جريمة أن لا تناضل حين يفرض عليك النضال..
حين تتصفح منشورا أو تدوينة على موقع إلكتروني، وتقع عيونك على أرقام 500 عامل وعاملة مشردون وثلاث سنوات من المعانات، فاعلم أن هناك في الخلف أشخاص يطلقون النار على الشعب، ويحملون الأطفال على التشرد، ويخضعونهم لتجارب الجوع..
3 سنوات و 500 عامل وعاملة في الشوارع بعد انقطاع مصدر العيش، بحكم قرار الباطرونا.. هل هذا لا يكفي للقول أن المجتمع يجوع من اجل مصالح رأس المال؟!هل هذا لا يكفي للحكم بان المجتمع يقاد على طريق تسييد القتل البطيء؟!.. هل الارقام لا قيمة لها؟! هل الأرقام لها لون؟ هل لديها وطن، عرق، قبيلة؟ هل لديها جنسية؟ هل فيها الضارة والنافعة؟!
هل هذا البلد فيه أحزاب وفيه نقابات وفيه مجتمع مدني، أم هو بلد يسوده طرف واحد بأحزابه وقياداته النقابية ومجتمعه المدني؟!
هل ننتظر ان تتلوث الأنهار وتموت أسماك المحيط والبحر لنعرف على ماذا هم مصرون؟!.. ألا يتحرك فينا الضمير أمام هول التجويع الممنهج؟!
هل نحزن على الضحايا المشردين بعد أن امتص رأس المال دماءهم ولفظهم للشارع، أم نحزن على أنفسنا ونحن نعصر يوما عن آخر بسياسة تحرير الأسعار وتصفية "صندوق المقاصة" تحت خديعة دعم الفئات المعوزة، وإظهار وحشية النظام واستخفافه بحياة الشعب؟!..
لقد أوصلونا إلى نقطة قبول الظلم الذي يقع أمام أعيننا، أن أقبل انا لأكون مظلوما، وأن تقبل أنت لتكون مظلوما، ونقبل لنكون مظلومين بشكل جماعي، وكلنا ندفع ثمنه جماعات وافراد. وهذا ما يخبرنا به مصيرنا. ولكن الشر الذي يدور في دمائنا لا ولن يعرف الحواجز.
إن سياسة الربح هي التي تقضي على قيمة الحياة، وتقضي عليها حتى بعد الموت. فالراسمالي لا يهمه ان يجوع الشعب، او ان ينتشر الفقر، او تعم البطالة،.. الرأسمالي يهمه الربح. الربح هو المبدأ والمعادلة الأولى والأهم، وكل القضايا تحل على اساس هذه المعادلة. فمن اجل الربح يستثمر رأس المال حتى في القتل والموت والموتى..
من أجل أرباح رأس المال شردوا العمال والعاملات وجوعوا الأسر باطفالها وشيوخها. ومن اجل مصالح القيادة المفيوزية تاجر فيهم الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بمكناس، وبعد إتمام الصفقة تم طردهم، وفبرك ملفات قدم بها بعض العاملات والعمال للمحاكمة، ووصلت به الدناءة والوقاحة في اجتماع 22 ماي 2024، لاصدار بلاغ يدين احتجاجاتهم واشكالهم مقدما ملفا جاهزا "للسلطات المسؤولة" لقمعهم ومطالبا أياها بتحمل مسؤوليتها..
ثلاثة سنوات من الجوع والتشرد ويحشرونهم في خانة ناشري "الفوضى والإحتلال"،.. لأنهم يحتجون على الظلم والجوع، والخيانة، وعلى سماسرة العمل النفابي..
هذه هي الرأسمالية باختصار، في مرحلة تمكنها من شراء القيادات النقابية والسياسية، تسرق العامل، تسرق الشعب، وتشتري عصابة مفيوزية منصبة كوكيل عليه..
فالمرتزقة المنصبون كوكلاء على العمال ويفرضون عليهم أمر الواقع، لا يهتمون بموت عامل وحتى مجموعة من العمال ولا بفقرهم ولا بعطشهم ولا بجوعهم، بل يهتمون ببيعهم، والمتاجرة في مآسيهم، وحين يختار العمال محاربة الجوع والفقر،.. سيوجهون، ويوجهون، إليهم اتهامات إن لم يخضعوا، ويؤثثون الارضية حتى لاطلاق النار عليهم إذا حاولوا أن يفعلوا شيئًا قد يهدد مصالح أسيادهم.
إن صمود عمال سيكومك مكناس لازيد من ثلاث سنوات شيء مقلق، ومزعج، للنظام ولخدامه.. إنه تحدي في زمن الجزر، في زمن الهجوم الخطير للراسمال.. إنها التضحية التي ايقضت روح التضامن..
ثلاث سنوات من الصمود كانت هي زمن طرق الخزان..
ثلاث سنوات كلها احتجاجات ومسيرات، وحضور نضالي في جل المحطات النضالية المنظمة محيا ووطنيا..
في ثلاث سنوات صدأت الجدران بصراخهم وصراخهن..
فهل فعلا، اليوم 6 يونيو 2024، بعد قافلة التضامن التي نظمها المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان جهة فاس مكناس بمشاركة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (فاس، مكناس، وتازة) والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب (تاهلة، تازة، واد أمليل، قرية بامحمد، اوطاط الحاج) سينتهي زمن الخزان، وندشن لمنعطف جديد في دعم وتمتين صمود عمال سيكوميك على جميع المستويات؟!
هل ستكون محطة اليوم، الناجحة نضاليا، منعطفا لنقاش يصب في خانة تنظيم وحشد الجهود لإعطاء نفس لمعركة العمال سياسيا وماديا ونضاليا؟!
إنه التحدي..
إنها المسؤولية حين تطرح في جميع مستوياتها وبالأخص على مستوى الإسهام في إنجاح معارك أبناء وبنات شعبنا..
كل التحية لمن ساهم في إنجاح القافلة بشكل مبدئي..
كل الدعم لعمال وعاملات سيكومك..