أيها الشعب، يريدونك جاثيا على ركبتيك.. مصاصو الدماء يريدونك مستسلما.
لكن الألم لن يثني إرادة المقاومة، ولن تسقط رايات التحدي.
من قلب الأرض، ومن جديد، يرفع عمال منجم عوام صوت الحق. معركتهم، تلك التي لا تعرف الاستسلام، تتواصل بثبات وعزم.
من أعماق مغارات جبل عوام في مريرت، وفي يومها الثاني على التوالي، يواصل عمال المنجم إضرابهم البطولي، الذي أشعلوا شرارته يوم الاثنين 22 دجنبر 2025، داخل ذات الكهوف التي تستغل كرامتهم. هذا الاعتصام تحت الأرض هو الصرخة المدوية التي تفضح تعنت إدارة مقاولة المناولة "كولدمين"، ورفضها المتكرر تلبية أبسط المطالب المشروعة التي تحفظ كرامة الإنسان وتضمن سلامته.
يتصدر مطالب العمال معركة الترسيم، الحق الذي ظلموا فيه رغم عقود من الخدمة والتضحية، إلى جانب مطلب السلامة المهنية الذي يحمل طابعا مصيريا داخل ما يسمونه "كهوف الموت". هذا المطلب يأتي في أعقاب حادثة استشهاد أحد زملائهم مؤخرا، في حلقة مأساوية جديدة من سلسلة الإهمال الممنهج.
ولم تقتصر الإدارة على الصمت إزاء مطالبهم، بل أمعنت في سياسة القمع عبر موجة من الإقصاءات التعسفية، محاولة حرمانهم من حقهم في الاستقرار والاعتراف، متنكرة لأقدميتهم وخبرتهم.
إصرار العمال على خوض اعتصامهم في أحشاء الأرض هو خلاصة تراكم نضالي طويل، وخبرة مكتسبة من معارك سابقة. إنهم يدركون أن وجودهم في قلب موقع الإنتاج يشكل قوة ضغط لا يستهان بها. كما أن هذا الخيار يعبر عن تصميم على حماية مسار النضال من أي تدخلات انتهازية تهدف إلى تفريق الصف أو تخفيف الزخم.
في هذه اللحظة الفارقة، ونحن نرى صمود أولئك الأبطال في وجه الظلم، نحني هاماتنا إجلالا لتضحياتهم، ونعلن تضامننا الكامل مع معركتهم العادلة. نرفع تحية نضالية ملؤها الاحترام لهؤلاء الذين يصنعون الأمل من داخل كهوف الظلم، حاملين معهم أحلام جميع المقهورين في انتصار إرادة الشعب، وفي يوم ينالون فيه حقوقهم المسلوبة من بين أنياب أولئك الذين يستغلون جوعهم وينتزعون قوت يومهم.
لن تسقط المقاومة.. ولن يركع الشعب.
2025/12/23
