة، وحامي مصالحه بتسهيل تمرير توصيات القوى الاستعمارية، ومجرد ملحق بالجماهير الرافضة، لأن لا خيار لها بعد انكشاف خيوط المؤامرة سوى مسايرة الوضع من أجل الانبعاث في لحظة الإشارة القادمة من النظام، وإلا ستكون صفرا سياسيا، ونقابيا، لا قيمة له. ويسقط عنها دورها في إنقاذ النظام وتلميع صورته أمام المؤسسات المالية الاستعمارية صندوق النقد الدولي والبنك العالمي باعتبارها طرف شريك في تمرير مخططاته.

لم يراودنا الشك منذ البداية بكون المعركة ستكون معركة الشوارع، لأن انفلات القاعدة من قبضة البيروقراطية وتدمرها من حجم الجريمة، والتهديد الذي يحدق بها جراء تمرير النظام الأساسي المشؤوم، شكل قاعدة أساسية موضوعية لتحفيز الفعل النضالي وللتمرد والانتفاض. واليوم وبعد مرور ما يقارب شهرين يزيد التلاحم، وتزيد اليقضة، ويتزايد الصمود والتحدي والإصرار في خوض معركة  الكرامة. معركة إسقاط نظام المآسي.

 وقد راينا وما زلنا نرى مختلف أشكال هجوم النظام السياسية والإعلامية على المعركة بهدف اقبارها ورأينا حربائية القيادات المفيوزية وأدوارها الخبيثة، والخيانية، وكيف تتآمر باستمرار، من أجل إيجاد مداخل لنسف المعركة وإعطاء الفرصة للنظام لارتكاب جريمته في ما تبقى من مكتسبات شعبنا، كما هو الحال في حوار 27 نونبر 2023 الذي عنونته الشغيلة التعليمية وكل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحوار "التجميد"، والذي اعتبر مناورة قدمته النقابات الأربع في صورة مكسب وهي تخفي تكتيكها المشترك مع النظام المبني على خطوة خادعة ووهمية للخلف/للوراء وتقديمها كمكسب، تحت عنوان "تجميد النظام الاساسي"، بهدف نسف وحدة الشغيلة ودفن معركة الشارع ثم الهجوم الكاسح والمعمق على المكتسبات. وهو الأمر الذي تفطنت له الشغيلة وكل الشعب المغربي، بل تحولت لعامل محفز للسخط ورفع منسوب الرفض والنقد والنقاش وسط القاعدة وكل المتعاطفين والمعنيين بمعركة الدفاع عن الوظيفة والمدرسة العموميتين، من أجل تجدير المعركة، وتصعيد النضالات. 

صحيح أن النظام قد نجح، بتواطؤ سياسي ونقابي، في تفييء قطاع التعليم وحوله إلى مجموعة من فئات متمايزة في مصالحها، وصاروا مثل عربات منفصلة، والعربات المنفصلة لا تصنع قاطرة. لكن تمرير "النظام الاساسي" لحم مختلف العربات، وهي اللحمة التي ستظل قوية إذا تمركزت المعركة تحت الشعار الواضح والذي لا يلفه أي غموض وهو "إسقاط النظام الاساسي". إنها النقطة المركزية التي ستضمن سير القاطرة بإصرار نحو الهدف. وعلى ارضيتها يجب ان يتم تصليب وحدة المعركة ولحمة كل الفئات في الشروط الراهنة. وهذه الحقيقة يعرفها النظام، وواعية بها النقابات، حق الوعي، لهذا تتحدث في مخرجاتها عن التعديل وعن مقترحات إصلاح/تعديل نظام المآسي من خلال اللعب على نقطة الزيادات لشراء الدمم وصمت فئة دون أخرى كورقة أخيرة لتفكيك العربات.. وهي بمثابة اتفاق مسكوت عنه بين الأطراف المجرمة، النظام والنقابات الأربعة الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023 الخياني، وهذا دون استبعاد إمكانية اشهار القمع، والمحاكمات، والاعتقالات، كاوراق موازية لترهيب قاعدة المعركة.

إن ما حققته المعركة لحدود الآن هو مكسب نضالي يستدعي من المناضلين الفعليين الانخراط الجاد على جميع المستويات من أجل هزيمة العدو، وبهدف مراكمة فعل نضالي ناجح لتحفيز شعبنا لمعارك الأمل لاسترجاع مكتسبات تم الإجهاز عليها وقلب موازين القوة على الأرض لصالح معارك ونضالات شعبنا.  

فإن كانوا يخططون لتدميرنا، يجب أن نكون تلك اللحمة التي لا تنام ولا تتفكك.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق